رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحلم



لما حارس مرمى يعتزل، وهو عنده 24 سنة، يبقى إيه التصور عن مستقبله ومستقبل اسمه في عالم الكرة؟ خلينا هنا نتكلم عن الحارس دا، اللي بقى في التاريخ واحد من الأساطير، وهو الكابتن فكري صالح.
فكري يتيم الأبوين من وهو عنده خمس سنين، ثم يروح يعيش مع أخته في الزمالك، وهناك كان فيلا مهجورة بتاعة واحد أرمني، فـ كان عدد من فتيان المنطقة يروحوا في جنينة الفيلا دي، ويلعبوا كورة قدم، وكان فكري يقف لهم جون.
عبدالفضيل طه كان بـ يمر جنب المنطقة دي، وكان بـ يطلع الكوبري، فـ يكشف الفيلا، فـ مرة بعد مرة، بدأ ينتبه إنه الأولاد دول بـ يلعبوا، وإنه فيه منهم عنده حاجة، فـ يتابعهم مخصوص، ويشوف إنه الجول كيبر دا كويس، فـ ياخده ويروح بيه الزمالك، ويمضيه وهو لسه ناشئ.
الولد يدخل الكلية الحربية، ويبقى ظابط في الجيش، مع كابتن حمادة إمام، ويلعب شوية في نادي الزمالك، ويوم واحد رمضان "سنة 1973" يخوض آخر مباراة له مع الفريق قصاد الطيران، وتيجي عربية الجيش تاخده، لـ "أمر ما"، وطبعًا الأمر دا كان حرب أكتوبر، فـ يقعد فيها حبة حلوين، ثم يرجع بعد كام شهر.
كل دا كان لسه عنده 21 سنة، ثم إنه مع استئناف الدوري، وانتظام النشاط، اللي سابوا النادي يرجعوا أشرف أبوالنور وسمير محمد علي، وفيه كمان هشام عزمي، فـ يحصل تنافس، وإدارة النادي تشوف إنها مش هـ تقيد فكري السنة دي، وخليه لـ السنة الجاية، فـ يغضب، ويقرر يمشي من النادي.
الترسانة طبعًا ما صدقت، وضموه، وكان وقتها حسن علي هو الحارس الأساسي، بس حسن ما كانش بـ يلعب لـ ظروف ما، فـ يقف فكري صالح حارسًا أساسيًا، ثم ييجي ماتش الأهلي، وكان حساس لـ إنها الترسانة هي اللي بـ تنافس الأهلي ع اللقب، فـ دا ماتش قمة، ويرجع كابتن حسن علي، فـ هم يقرروا إنه هو اللي يقف حارسًا لـ المرمى، فـ فكري يغضب تاني، ويسيب النادي.
المقاولين كان وقتها في الدرجة التانية، بس كله عارف إنه جي، والمعلم عثمان بـ يجهز فرقة ومدينة رياضية، وهلمّ كبيرة، وجايب كابتن  فؤاد صدقي شخصيًا ماسك النادي، فـ يجيبوا فكري صالح كـ حارس مرمى.
فؤاد صدقي يشوف في فكري صالح حاجة تانية خالص، وهي إنه رؤيته وذهنيته واستعداده كـ شخصية قيادية منضبطة، ينفعوا جدًا في استغلالهم كـ مدرب لـ حراس المرمى، لـ إنه في ذلك الوقت ما كانش لسه استقر مفهوم تدريب حراس المرمى، كـ مركز مستقل عن الفريق، فـ مش سهل تلاقي واحد يصلح لـ هذا الموضوع، فـ فكر إنه فكري يبقى هو المدرب دا، ويختصر سنين من عمره هـ يقضيها كـ لاعب، مش منتظر يحقق فيها شيء مميز، في ظل وجود حراس كتير في مصر فئة أولى، إكرامي وثابت وعبدالستار وغيرهم وغيرهم.
ما اعرفش إيه اللي خلى كابتن فؤاد يجيبها له بـ طريقة ميتافيزيقية شوية، اللي هو أنا حلمت تلات أيام ورا بعض، إنك بقيت مدرب حراس مرمى كبير، فـ خلينا نحقق "الرؤيا" دي، بس دا مناسب لـ شخصية كابتن فكري حسب ما أظن.
فعلًا فكري بقى مدرب حراس مرمى، وخد شهرة كبيرة، وفضل عشرات السنين يساهم في صياغة مستقبل الحراس في مصر، خصوصًا لما كان مع المنتخب، وهو اللي أعد الحضري ونادر السيد وعبدالواحد السيد، وكتير من الحراس حتى الآن.
القصة دي تعلمنا حاجة مهمة أوى
لما تطلع الكوبري
ابقى بص تحتيه كويس
لـ إنه وارد جدًا
تلاقى مستقبل حراسة الكورة فى مصر.