رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وجدى الكومى: قصص سعيد الكفراوى «ثروة» فى توثيق الريف المفقود

سعيد الكفراوي
سعيد الكفراوي

تمر اليوم الذكرى الأولى لرحيل القاص الكبير سعيد الكفراوي الذى برع وأخلص لفن القصة القصيرة وأثر في أجيال كاملة من الكتاب.

الكاتب وجدي الكومي قال في تصريحات لـ"الدستور": "أستاذ سعيد الكفراوي أحد كُتاب القصة الذين مارسوا أستاذيتهم معي دون أن يدروا شيئًا عن وجودي وعن حبي لأعمالهم، تعلمت منه رحمة الله عليه كيف أن الكتابة يجب أن تكون من لحم وطين فيها نسيم الهواء وعبير الشجر ونجوم السماء وصوت الماء في الترع وقت الليل وقت هجوع الخلق وانفضاض السمر.

وأضاف الكومي، أن أعمال الكفراوي  الكاملة التي أصدرتها الدار المصرية اللبنانية والتي حوت مجموعاته القصصية الأولى "زبيدة والوحش"، "كانت بالنسبة لي ثروة من القصص التي تنطق بروح الأرض والطين والريف المفقود وتاريخ فن القصة القصيرة زمن الستينيات في وقت شحت فيه الطبعات القديمة التي صدرت له، أو تهرأت وبات من الصعب العثور عليها في الأسوار، فكانت إعادة طبع هذه المجموعات القصصية في كتاب واحد بمثابة تحية وتقدير لعمل هذا القاص".

ولد الكفراوى عام 1939 بقرية كفر حجازي مركز المحلة الكبرى، وبدأ حياته الأدبية فى قصر ثقافة المحلة عام 1964 ضمن جماعة الأدب التي كانت تضم: "نصر أبوزيد وجابر عصفور ومحمد المنسي قنديل ومحمد فريد أبوسعدة وجار النبي الحلو ومحمد صالح، وقد شكَّلوا جميعًا تيارًا مهمًّا فى الفكر والنقد والإبداع فى الأدب العربى الحديث".

ولم يكتب الكفراوي سوى القصة القصيرة، ودافع عن ذلك الفن بشرف وتجرد، وكانت كتابة هذا الشكل موازية لحياته تقريبًا وقد اعتبرها نبوءة تعبِّر عن الجماعات المغمورة وأهل الهامش، وفى الوقت الذى رحل كل أبناء جيله إلى زمن الرواية ظل هو مخلصًا للقصة القصيرة، مدافعًا عن كينونته حتى إن النقد اعتبره أحد شهيدين يبدعان هذا الشكل الفريد، مع زكريا تامر.

ومن أعمال الراحل: "مدينة الموت الجميل"، "ستر العورة"، "سدرة المنتهى"، "مجرى العيون"، "بيت للعابرين"، "كشك الموسيقى"، "دوائر من حنين"، "أيام الأنتيكا"، "حكايات عن ناس طيبين"، "يا قلب من يشتريك".

وإضافة إلى جائزة الدولة التقديرية، فقد حصل على جائزة السلطان قابوس فى القصة القصيرة، ودُعى إلى الكثير من الملتقيات ومؤتمرات الثقافة والإبداع فى مصر والعالم العربي؛ المغرب – الكويت – السعودية – الإمارات – العراق – فرنسا – الدنمارك، وقد أنتجت السينما العراقية فيلمًا عن إحدى قصصه بعنوان "مطاوع وبهية".