رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جرجس صفوت يكتب: "عم ربيع" صاحب أزمة القمص زكريا بطرس

الكاتب الصحفي جرجس
الكاتب الصحفي جرجس صفوت

أحدهم كبير في سنّه وقيمته كذلك، خرج على المعاش، وقرر أن يستثمر بعضًا من وقته عبر "فيسبوك" عملًا بنصيحه أحفاده، فيقرر ألا يكشف عن هويته؛ ليحمل حسابه شعار "عبد من عباد الله"، ويعود فيكشفها في براءة الأطفال فيكتب في وصف الحساب: "هذا الحساب ملك لربيع أبو هشام.. موجه سابق بالتربية والتعليم وصاحب بقالة أبو هشام".

يجلس عم ربيع فوق أريكته التي غالبًا ما تكون بنية اللون، يرتدي بنطالًا رماديًا وفانلة حمالات زرقاء اللون، ويمسك كوبًا من شاي التموين الفاخر، أو من السحلب الممتلىء بالفول السوداني التي لطالما أقنع نفسه بأنها مكسرات، ويتنقل بين حسابات أبناءه وأبناء إخوته وهو منفك الأسارير، غارقًا في "النوستالجيا".

يعود عم ربيع الذي لا أعرفه، ونسجته من وحي خيالي، إلى فيديوهات وألبومات كان قد نساها صاحب الحساب شخصيًا، ليضع تعليقًا يملؤه الحنين للماضي "الله يرحمك يا عزيز يا خويا"، أو "فاكر يا ثروت الصورة دي كانت في بلطيم سنة2000 .. كنا رايحين المصيف تبع شغل سوزان القديم"؛ ليُصعق أي منهما أن الصورة التي بُعثت للحياة مُجددًا، وانتشرت كالبرق، كانت قد التقطت له اثناء التهام قطعة كبيرة من حلوى الجاتوة "أبو 5 جنيه الحتة"، فيظهر بفم فاغر وممتلئ بالطعام، مما يهدد مستقبله كزوج حديث العهد ويزعزع مكانته الاجتماعية على مدار بضعة أشهر مقبلة.

هو إيه اللي حصل؟

لا أحد يعلم "إيه اللي حصل"، فقد استيقظنا على حالة من الغضب وتداول لمقاطع فيديو بُثت منذ سنوات عدة، من أعاد نشرها هل أحد في بساطة وسذاجة عم ربيع لتصبح الصدفة سيدة الموقف، أم يد شريرة فعلت ذلك عمدًا لتثير الفتنة.. حقيقة يصعب عليًا أن أعرف ولكن كل ما أعرفه أننا بعد أن كل ما مررنا به، يجب علينا الآن أن نبذل أقل القليل من المجهود للتحقق من الأمر، لاسيما وأن الفديو المنتشر للقمص زكريا قديمًا.

ردة فعل البابا شنودة

استضاف الإعلامي عمرو أديب، في لقاءه "القاهرة اليوم"، الذي كان يُذاع عبر فضائية اليوم، البابا الراحل شنودة الثالث، وسأله عن "القمص زكريا بطرس"، فلخص البابا شنودة الثالث حديثه حول الأمر في ثلاث نقط..

الأولى منهم أنه رفض أن يقول أحدًا أن البابا يتملق إخوانه المسلمين؛ لأنه كما يهين القمص زكريا المسلمين، فهناك أيضًا من يعتلون منابرهم لإهانة المسيحيين؛ لذا إن كان هناك ردعًا فيجب أن يُطبق على الطرفين سواء.

والثانية أن المسيحية ترفض الإساءة لأي فرد ولأي شخص، والإساءة تعتبر خطية، والثالثة أنه وجه نقاشًا وحوارًا فكريًا وعقيديًا، لذا يجب أن يتصدر أن علماء المسلمين المشهد ليرد عليه..

أوقفوه عند حده..

نعم أقولها.. آن الأوان ليخرج شيخًا من الأزهر الشريف، وهي المؤسسة التي نكن لها كل احترام، ليرد على كل نقطة، ولتكن مثلا مناظرة الكترونية.. أو دراسة تُنشر للرد على كل نقطة.. آن الأوان لذلك، فالأزهر أكبر من أن يرد على إساءات، ولكن له أن يرد على أسئلة قد يصعب على العامة الرد عليها.

هو الدين بيقول إيه؟

تعالى لأحدثك عن موقف المسيح من الإساءة، الذي كان جليًا وواضحًا حينما قال وَسَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لَا تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بِمِثْلِهِ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ، فَأَدِرْ لَهُ الْخَدَّ الآخَرَ بحسب ما ورد في إنجيل متى 5 :38-39.

وايضا:" لَا تَرُدُّوا لأَحَدٍ شَرّاً مُقَابِلَ شَرٍّ، بَلِ اجْتَهِدُوا فِي تَقْدِيمِ مَا هُوَ حَسَنٌ أَمَامَ جَمِيعِ النَّاسِ. إِنْ كَانَ مُمْكِناً، فَمَادَامَ الأَمْرُ يَتَعَلَّقُ بِكُمْ، عِيشُوا فِي سَلامٍ مَعَ جَمِيعِ النَّاسِ. لَا تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ، أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ دَعُوا الْغَضَبَ لِلهِ، لأَنَّهُ قَدْ كُتِبَ: «لِيَ الانْتِقَامُ، أَنَا أُجَازِي، يَقُولُ الرَّبُّ». وَإِنَّمَا «إِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ، وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. فَإِنَّكَ، بِعَمَلِكَ هَذَا تَجْمَعُ عَلَى رَأْسِهِ جَمْراً مُشْتَعِلاً». لَا تَدَعِ الشَّرَّ يَغْلِبُكَ، بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ وذلك بحسب الرسالة إلى أهل رومية 12 :17-21.