رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حد ده فريد وحليم

رغم إنهم من جيلين غير بعض، إنما تحس إنه كان فيه رابط ما بينهم، رابط إيجابي، رابط سلبي، لكن فيه رابط. يمكن حياة عبد الحليم وظروفه وحكاياته معروفة، واتعمل عنها كتب وحكايات وبرامج، وحتى أعمال درامية: فيلم ومسلسل وخلافه، إنما شوية تفاصيل فريد غايبة.  
السنة اللي بدأت فيها معاناة عبد الحليم حافظ مع المرض، هي نفسها السنة اللي بدأت فيها معاناة فريد الأطرش مع المرض (1954).
فريد أساسا كان بـ يعيش أيام صعبة، موت أسمهان، اللي كان قبلها بـ عشر سنين، جاله بـ حسرة وحزن لازموه طول حياته، مش بس حسرة وحزن، دا كمان عدم اتزان خلاه يدمن ترابيزة القمار.
حكاية القمار دي سمعتها منه في حوار مع ليلى رستم، قال ساعتها: كنت هـ أعمل إيه يعني بعد موت أسمهان هانم (هو اللي قال هانم).
فضل فريد في التخبط دا عشر سنين، رغم التخبط، كانت السنين دي سنين نجاحه في أفلامه اللي عملها مع سامية جمال: ست أفلام استعراضية خلته في القمة، إنما على المستوى الشخصي الحياة كانت بايظة، وباظت أكتر لما فشل ارتباطه بـ سامية جمال.
طب وليه يفشل ارتباطه بـ سامية؟ حسب ما فهمت هو ما كانش عايز يتجوزها، على اعتبار إنه أمير من ناحية، ما ينفعش يتجوز أي واحدة كدا، حضرتك عارف إنه فريد الأطرش أمير من الدروز، وعاش طول عمره بـ اعتباره أمير.
من ناحية تانية، ودي محرجة شوية، هو كان شايف إنه ما ينفعش يتجوز رقاصة بـ تتعرى قدام الناس (دا نص كلامه، صحيح ما قالوش عن سامية تحديدا، إنما ردا على سؤال لـ التلفزيون السوري ليه ما يتجوزش من الوسط الفني؟)
إنما مش بس فشل الارتباط العاطفي، الموضوع كان معقد حبتين، حصل إنه انتشر رأي بـ يقول إن أفلام فريد الأطرش بـ تنجح عشان خاطر سامية جمال. فـ هو قرر يبطل أفلام استعراضية، وعمل فيلم "لحن الخلود" (إخراج هنري بركات 1952) والفيلم دا مفيهوش أي رقصات أو استعراضات، علشان يثبت إنه هو سبب النجاح.
في وسط دا اكتشف مرضه بـ تضخم في القلب، وانسداد في الشرايين، وبدأ رحلة مع المستشفيات، مالهاش نهاية غير القبر.
وقتها فكر فريد إنه يتجوز، راح نقى واحدة من عيلة وقال لـ أخوه فؤاد إنه عايز يتجوزها، فؤاد ما كدبش خبر راحوا يخطبوا الآنسة المذكورة، فـ أهلها برضه ما كانوش عايزين يجوزوا بنتهم لـ فنان، فـ رفضوا، مش بس رفضوا، دول كمان قالوا إنها مخطوبة، وإنهم كانوا عايزين فريد يغني في فرحها (ودا حصل كمان مع حليم)
اللطيف إن فريد وافق، وفعلا البنت اتجوزت وهو راح غنى في فرحها.
على الناحية التانية، نفس الحاجات بـ تحصل مع حليم المطرب الصاعد بـ سرعة الحاجات، مرض، رغبة في الجواز، مفيش توفيق، فـ يقرر حليم وفريد إنهم يتفرغوا لنا ويتفرغوا لـ بعض، وبدأت منافسة حصل فيها تجاوزات كبيرة، لـ حد ما حصلوا بعض، ومات فريد قبل ما يكمل الستين، بعده بـ سنتين حليم، قبل ما يكمل الخمسين، وسبحان من له الدوام