رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حدث في مثل هذا اليوم..

عيد تدشين كنيسة القدّيس يوحنّا المعمدان فى اللاتران برومة

مطران الكنيسة اللاتينية
مطران الكنيسة اللاتينية

تُحيي كنيسة اللاتين في مصر، اليوم، ذكرى عيد تدشين كنيسة القدّيس يوحنّا المعمدان في اللاتران برومة، وشيَّد هذه الكنيسة الامبراطور قسطنطين. ويعود الاحتفال بعيد تدشينها الى القرن الثاني عشر، أولا في روما ثم في العالم كله، على اعتبار هذه الكنيسة "أم جميع كنائس المدينة والعالم ورأسها"، علامة على المحبة لكرسي بطرس والوحدة معه، كما كتب ذلك القديس أغناطيوس الأنطاكي: "المترئسة جماعة المحبة كلها".
واكتفت الكنيسة في احتفالها بهذه المُناسبة، بالقداس الإلهي الذي قرأ رجال الدين خلاله عدة قراءات كنسية مثل سفر حزقيال، سفر المزامير، إنجيل القدّيس يوحنّا.
كما تخلل مراسم وطقوس القداس عظة احتفالية، ألقيت على مسامع المحتفلين، حملت شعار «أُنقُضوا هذا الهَيكَل أُقِمْهُ في ثلاثَةِ أيّام»، وتم اقتباسها من الجزء الرّابع من عظات أبرشيّة بسيطة التي كتبها الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن الذي عاش في الفترة (1801 - 1890)، وهو كاهن ومؤسّس جماعة دينيّة ولاهوتيّ
وتقول: "كان الهيكل اليهوديّ المرئيّ والماديّ، محصورًا بمكان واحد. لا يمكن للعالم بأسره أن يسكن فيه، ولا حتّى أمّة بأكملها، بل قلّة من الأكثريّة. غير أنّ الهيكل المسيحيّ غير مرئيّ وروحانيّ ويمكن أن يكون في أيّ مكان... قال الرّب يسوع للمرأة السّامريّة: "تأتي ساعةٌ فيها العِبادُ الصادِقون يَعبُدونَ الآبَ بِالرُّوحِ والحَقّ". "بِالرُّوحِ والحَقّ" لأنّه ما لم يكن حضوره غير مرئيّ، لا يمكن أن يكون حقيقيًّا. ما هو مرئيّ ليس هو الحقيقة؛ ما هو ماديّ سيتفتّت؛ ما هو في مكان ليس أكثر من جزء.
وتضيف: "إنّ هيكل الله، في النظام المسيحيّ، هو حيثما وُجد مسيحيّون باسم الرّب يسوع المسيح؛ كما أنّه موجود تمامًا في كلّ مكان كما لو أنّه لم يكن موجودًا في أيّ مكان آخر. ويمكننا أن ندخل إليه وننضمّ إلى القدّيسين الذين يسكنونه، إلى عائلة الله الإلهيّة، بشكل حقيقيّ كما كان المؤمن اليهوديّ يدخل الرحاب المرئيّة للهيكل. لا نرى شيئًا من هيكلنا الروحيّ، وهذا هو الشرط الضروريّ لكي يكون في كلّ مكان. ولا يكون في كلّ مكان لو رأيناه في مكان واحد؛ لا نرى شيئًا لكنّنا ننعم بكلّ شيء.
وتكمل: "هذا ما أخبرنا إيّاه أنبياء العهد القديم. قال إشعيا: "ويَكونُ في آخرِ الأيّام أنّ جَبَلَ بَيتِ الربِّ يُوَطَّدُ في رأسِ الجِبالِ وَيرتَفعُ فَوقَ التِّلال. وتَجْري إلَيه جَميعُ الأُمَم". كُشف الهيكل المسيحيّ ليعقوب... عندما رأى في الحلم: "سُلَّمٌ مُنتَصِبٌ على الأَرض ورأسُه يُلامِسُ السَّماء، وإذا مَلائِكَةُ اللهِ صاعِدونَ نازِلونَ علَيه" ولخادم الكنيسة: "فكَشَفَ الرَّبُّ عن عَينَيِ الخادِمِ فرأى، فإذا الجَبَلُ مَمْلوءٌ خَيلاً ومَركَباتِ نارٍ حَولَ أليشاع". كان استباقًا لما سيحصل عندما يأتي الرّب يسوع المسيح "ويفتح ملكوت الله لكلّ المؤمنين". ما جعل كاتب الرّسالة إلى العبرانيين يقول: "أمَّا أَنتُم فقَدِ اقتَرَبتُم مِن جَبَلِ صِهْيون، ومَدينةِ اللهِ الحَيّ، أُورَشَليمَ السَّماوِيَّة، ومِن رِبْواتِ المَلائِكَةِ في حَفْلَةِ عيد".