رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراسة أوروبية ترصد استراتيجيات أوروبا الجديدة لمكافحة تطرف الإسلام السياسى

الإسلام السياسي
الإسلام السياسي

أكد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، إن الحكومات الأوروبية تسعى لتبني استراتيجيات جديدة لمكافحة التطرف الممارس من قبل جماعات الإسلام السياسي، وذلك من خلال برامج وقائية وتدريب العاملين في مختلف القطاعات والمؤسسات  في مجال مكافحة التطرف وشن حملات تشمل إعادة التأهيل ومنع التطرف منذ بدايته.

مكافحة الإسلام السياسي في ألمانيا 

وأشار المركز، في دراسة جديدة نشرها على موقعه الإلكتروني، إلى ألمانيا حافظت في عام 2019 على تمويل برامج الوقاية التطرف وخصصت ما يبلغ 255 مليون دولار للبرامج التي تستهدف جميع أنواع الإرهاب، مضيفة أن 118 مليون دولار من هذا التمويل تم تخصيصه لمكافحة تطرف جماعات الإٍسلام السياسي على وجه الخصوص. 

وذكرت الدراسة أن ميزانية الوقاية من التطرف في ألمانيا بلغت 162.5 مليون يورو في عام 2021، لافتا إلى أن غالبية تلك يتم تمويلها فيدراليًا، ويتم تنفيذها محليًا من خلال الولايات والمنظمات غير الحكومية، حيث تركز البرامج على المجتمعات المحلية والمدارس ومراكز دمج اللاجئين مع إيلاء اهتمام خاص للوقاية وإزالة التطرف من خلال الإنترنت. 

وبحسب الدراسة، من أبرز البرامج التي تحارب الفكر المتطرف لتيار الإسلام السياسي كان برنامج "الديمقراطية الحية" الذي دعم مشاريع تهدف لمنع التطرف الديني بين الشباب المسلم في ألمانيا، ومنع تطور المواقف المناهضة للديمقراطية والكراهية ويسعى لمنع عملية التطرف مبكرا، وتبلغ ميزانيته (150.5) مليون يورو.

وأوضحت الدراسة أن من أهم الموضوعات التي يختص بها هذا البرنامج هو مناهضة تطرف جماعات الإٍسلام السياسي وما تنشره من أفكار وترويج ل الإسلاموفوبيا او ما يسمى بالعداء للمسلمين، فضلا عن محاربة خطاب الكراهية على الإنترنت. 

كما تنطوي برامج مكافحة التطرف على خطط لتدريب الأئمة في ألمانيا ، حيث شهدت مدينة “أوزنابروك” بغرب ألمانيا في أبريل 2021 أول تدريب للأئمة المسلمين باللغة الألمانية، بمشاركة ما يصل إلى 30 داعية، وفقا للدراسة. 

ويتم التدريب الذي يستمر لمدة عامين بجمعية الرعاية “إسلام كوليج دويتشلاند” (كلية الإسلام في ألمانيا)، وبدعم من وزارة الداخلية ووزارة البحث العلمي في ولاية ساكسونيا السفلى. 

يأتي هذا بالإضافة إلى عدة برامج أخرى منها برنامج “المرشد” للوقاية من تطرف الإسلام السياسي، وتم تطبيقه بالتعاون مع مراكز استشارات في العديد من المدن بولاية شمال الراين ويستفاليا، وبرنامج “الحوار المركز” والبرنامج الوطني لمنع التطرف الإسلاموي (NPP) الذي تمت الموافقة عليه في عام 2017. 

محاربة الإسلام السياسي في فرنسا 

وفقا للدراسة، تعد منظمة أوقفوا الجهاد  Stop Jihadism َ، التي تأتي على خلفية حملة أطلقتها فرنسا في في أواخر يناير 2015، لمواجهة التهديد المتزايد لتطرف الإسلام السياسي في جميع أنحاء افرنسا.

وتابعت الدراسة: اتخذت فرنسا برامج وقائية لمكافحة الفكر المتطرف داخل أنظمة التعليم والسجون، وخصصت موارد إضافية لوكالات مكافحة الإرهاب و أعلنت فرنسا عن خطط لاستثمار (45) مليون دولار في إنشاء برامج لمكافحة التطرف في جميع أنحاء البلاد. 

وأشارت إلى أن وزارة التعليم في فرنسا تبنت سلسلة من الإجراءات لمكافحة التطرف وتعزيز القيم الفرنسية، ففي سبتمبر 2016، افتتحت الحكومة الفرنسية (12) مركزًا لمكافحة تطرف الإسلام السياسي في جميع أنحاء البلاد، كجزء من خطة بقيمة (45.5) مليون دولار أعلنها رئيس الوزراء السابق مانويل فالس في مايو 2016 لمواجهة الخطر الذي يشكله المتطرفون في فرنسا. 

محاربة الإسلام السياسي في بريطانيا 

وذكرت الدراسة أن الحكومة البريطانية حددت موعد لصدور تقرير مستقل عن برنامج "بريفنت” البرنامج الحكومي الرسمي لمكافحة التطرف في المملكة المتحدة، لكن لم يُلتزم بالموعد النهائي.

وأشارت إلى عدم الالتزام بالموعد، يعني أنه سيتم تأخير نتائج المراجعة لما يقرب إلى (3 )أعوام، مضيفة أنه هناك عدة تساؤلات ومخاوف عدة حول فاعلية هذا البرنامج لبلوغ الأهداف المرجوة منه ومدى قدرته على منع الشباب من الانجرار نحو التطرف العنيف، خاصة بعد مقتل نائب حزب المحافظين البريطاني  ديفيد أميس على يد متطرف ينتمي  لأحد جماعات الإسلام السياسي. 

وأوضحت أن (25%) من عدد الإحالات إلى هذا البرنامج تأتي على خلفية مخاوف من ااتطرف الذي تمارسه تيار الإسلام السياسي. 

وتابعت أن”ويليام شوكروس”  الرئيس السابق لـ”مفوضية الأعمال الخيرية” Charity Commission، يتولى الان قيادة مراجعة التقرير.

مكافحة التطرف السياسي بسويسرا 

حسب الدراسة، كشفت الحكومة السويسرية عن خطة عمل وطنية تهدف إلى الوقاية من التشدّد والتطرّف العنيف. وتتركّز هذه التدابير على الإنذار المبكّر، وإعادة إدماج المخالفين، وتدريب مكوّنات المجتمع المحلّي مثل المدرّسين والمشرفين على الأنشطة الرياضية. تعدّ خطة العمل هذه جزءً من نهج ذي ثلاثة محاور يهدف إلى مكافحة انتشار التطرّف العنيف في سويسرا. 

َ