رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الأدب العالمى..

«أثر دمك على الثلج».. قصة ماركيز عن ليلى وداكونتى وقسوة باريس

جابريل غارسيا ماركيز
جابريل غارسيا ماركيز

“أثر دمك على الثلج”.. هى واحدة من قصص جابريل غارسيا ماركيز، التى ترصد المشاعر الإنسانية لشخصين هما بطلا القصة، الزوج بيلى وزوجته داكونتى، وذلك أثناء خروجهما من إسبانيا إلى فرنسا لقضاء شهر العسل. 
لم يكتف ماركيز فى قصته “أثر دمك على الثلج” برصد الحالة الخاصة بالزوجين لكنه فاضل بين البيئتين الإسبانية والفرنسية، ورجح كفة الإسبان، حيث بين أن أهل باريس ليسوا أهل مروءة أو كرم بل وبين أنهم أقل تحضرا وتمدينا من الإسبان وأكثر تعقيداً. 


ـ القصة
تبدأ أحداث القصة من سيارة فارهة يقودها الشاب الثرى بيلى وبجواره زوجته داكونتى الجميلة، فى طريقهما إلى باريس بعد أن نزلا فى المطار، واستقبلهما  السفير الإسبانى وزوجته ذلك لأن داكونتى كانت من أسرة دبلوماسية عريقة، حيث قام السفير بإهداء داكونتى باقة ورد اخترقت شوكة منها اصبع داكونتى فصار ينزف فضغطت عليه دون أن تخبر أحدا لاعتقادهم أنه أمر بسيط وسيمر، لكن الأمر لم يتحسن وزاد النزف أثناء رحلتها، بحث الزوجان عن صيدلية لمسافات بعيدة فلم يجدا. 

وبعد ساعات وصلا إلى مستشفى فى إحدى الضواحى، أمر طبيب المستشفى بيلى بالانصراف على أن يعود بعد أسبوع كامل وهو يوم الزيارة، أقام بيلى فى فندق بجوار المستشفى وحاول فى اليوم الثانى أن يدخل المستشفى ليطمئن على زوجته لكن الأمن رفض دخوله بل واوسعوه ضربا وكأنه لص، فتوجه فى اليوم الثالث إلى السفارة لكنه لم يلتق السفير، وبدأ بيلى يعد الأيام حتى انتهى الأسبوع ولما دخل المستشفى أخبره الطبيب أن زوجته ماتت منذ أربعه أيام وأنهم بحثوا عنه ولم يجدوه وان والدها جاء من إسبانيا وأخذ الجثمان ورحل . 
يقف بيلى مذهولا من تلك المتاهة فى باريس وهؤلاء الشخوص الذين رفضوا مساعدته فى دخول المستشفى ، كما تذكر يوم قدومهم ونزولهم على الثلج بينما نزف اصبعها فلون الثلج باللون الأحمر .  
ربما أراد ماركيز أن يقول إن كل شىء فى فرنسا قاس حتى الورد له شوك قاتل خطف منه حبيبته. كما بين فى مشهد رائع رغبة فى الوصول إلى برج إيفل الذى يراه قريبا ولكن كلما اقترب منه ابتعد وكان يريد أن يقول إن فرنسا تشبه برجها تماما .