رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من باكستان لهولندا.. محطات في حياة عبد القدير خان

عبد القدير خان
عبد القدير خان

عبدالقادر خان، الأب الروحي للبرنامج النووي الباكستاني، كما ينسب له الفضل في وجود أول قنبلة نووية باكستانية، و ينظر إليه الباكستانيين على أنه بطل قومي لأنه جعل بلاده أول قوة نووية إسلامية في العالم.

وترجع شعبية خان كونه أجرى اختبارات في مجال القوة الذرية والنووية العسكرية باتت بموجبها باكستان رسميا قوة عسكرية ذرية  في مايو 1998.

توفي  اليوم الأحد، عالم الذرة الباكستاني، عبد القدير خان، متأثرا بإصابته  بفيروس كورونا عن عمر ناهز 85 عاما  كما أفادت محطة "بي تي في" التلفزيونية الحكومية، حيث دخل خان المستشفى في أغسطس  الماضي بعدما ثبتت إصابته بكوفيد-19، ثم أعيد إلى المنزل قبل أن تتدهور حالته.

 

عبد القدير خان 

تخرج من كلية دیارام جيته للعلوم بجامعة كراتشي عام 1960، التحق بجامعة برلين التقنية، ونال الماجستير عام 1967 من جامعة دلفت التكنولوجية بهولندا ودرجة الدكتوراه عام 1972 من جامعة لوفين البلجيكية.

تزوج  بالآنسة هني الهولندية -ذات الأصل الأفريقي- التي قابلها بمحض الصدفة في ألمانيا. 

 تقدم لوظيفة لمصانع الحديد بكراتشي بعد نيله لدرجة الماجستير، ولكن رفض طلبه بسبب قلة خبرته العملية،  بينما  تقدمت إليه شركة FDO الهندسية الهولندية ليشغل لديهم وظيفة كبير خبراء المعادن .

الحياة المهنية لخان 

 كانت شركة FDO الهندسية على صلة وثيقة بمنظمة اليورنكو- أكبر منظمة بحثية أوروبية  وكانت المنظمة متهمة أيامها بتخصيب اليورانيوم من خلال نظام آلات النابذة Centrifuge system.

 تعرض البرنامج لعدة مشاكل تتصل بسلوك المعدن استطاع الدكتور عبد القدير خان  التغلب عليها. 

جدير بالذكر أن نظام الآلات النابذة  هو الأساس الذي بنى  خان عليه برنامج باكستان النووي فيما بعد.

في عام 1974 فجرت الهند قنبلتها النووية الأولى  و أرسل الدكتور خان رسالة إلى رئيس وزراء باكستان "ذو الفقار علي بوتو" قائلا فيها: أنه حتى يتسنى لباكستان البقاء كدولة مستقلة فإن عليها إنشاء برنامج نوويّ".

وعاد خان لباكستان   ليرأس برنامج باكستان النووي.

قالت السلطات الهولندية في ذلك الحين : أن الدكتور عبد القدير خان  نقل معلومات عالية السرية لوكالة الاستخبارات الباكستانية إلا أنهم لم يتوصلو إلى أي دليل يثبت  ذلك.

تطوير الاسلحة النووية

وفي عام 1976 انضم خان إلى  مفوضية الطاقة الذرية الباكستانية.

في شهر يوليو من نفس العام أسّس معامل هندسية للبحوث في مدينة كاهوتا.

وفي عام 1981 وتقديرًا لجهوده  غيّر الرئيس الأسبق ضياء الحق اسم المعامل إلى معامل الدكتور عبد القدير خان للبحوث. 

أصبحت المعامل بؤرة لتطوير تخصيب اليورانيوم.

انجازات خان 

 إنشاء مفاعل كاهوتا النووي في ستة أعوام-والذي يستغرق عادة عقدين من الزمان.

عمل نموذج مصغر ثم أنشأ المفاعل الأول، والذي يليه هندسة المفاعل الحقيقي.

استخدم الدكتور خان تقنية تخصيب اليورانيوم لصناعة أسلحتهم النووية.

قام  عبد القدير خان للبحوث بتصميم النابذات وتنظيم خطوط الأنابيب الرئيسية في مشروع بناء الآلات النابذة.

امتدت أنشطة معامل خان البحثية لتشمل برامج دفاعية مختلفة وصناعة صواريخ وأجهزة عسكرية.

أنشأ معهدا للعلوم الهندسية والتكنولوجية ومصنعًا للحديد والصلب.

 حين علم العالم بتمكن باكستان من صناعة القنبلة النووية ثار على الحكومة الباكستانية وبدأت الضغوط تمارس على الحكومة.

تم رفع قضية على الدكتور عبد القدير خان في هولندا بتهمة سرقة وثائق نووية سرية وحكم عليه غيابيا بأربع سنوات  ثم تم  إسقاط التهمة من قبل محكمة أمستردام العليا. 

وتعدّ التجارب النووية الست التي قامت بها باكستان في مايو 1998 بمثابة تأشيرة دخول باكستان إلى النادي النووي.

لقبه الإعلام الباكستاني  " أبو القنبلة الذرية الإسلامية "، وامتلأت شوارع المدن الباكستانية بصوره، خاصة مع المجهودات الخيرية التي كان يقوم بها مثل إنشاء العديد من المدارس.

 نال خان 13 ميدالية ذهبية من معاهد ومؤسسات قومية مختلفة.

 ونشر حوالي 150 بحثًا علميًا في مجلات علمية عالمية.

 كما مُنح عام 1989 " وسام هلال الامتياز".

وضعه تحت الاقامة الجبرية

في عام 2004، قام  خان على شاشة التلفزيون بتسريب أسرار نووية إلى ليبيا وكوريا الشمالية وإيران.

ومنح الحاكم العسكري آنذاك، برويز مشرف، عفوا كاملا ولكنه وضع  قيد الإقامة الجبرية في إسلام أباد منذ العام 2004. 

عام 2006 أعلنت السلطات الباكستانية أن الدكتور عبد القدير خان يعاني من سرطان في البروستاتا وأنه تحت العلاج. 

في 9 سبتمبر 2006   أجريت له عملية استئصال الورم  ولكنه  عانى أيضا من جلطة بساقه .

في عام 2009، قضت محكمة بإنهاء وضعه رهن الإقامة الجبرية.

ومن عام 2009  بقي خاضعا لرقابة شديدة، وكان مجبرا على إبلاغ السلطات بكل تحركاته.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، في عام 2000: إن خان كان يدير "شبكة دولية واسعة النطاق لنشر المعدات والمعرفة النووية التي وفرت محطة تسوق للدول التي تسعى إلى تطوير أسلحة نووية".

كما وصفت وزارة الخارجية الأمريكية أعمال هذه الشبكة بأنها "غيرت بشكل لا رجعة فيه مشهد انتشار الأسلحة النووية، وكان لها آثار دائمة على الأمن الدولي".