رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير عسكري أمريكي: النظام الإثيوبي يمارس انتهاكات وحشية ضد تيجراي

تيجراي
تيجراي

قال سام ويلكينز، ضابط في القوات الخاصة بالجيش الأمريكي وحاصل على درجة الماجستير في الشؤون الدولية من كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز واشنطن، إن النظام الإثيوبي يشن حربًا وحشية في تيجراي؛ اتسمت بنطاق واسع من عمليات القتل الجماعي والتطهير العرقي والعنف الجنسي ومجاعة من صنع الإنسان.

وأشار "ويلكينز" في مقاله بموقع "وور أون ذا روكس" الأمريكي المتخصص في تحليل السياسات الخارجية والأمنية وقضايا الحروب، إلى أن الصراع في تيجراي أدى حتى الآن إلى مقتل ما يقدر بنحو 50 ألف مدني وتشريد ما يقرب من 2 مليون شخص، في حين يواجه ما لا يقل عن 350 ألف مواطن حالة مجاعة، محذرًا من أنه إذا استمر الوضع في التدهور، فإن الصراع سوف يتحول إلى حرب أهلية شاملة تكون عواقبها على المنطقة والقارة مأساوية للغاية. 

وأضاف الخبير العسكري الأمريكي، أن الحكومة الإثيوبية من أكثر الحكومات استبدادية في إفريقيا وتمارس ضد مواطنيها في تيجراي انتهاكات ترقى إلى جرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، إلى جانب محاولاتها المستمرة لمنع منظمات الإغاثة الإنسانية من الوصول إلى المنطقة، فضلًا عن جهودها لفرض تعتيم إعلامي واسع ومنع التقارير التي تكشف تلك الانتهاكات من الظهور. 

وأوضح إن النزاع في إثيوبيا يدفع البلاد إلى مستقبل مأساوي ومشؤوم ويقوض السلام والأمن في القارة ككل، مضيفا أن ممارسات النظام الحالى تنذر بحقبة جديدة  وخطيرة من الحروب الأهلية وعقد قادم من الأحداث القاتمة التي تهدد استقرار القرن الأفريقي.

وأشار إلى أن الاتحاد الأفريقي تحت رئاسة رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا ، قام بجهود سلام جادة في نوفمبر 2020، بعد اندلاع الحرب في الإقليم، حيث عين لجنة للتحقيق في جرائم الحرب المزعومة، موضحًا أن هذه الخطوة أثارت غضب الحكومة الإثيوبية، التي رفضت السماح للجنة بالوصول المطلوب لإعداد تقريرها.

وتابع أن اللجنة عملت أيضا من مقرها في جامبيا على بعد حوالي 5000 ميل من منطقة الحرب في تيجراي، على التحقيق في المزاعم العديدة الموثوقة بالتطهير العرقي والاغتصاب وجرائم الحرب بعد ظهور أدلة موثوقة من مصادر مستقلة متعددة حول المجازر والجرائم العرقية التي ارتكبتها الحكومة،. في أواخر أغسطس 2021 ، عين الاتحاد الأفريقي الرئيس النيجيري السابق أولوسيجون أوباسانجو مبعوثًا خاصًا للمنطقة للنظر في هذه التقارير. 

وفي ختام مقاله، دعا الخبير العسكري الولايات المتحدة والمجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي بشكل خاص إلى إجراء تحقيقات شاملة في جرائم الحرب والعنف الجنسي وأعمال العنف العرقي المستوطنة في النزاع في تيجراي، وممارسة الضغط على الحكومة الإثيوبية من أجل إتاحة وصول المساعدات الإنسانية  وانسحاب القوات الإريترية والميليشيات الأخرى من الإقليم المحاصر. 

كما دعا الحكومة في أديس أبابا إلى ضرورة حل النزاع بشكل سلمي، ورفع التصنيف الإرهابي عن جبهة تحرير تيجراي كخطوات أولى نحو حل تفاوضي للنزاع وإنهاء العنف وتحقيق السلام.