«كنا فين وبقينا فين».. هكذا تسير خطة توصيل الغاز للمنازل

عاشت زهرة أبو العلا، إحدى سكان مركز أطفيح بالجيزة، سنوات من القلق والخوف واستغلال تجار السوق السوداء وثقل أنبوبة البوتاجاز، قبل توصيل الغاز لمنزلها، وخلال فترات الحمل كانت تعاني انتظار وصول البائع لها وتركيب الأنبوبة.

اعتقدت زهرة أنها ستتحمل وسكان المنطقة، نفقات الحفر ونوصيل الغاز الطبيعي، لكنها فوجئت أن كل هذا بالمجان، وعلى نفقة الدولة، فالشركة تكفلت بالحفر وتركيب التوصيلات وحتى مرحلة ترميم ما بعد الحفر مع مراعاة معايير السلامة والأمان.

وأوضحت السيدة الثلاثينية، أن فرحتها الأكبر بتوصيل الغاز، كانت لوصوله لمنزل والدتها بسبب عجزها، فكانت تعيش رهن زيارة أبنائها إليها في الزيارات الأسبوعية كي يتم تغيير الأنبوبة.

القابضة للغاز: نهدف للوصول لـ4 ملايين وحدة سكنية أنجزنا ربعها

رحلة الفرحة لم تتوقف عند "زهرة" فقطار حياة كريمة ما زال منطلقًا لتحقيق الأمان والراحة لملايين المصريين، كما يذكر، المهندس محمود السيد، نائب رئيس الشركة المصرية القابضة للغاز الطبيعى في حديثه لـ"الدستور": “هناك خطة وضعتها وزارة البترول لتوصيل الغاز لقرى مبادرة حياة كريمة والتي تستهدف إحياء نحو 5 آلاف قرية لينعم بها نحو 57% من سكان مصر، ومن ضمن أهدافها توصيل الغاز للقرى لتحقيق الأمان والراحلة للملايين”، موضحًا أن العمل يتم بالتوالي فعند الانتهاء من تركيب الصرف الصحي بقرية تشرع الشركة من الاستفادة من أعمال الحفر وتركيب توصيلات الغاز على الفور.

وقال السيد، إن: كل الجهود التي تتم من خلال المبادرة تحدث بتضافر تام، وتتعاون فيها جميع الوزارات، فتم التنسيق مع وزارة الإسكان لدخول 1100 حيز التتفيذ من بداية نوفمبر المقبل، على أن يتم شمول جميع الأهالي بالخدمة بنظام التقسيط لمدة 6 سنوات بدون فوائد، وبانتهاء 2021 من المفترض أن يصل عدد المستفيدين لنحو 1.2 مليون وحدة على مستوى الجمهورية.

وأضاف أن الخطة تسير بمعدلات تنفيذ متميزة سواء فى التحويل لاستخدامه أو مد شبكات جديدة، لكنها تأخذ وقتا أطول من باقي مشروعات المبادرة نظرًا لأنها تخضع لعدة عمليات منها مسح لعدد الوحدات باعتبارات كالبنية التحتية وجاهزية الوحدات والشوارع، والغاز يخضع لعوامل كالأمان وصلاحية الوحدة كي لا تعرض أصحابها للخطر مستقبلًا  لذا ينتظر العمال أن تقوم المبادرة بإصلاح الأعطال أولًا.

أحد المسفيدين: انفراجة في الرزق

رحلة تركيب الغاز شملت كل محافظات الجمهورية، وكانت أسرة ناجي السيد غالي، أحد المستفيدين  منها، فابن قرية سمادون بأشمون، محافظة المنوفية لطالما عانى من عدم توفر أسطوانات الغاز، والذي يعتمد عليه و ليس للاستخدام المنزلي فقط ولكن للتربح أيضًا، لكنه يعتمد عليها في مشروع تحضير الطعام الخاص به، فيذكر صاحب الـ 35 عاما، أنه عانى خلال 10 سنوات هي عمر المشروع، من تذبذب فترات العمل بسبب ندرة الأسطوانات وجشع تجار السوق السوداء.

يوضح ناجي أن المعاناة التي عاشها لسنوات قد انتهت بداية يوليو الماضي، بعد توصيل الغاز له والآن يشحن الكارت المدفوع بملبغ 200 جنيه شهريًا ويستفيد من الفرق كمكسب لعمله.