رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يتأثر النساء بصورة أكبر من الرجال بتداعيات فيروس كورونا؟

فيروس كورونا
فيروس كورونا

آثار ظهور سلالات مختلفة وجديدة لفيروس كورونا الجدل الفترة الماضية، ما استدعى التفكير في العديد من الأسئلة حول الفيروس ومدى تأثيره وآثاره السلبية، ومن بين هذه الأسئلة تأثير تداعيات الفيروس على النساء مقابل الرجال، وفي هذه السطور يوضح الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، تفاصيل الأمر.

وقال الدكتور مجدي بدران، إن الالتهابات الفيروسية عادة تكون الأكثر شدة وانتشارا في الرجال، مثل أي جزء آخر من الجسم، يشيخ الجهاز المناعي بتقدم العمر، ما يجعل البعض أكثر عرضة للإصابة بطائفة من الأمراض.

علاقة التقدم في العمر بالمناعة 

وأضاف بدران في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أنه مع تقدم العمر تقل الخلايا الليمفاوية الجديدة، وهى ما نحتاجه لمكافحة العدوى وكذلك خلايا الذاكرة المناعية التي تكافح العدوى بناء على خبرات العدوى السابقة لا تعمل بشكل جيد أيضاً مع تقدم  العمر، أما الاستجابة المناعية المكتسبة، فتنتج عدداً أقل من الخلايا الليمفاوية البائية وعدداً أقل من الخلايا اللمفاوية التائية.

وتابع: "تبدأ الغدة الزعترية، وهي الغدة الصماء المسئولة عن إنتاج الخلايا اللمفاوية التائية، في الانكماش عند سن العشرين، وعند سن السبعين، تبقى منها نسبة 3% فقط، مع قلة الاستجابة للعدوى بشكل عام، بل وقلة الاستجابة المناعية للقاحات  بتقدم العمر، فالشيخوخة تولد المزيد من الالتهابات في الدم والأنسجة، ويعتبر كبار السن من أكثر الفئات اللاتي تتبع الإجراءات الوقائية وأخذ الاحتياطات اللازمة إلا أن الكثير منهم يصاب بـفيروس كورونا". 

وأكد على أن الرجال الأكبر سناً لديهم، في المتوسط، خلايا منتجة للسيتوكينات أكثر من النساء الأكبر سناً، النساء المسنات  لديهن خلايا مناعية بائية وخلايا مناعية تائية أكثر وأفضل من الرجال المسنين، كما أن النساء الأعلى فيما يخص الاستجابات المناعية من الذكور ضد الفيروسات، بالإضافة إلى أن الإناث يتخلصن من الفيروسات بصورة أسرع من الرجال واستجابة النساء للقاحات ضد الفيروسيات أعلى وأسرع من الرجال، كما تختلف فعالية الأدوية المضادة للفيروسات بين الجنسين، وعادة ما تكون التفاعلات الضارة للأدوية المضادة للفيروسات أكبر عند الإناث من الذكور. 

المتغيرات المناعية ضد الفيروسات بين الذكور والإناث 

وأشار بدران  إلى أن هناك العديد من المتغيرات المناعية ضد الفيروسات بين الذكور والإناث مثل الهرمونات والجينات، وانقطاع الطمث وانخفاض في هرمون الاستروجين والبروجسترون، على وجه الخصوص، يمكن أن يؤدي إلى انخفاض في وظائف المناعة، ويؤثر انقطاع الطمث على مستويات الكورتيزول، وهي هرمونات التوتر، لذا مع تقدم العمر ربما تزيد كيمياء الغضب  والتوتر ومنها مستويات الكورتيزول، ما قد يؤثر بدوره على الجهاز المناعي والمستويات العالية من الكورتيزول تضعف الاستجابة المناعية وتقلل المناعة.

وتابع، أنه يترتب على انقطاع الطمث ايضًا والشيخوخة زيادة كيمياء الالتهابات وتقل الاستجابة المناعية، ما يؤدي إلى زيادة فرص التعرض للعدوى، بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، وفيروس الهربس البسيط (HSV)، والفيروس المضخم للخلايا (CMV)، والأنفلونزا.

واختتم حديثه أن هناك العديد من التغيرات الأخرى التي تحدث بعد انقطاع الطمث  وتقلل المناعة وتزيد من فرص العدوى بالفيروسات أو البكتيريا مثل صعوبة النوم، وتغير الشهية، التغيرات في مستويات البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي وقلة الحركة والنشاط البدني.