رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى ميلاد «أم الفقراء».. من هي «الأم تريزا»؟

الأم تريزا
الأم تريزا

تحل اليوم ذكرى ميلاد راهبة الفقراء والمشردين «الأم تريزا» الحاصلة على جائزة نوبل للسلام.

ولدت الراهبة الكاثوليكية "تيريزا" عام 1910، بمدينة سكوبيه في جمهورية مقدونيا، كان والداها ينحدران من أصول ألبانية، كان والدها رجل أعمال معروف، ومشارك فعال في الكنيسة والسياسة المحلية، ومن مؤيدي استقلال ألبانيا.

الأم تريزا

حياتها:

أطلق عليها والداها اسم “أجنيس جونكسي بوجاكشو” كانت عائلتها من الكاثوليك المخلصين لكنيستهم، نشأت الأم تيريزا في سكوبي وأصبحت مهتمة بالعمل المجتمعي وأعجبت بلطف والدتها تجاه الفقراء في المجتمع كانت تفتح أبوابها دائمًا للفقراء وتتشارك معهم في الطعام، وكانت تطلب من تريزا ألا تأكل بمفردها، وأن تشارك دائمًا القليل الذي لديها مع الآخرين.

الأم تريزا

في حياتها المبكرة التحقت الأم تيريزا بمدرسة ابتدائية تديرها راهبات ذهبت لاحقًا إلى مدرسة ثانوية تديرها الحكومة وبصفتها كاثوليكية مخلصة انضمت إلى جوقة القلب المقدس وكان صوتها عذب جدًا لدرجة أنه كان يطلب منها غناء أبيات منفردة، في عام 1928 عندما كانت تبلغ من العمر 18 عامًا وكانت تعرف آنذاك باسم أجنيس، شرعت في رحلة لتصبح راهبة وانضمت إلى راهبات لوريتو في دبلن بأيرلندا هنا أخذت اسم تيريزا تكريما للقديسة تيريز دي ليزيو.

الأم تريزا

في عام 1946  كانت تقيم آنذاك في كلكتا  وذهبت  لقضاء عطلة في جبال الهيمالايا، أثناء وجودها في القطار، قالت إنها سمعت المسيح يطلب منها القيام بدور جديد؛ الذهاب إلى الأحياء الفقيرة في كلكتا ومساعدة الفقراء والمرضى كانت حينها معلمة لم يكن قرار سهل كانت مقيدة بقسم الطاعة ولا يمكنها مغادرة الدير إلا بإذن رسمي بعد عامين من الضغط منها تمت الموافقة على طلبها وخرجت من الدير وهي ترتدي الساري الأزرق والأبيض الشهير.

الأم تريزا

حصلت على تدريب طبي لمدة ستة أشهر لتزويد نفسها بالمهارات الأساسية  بعد تدريب ناجح، توجهت إلى الأحياء الفقيرة في كلكتا في مهمة واحدة لإظهار الحب للفقراء والمرضى.

الأم تريزا

انشأت مدرسة في الهواء الطلق، ومسكنا للفقراء المعدمين بإحدى المباني المهجورة، وكانت قد أقنعت إدارة المدينة بالتبرع به لصالح مشاريعها الخيرية، أسست جماعة "الإرساليات الخيرية" عام 1950، مع زيادة تدفق التبرعات من أنحاء العالم، وسعت الأم تيريزا من نطاق أهدافها الخيرية، وأسست مستعمرة للجذام، دار للأيتام، دار حضانة، عيادة عائلية وسلسلة من العيادات الصحية المتنقلة بعد 15 عامًا وصل عملها إلى البابا بولس السادس فمنح جماعتها مرسوم التسبيح وقد مكن هذا من توسيع المهمة على الصعيد العالمي.

الأم تريزا

عدم إيمان الجميع بها:

لم يؤمن الجميع بقضية الأم تيريزا، كان هناك من اعتقد أنها تختبئ وراء مساعدة الفقراء والمرضى، فكان أحد هؤلاء النقاد كريستوفر هيتشنز، صحفي وكاتب إنجليزي أمريكي وشكك في جهود الأم تيريزا في الدفاع عن المرضى والفقراء كوسيلة لإثراء الأقوياء في المجتمع وادعى أنها كانت مخطئة في قبول الصدقات وأشكال أخرى من الدعم من الأثرياء الذين لديهم شخصيات مشكوك فيها.

الأم تريزا

أرائها المثيرة للجدل:

كانت الأم تيريزا الكاثوليكية القوية والإنسانة، من أشد المؤيدين لبعض المذاهب المثيرة للجدل من قبل الكنيسة عارضت استخدام موانع الحمل، فأيد التصويت بـ "لا" للاستفتاء الأيرلندي على الطلاق والزواج مرة أخرى واعتبرت أن الإجهاض هو سبب انعدام السلام في العالم.

الأم تريزا

حصولها على جائزة نوبل للسلام:

منحت الأم تيريزا جائزة نوبل للسلام عام 1979 عن العمل الذي تم القيام به في الكفاح من أجل التغلب على الفقر والضيق، والذي يشكل أيضًا تهديدًا للسلام أقرت لجنة نوبل النرويجية بعملها على أنه عمل يحترم البشر ويقدر القيم الفطرية لهؤلاء الأفراد وأثنوا عليها لمد يدها لمن يشعر بالوحدة والمرضى والفقراء من خلال إظهار التعاطف.

 

الأم تريزا

تخبطها الايماني:

الأم تيريزا مثل كثير من الناس مرت بلحظات شك ايمانية في سبتمبر 1979 كتبت رسالة إلى أحد المقربين الروحيين لها القس مايكل فان دير بييت تفيد بأنها تشعر بالفراغ ولا تستطيع أن ترى أو تسمع من الله شئ، وجاء في الرسالة: "بالنسبة لي فإن الصمت والفراغ عظيمان لدرجة أنني أنظر ولا أبصر ، وأنصت ولا أسمع"وطلبت من القس أن يتذكرها في الصلاة وأوضحت محاولتها مواكبة تعاليم الله وانها تشعر بأنها فارغة وممتلئة بالظلمة وأن السماء لا تعني شيئًا وفي إحدى رسائلها اليائسة الأخرى قالت: "أين إيماني؟ حتى في أعماق وجداني لا يوجد شيء، سوى الفراغ والظلام. إلهي، كم هو مؤلم هذا الألم الخفي! لقد فقدت إيماني، لا أجرؤ على التفوه بالكلمات والأفكار التي تتزاحم بقلبي، وتجعلني أعاني آلاما مبرحة".

الأم تريزا

وفاتها:

توفيت الأم تيريزا في 5 سبتمبر 1997 بسبب قصور في عمل عضلة القلب دفنت في 13 سبتمبر 1997 في بيت الأم للمبشرين الخيرية  بكلكتا في دولة الهند.

الأم تريزا