رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انتحار

محمد جميز
محمد جميز

يلقى بنفسه على السرير، يختبئ تحت دثاره الكثيف، ويقرر: أول شىء أفعله بعد الصحو، لا أدرى، يرمى الغطاء بعيدًا، ويدخِّن، ويرتشف شايًا مَنسيًّا من ليلة مماثلة، ويضحك ويبكى ويصرخ: اللهُ راضٍ عنى ويرتعد ويمسك بسكين ما زال يحتفظ ببعض الدماء من ليلة فائتة، ويفتح أحد أدراج مكتبه، فيجد نفس الظلام، ويسمع استغاثة عمره، فيغلق الدرج سريعًا، ويفتح باب غرفته ويجرى، وفى الشارع يقف ويقع وتتقطع أنفاسه، وينظر فى خجل إلى السماء قائلًا: الله ليس راضيًا عنِّى.

أخرس

القمر يحتضر، قلبى يحتضر، والسماء تراقب المشهد عن كثب. المطر يتساقط، دمائى تتساقط، والأرض ترنو إلىّ فى دهشة. حُلم جميل مثل الورد الأحمر، دهسَهُ القُبحُ. لم يكن هناك أحد. لم يريدوا البقاء. قاموس مفرداتى سرقوه. أنا لا أستطيع الكلام.. أنا أروم البكاء، لكنهم قبل الرحيل سرقوا عينىَّ.

ميت ما زال يحلم

الوجه عجوز، الذقن طويلة، والعيون أشبه بمحطة انتظار، نسى كل ذلك فى لحظة؛ فقط عند علمه بمرضها، أحضر باقة ورود، وغلَّفها بما تبقى فى بستان قلبه من حنان، وذهب سريعًا، وعند الباب قرأ يافطة: غير مسموح لك بالدخول.