رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منع كمال الطويل من السفر بأمر من شمس بدران.. ما القصة؟

كمال الطويل
كمال الطويل

يعد الثلاثي عبدالحليم حافظ وصلاح جاهين وكمال الطويل من أهم من قدم أغاني وطنية خلال فترة الخمسينات والستينات، ولا تزال أغاني عبدالحليم حافظ تستدعى من الذاكرة مع كل مناسبة وطنية، إلا أن عبدالحليم حافظ قد تسبب في أزمة وصلت لمنع الموسيقار كمال الطويل من السفر بسبب تصرفات العندليب الأسمر داخل الاستوديو التي دفعت كمال الطويل للاعتذار عن العمل معه.

في لقاء تلفزيوني نادر مع الموسيقار كمال الطويل روى تفاصيل ما حدث بينه وبين عبدالحليم حافظ وقال: "كان هناك اتفاق ضمني بيني وبين عبدالحليم حافظ وصلاح جاهين منذ منتصف الخمسينات بأن نقدم في ذكرى عيد ثورة يوليو أغنية وطنية كل عام، وبعكس ما قيل لم يكن الرئيس جمال عبدالناصر أو أي شخص يفرض علينا وجهة نظر معينة أو رؤية عن ما يجب تقديمه من أعمال فنية أو يقترح علينا فكرة معينة على الإطلاق بدليل أنني عقب أخر أغنية لـ23، قبل نكسة 1967، سمعت بعض الأشياء عن وجود تجاوزات واعتقالات وأزعجني ما سمعت وسألت الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل هل يعلم الرئيس عن تلك الأشياء فأكد لي عدم علم جمال عبدالناصر بتلك التجاوزات وأنه لا داعي لإخباره، وقد كان هناك قوى أخرى تدير البلاد بشكل مخالف لتعليمات وتوجيهات جمال عبدالناصر، فقد كان المشير عبدالحكيم عامر له شلته وصلاح نصر له شلته وغيرهم".

وفي ذات اللقاء يوضح الطويل سر رفضه تلحين أغنية صورة التي كتبها صلاح جاهين ويقول: "اتصل بي صلاح جاهين وأطلعني على كلمات الأغنية الجديدة وكنت في حالة غضب مما سمعت عما يحدث من تجاوزات، وبعدها تلقيت اتصال أخر من عبدالحليم حافظ، وأبديت إعجابي بكلمات جاهين بالفعل اتفقنا على موعد وحين ذهبت إلى منزل عبدالحليم وجدت شخصين هما شمس بدران أقرب المقربين إلى المشير عبدالحكيم عامر وأخوه رئيس نادي الزمالك حسين عامر، لم أكن أعرفهم وعرفني عليهم عبدالحليم، وحين سألني عبدالحليم عن الأغنية أكدت أعجابي بها مع رفضي للتلحين، وقد كان قرار صعب على نفسي لأن كلمات الاغنية جميلة جدًا، وفوجئت بشمس بدران يقول لي يعني إيه مش هتلحن؟ قلت له أنت إيه علاقتك بالموضوع أنا معنديش مزاج ألحن، قال لي تصور إن أغنية السنة اللي الريس والشعب ينتظرونها مستنية تحت رحمة مزاجك، وأخبرته عن نيتي السفر مع الأسرة وطلب مني تأجيل السفر ورفضت، وذهبت للكاتب الصحفي محمد التابعي وحكيت له فقال لي متعرفش مين شمس بدران ده أحد أخطر رجال الحكم في مصر. 

وفي صباح اليوم التالي فوجئت بقرار منعي من السفر حينما ذهبت للجوازات وكان وقتها لابد من الحصول على تأشيرة للخروج من البلاد، وذهبت لوزير الداخلية فقال أنه ليس صاحب القرار، وذهبت لوزير الإعلام قال مش انا وقال لي شوف المقربين منك فذهبت للتابعي مرة أخرى قال لي روح لحن الأغنية وأخلص فاتصلت بعبدالحليم وقلت انني سألحن الأغنية وقد نجحت بشدة بعد ذلك".