رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر والصين.. 65 عاما من العلاقات الاستثنائية والتعاون الاستراتيجى

الرئيس السيسي والرئيس
الرئيس السيسي والرئيس الصيني

خمسة وستون عاما هي عمر العلاقات المصرية الصينية، حيث كانت مصر أول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، فى وقتٍ كانت الدول الغربية تُحاصرُها سياسيًا واقتصاديًا ولا تعترف بالنظام الذى أقامه الحزب الشيوعى الصينى فى نوفمبر 1949، وتُصر على أن تايوان أو جمهورية الصين الوطنية هى المُمثل القانونى للصين. 

كل هذه الفترة اتفاقيات اقتصادية وتعاون دبلوماسي واستراتيجي في جميع المجالات، لتصبح مصر من كبرى الدول الحلفاء مع الصين.

لقاء عبد الناصر ورئيس وزراء الصين

وتعمقت العلاقات بداية من لقاء الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مع شو إن لاى رئيس الوزراء الصينى فى مؤتمر باندونج بإندونيسيا فى إبريل 1955. 

وخلال فترة حكم الرئيس ماو تسى تونج التى انتهت بوفاته عام 1976، اتسمت العلاقات السياسية بين الدولتين بالصداقة والتوافق فى مجال تصفية الاستعمار، وسياسة الحياد الإيجابي، وعدم دخول الدول النامية فى أتون الحرب الباردة التى قادتها الولايات المُتحدة والاتحاد السوفيتي. 

التعاون الاقتصادي

كما تعمقت علاقات التعاون الاقتصادى بين البلدين منذ منتصف الثمانينات، وحرصت السياسة الخارجية المصرية على تمتين أواصر التعاون بين البلدين.

 وقد زار الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك الصين تقريبًا بمعدل مرة كُل سنتين وتبلور ذلك فى توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية عام 1999.

العلاقات في عهد السيسي

 وفى فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، شهدت العلاقات المصرية - الصينية تطورًا ملحوظًا، فزار الرئيس السيسى الصين ست مرات كانت أولاها فى سبتمبر 2014 بعد أقل من ثلاثة أشهر على توليه المنصب حيث تم التوقيع خلالها على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وأحدثها فى عام 2019 وخلالها تم التوقيع على مشروعات مع شركات صينية باستثمارات تُقدر بنحو 18 مليار دولار فى مجالات عديدة أبرزها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمقاولات وتطوير المناطق الاقتصادية.

واستقبلت القاهرة الرئيس الصينى شى جين بيج عام 2016 حيث حرص خلالها على زيارة جامعة الدول العربية وألقى فِيها خِطابًا عن العلاقات الصينية - العربية، وأذكُر أن جريدة الأهرام وقتذاك نشرت مقالًا مُطولًا للرئيس الصينى عن نظرته للعلاقات مع الدول العربية ومُستقبلها. 

ويذكر أن عام 2016 كان عام الثقافة الصينية فى مصر، والثقافة المصرية فى الصين وترافق مع الذكرى الستين لبدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وللدلالة على أهمية العلاقات بين البلدين، فقد شكل مجلس الوزراء المِصرى لجنة وزارية باسم وحدة الصين مُهمتها مُتابعة تنفيذ الاتفاقات المُبرمة بين البلدين وفقًا للتوقيتات المُحددة فيها، والعمل على تطويرها وتعزيزها. 

وأقامت الصين منطقة صناعية ضمن محور قناة السويس يعملُ فيها 68 شركة ومصنعا صينيا تشتغل فى مجالات صناعات المُعدات البترولية والفايبر جلاس، والمعدات الكهربائية والزراعية. 

وتقوم شركات البناء الصينية بدور مُهم فى العاصمة الإدارية الجديدة، كما تقوم شركة صينية بالاستزراع المائى وإنتاج أعلاف الأسماك فى المنطقة الصناعية بجمصة. وأنشأت الصين مركزًا لتجميع وتركيب واختبار الأقمار الصناعية، وبذلك أصبحت مِصر أول دولة فى إفريقيا تمتلك هذه الخبرة.

وفى المجال التعليمي، أنشأت الصين خمسة معاهد كونفشيوس لتدريس اللغة والثقافة الصينية فى الجامعات المصرية وكان المعهد الذى أُنشئ فى جامعة القاهرة فى 2007 هو أول معهد من نوعه فى دول شمال إفريقيا. 

وتم إنشاء الجامعة المصرية الصينية عام 2013 وهى جامعة تكنولوجية غير تقليدية، بدأت فى استقبال طُلابها عام 2016 وتضُم كُليات الهندسة والصيدلة وتكنولوجيا الدواء، والاقتصاد والتجارة الدولية، والعلاج الطبيعي.

 وكان من أحدث مظاهر التعاون بين البلدين، موافقة الصين على انتاج أحد لقاحاتها المُضادة لمرض كوفيد 19 فى مصر. 

إشادة صينية 

فيما أشادت وكالة شينخوا الصينية للأنباء في أواخر الشهر الماضي، بالتطور الكبير الذي تمر به العلاقات المصرية - الصينية، واصفة تلك المرحلة بأنها العصر الذهبي للعلاقات بين الدولتين.

وأكدت أن العلاقات بين البلدين أثبتت قدرتها على مواكبة التحولات الدولية والإقليمية ووصفوا التعاون بين البلدين بأنه مثمر، ولاسيما مع تزايد الحضور اللافت للشركات الصينية في المشروعات المصرية التى ازدهرت منذ تولى الرئيس السيسى قيادة البلاد.