رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السيناريست وحيد حامد يتذكر.. شهادتي على سقوط «طيور الظلام»

وحيد حامد
وحيد حامد

"لم أخف من تهديدات الإسلاميين المتطرفين، لكن خفت من الكشف الذي عمله الموساد الإسرائيلي وكان هناك مجموعة من المصريين المستهدفين، وبالنسبة للإخوان كان لي منهم أصدقاء، وكنا نتناقش ونتحاور رغم اختلاف الفكر بشكل جذري، فهم كانوا يعلمون جيدًا أنني ضدهم تمامًا، والحقيقة كنت أظن الخلاف سيستمر صراعا فكريا فقط". 

هكذا كشف السيناريست الراحل وحيد حامد الذي يتزامن عيد ميلاده اليوم، أزمته مع جماعات الإسلام السياسي، وذلك في حوار لجريدة "الأهرام"2020. 

ويرى السيناريست الراحل أن الأزمة في عقل ممن ينتمون للإسلام السياسي أي من يطلقون على أنفسهم "إسلاميين" أنهم لا يقرؤون، فكيف يبدعون؟ فاقد الشيء لا يعطيه، فهم لا يبتكرون، قال "فقر الإبداع عند الإسلاميين هم أزمتهم المزمنة، لكنهم لا يدركون ذلك". 

اعترف الكاتب الراحل، أن اسمه كان على قوائم الاغتيال لسنوات طويلة، لكنه لم يخش شيئًا، وتصدى لأفكار هذه الجماعات المنحرفة، البعيدة كل البعد عن الإسلام الحقيقي، قال "فيلم طيور الظلام،  ومسلسل العائلة،  ومسلسل الجماعة، كانوا صرخة إنذار ضد هذه الجماعة وما يشابهها من أفكار تستغل الدين". 

طيور الظلام 

كانت للكاتب السيناريست وحيد حامد معركة مع جماعة الإخوان بسبب فيلم "طيور الظلام" عام 1995. 

في حواره ببرنامج "حديث المساء" على شاشة قناة "إم بي سي مصر" 2020، قال إن فيلم "طيور الظلام" كان أول فيلم ضد الإسلام الرجعي، ناهض أفكار جماعة الإخوان في الوقت الذي كانت تسيطر فيه على أواصر المجتمع المصري. 

واعترف، أنه تمت محاربة الفيلم من اللحظات الأولى للإعلان عنه، سواء داخل مصر أو خارجها، فقد رفضت دول الخليج التعاقد على شراء الفيلم خوفًا من تيارات الإسلام السياسي المتشددة، قال :" قالوا إحنا مش هنجيب الهم لنفسنا يعني وريحوا دماغهم".

كان الفنان عادل إمام عاملًا حاسمًا في عرض الفيلم، خاصة وأنه تحمس من البداية لبطولته، وهو ما أدى إلى أن يصر وحيد حامد على عرض الفيلم كاملًا دون حذف مشاهد منه إذ عرض خارج مصر، بعدما انتهت المعركة في الداخل وعرض الفيلم ولاقى صدى طيبًا.

كان "حامد" يدرك أن الصراع سيكون قويًا بعد فيلم "طيور الظلام" وسيشتد الصراع أيضًا بين الفساد وجماعة الإخوان المسلمين. 

رواية أولاد حارتنا 

حكي السيناريست وحيد حامد في حواره لجريدة "روز اليوسف"، أنه التقى بأديب نوبل نجيب محفوظ ليتعاقد مع على شراء رواية "أولاد حارتنا" لتحويلها لفيلم سينمائي، لكن بعدما علم نجيب محفوظ أن مخرج العمل سيكون مروان حامد قال "بلاش"، خوفًا على "مروان" من الجماعات المتطرفة، فهم أعداء الرواية وأعدادهم كثيرة. وأصر "مروان" على الرواية فرضخ السيناريست الراحل لرغبة ابنه، وقرر شراء الرواية، لكن حادثة اغتيال أديب نوبل عطلت المشروع، بعدما كانا قد اتفقا مبدئيًا على الأجر، قال السيناريست الراحل "بعد وفاته جاء لى المحامى الخاص به، قال لي: "فيه معلومة أريد أن أقولها لك، وطلب في الرواية خمسة ملايين جنيه، وهذا رقم كبير جدّا عن الرقم المتفق عليه مع نجيب محفوظ، فاعتذرت". 

مسلسل العائلة 

وكشف السيناريست الراحل، أنه بعدما انتهى من كتابة مسلسل "العائلة" كان الدور للفنان يحى الفخراني لكنه تراجع بعدما قرأ الشخصية المسندة إليه، ورفض فنانين كثيرين التصدي لتجسيد العمل خوفًا من الجماعات الإرهابية، لكن شجاعة الفنان محمود مرسي دفعته للموافقة على الدور، قال "حامد": "لو المسألة على الإرهاب أنا أمسك بندقية وأنزل أحارب الإرهاب في الشارع لو المسلسل جيد أقبله دون تردد".

ويعتبر وحيد حامد أن مسلسل "العائلة" في الدراما المصرية، هو أول مشواره في الحرب على الإرهاب 1995، بعدما رفض التلفزيون المصري عرضه وظل عامين في الأدراج، وكان قد اشترط لعرضه أن يتم حذف الإرهاب منه ويحول لمسلسل درامي اجتماعي فقط، لكنه  رفض، وبعدما زادت حدة العمليات الإرهابية استدعى صفوت الشريف السيناريست وحيد حامد الذي قال في حواره لـ"روز اليوسف":"قال لي: هات المسلسل اللي عندك، إذن أنا دوري ككاتب وإحساسي هو الذي جعلني أتنبأ بالمشكلة وأكتب عنها، في حين إن الدولة وقتها كانت لديها محاذير، ولم تدرك أن سلاح الدراما حان وقت تفاعله". 

مسلسل الجماعة 

بعد عرض الجزء الأول من مسلسل "الجماعة" لاقى هجومًا كبيرًا من جماعة الإخوان، ورأى السيناريست وحيد حامد أن السبب الحقيقي وراء هذا الهجوم كان سببه فضح الجماعة ولجانها الإلكترونية التي كانت مهووسة به، والتي شاهدت كل حلقة وكل مشهد في العمل، قال: "كانت ردودهم ضعيفة ومتهافتة لأنهم يعلمون أنهم تجار دين، ويستغلون الدين لتحقيق أغراض دنيوية بحتة، تحت حجة أنهم جماعة سلمية". 

وأكد "حامد" في حواره لجريدة "الخليج" أن التنظيم السري لجماعة الإخوان أو الجناح المسلح ارتكب العديد من الجرائم في منتصف القرن الماضي "من قتل ونسف ودمر، قتلوا رئيس الوزراء وحاولوا نسف محكمة الاستئناف وكانوا مفرخة لعشرات الجماعات الإرهابية التي عانت في مصر فسادًا في بداية التسعينات، شعارهم نفسه عبارة عن سيفين ومصحف، وحسن البنا نفسه قال الإسلام دين ودنيا ومصحف وسيف".