رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جولات بايدن.. رأس حربة الديمقراطيين للتجديد النصفي والرئاسة

بايدن
بايدن

جنبا إلى جنب تسير خطة الديمقراطيين بالولايات المتحدة للاحتفاظ بأغلبيتهم في مجلسي النواب والشيوخ بالكونجرس في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل، مع طموحهم من أجل إعادة انتخاب الرئيس جو بايدن لفترة رئاسية أخرى في انتخابات 2024.

وربما كان وراء تأخر أولى جولات بايدن الخارجية لنحو خمسة أشهر قبل أن يزور بريطانيا وبلجيكا وسويسرا، حرصه على الاطمئنان على الداخل الأمريكي، الذي هو الشاغل الأكبر لمواطنيه وأحد أهم عوامل إنجاح المسيرة السياسية لأي رئيس أمريكي.

وكدلالة لعودته للتركيز على الجبهة الداخلية استعدادا لموسمي الانتخابات المقبلين، زار بايدن ولاية ويسكونسن أمس الثلاثاء ليعزز جهوده للترويج لخطة للبيت الأبيض لدعم البنية التحتية تقدر قيمتها بتريليون دولار تم الإعداد لها مع كل من النواب الديمقراطيين والجمهوريين بالكونجرس على السواء.

ومن المقرر أن يتوجه يوم السبت المقبل نحو ميشيجان كجزء من جولته التي تحمل عنوان "معا أمريكا تعود" بالتزامن مع عطلة عيد الاستقلال يوم 4 يوليو المقبل، بما يمثل علامة على تحقيق تقدم في التعافي من جائحة كورونا.

وزيارة بايدن لميشيجان هي الثالثة منذ بدء فترة رئاسته يوم 20 يناير الماضي، بينما كانت رحلته لويسكونسن هي الثانية له منذ توليه السلطة، كما أنه سافر ثلاث مرات إلى ولاية بنسلفانيا التي ينتمي إليها، ومرتين إلى جورجيا ومرة إلى نورث كارولاينا منذ بدء إدارته.

وما يجمع بين هذه الولايات هو أنها جميعا كانت معاقل رئيسية في الانتخابات الرئاسية 2020 التي فاز فيها بايدن، ومن المحتمل أن تشهد منافسات حاسمة في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس بمجلسيه النواب والشيوخ وحكام الولايات في العام المقبل 2022 والتي سيحرص فيها الديمقراطيون على التشبث بأغلبيتهم في المجلسين حتى وإن كانت ضئيلة.

وتضرب هذه الزيارات، في نظر بعض المراقبين، عصفورين بحجر واحد، فهي تسهم في الترويج لخطة البنية التحتية وفي نفس الوقت تعمل على ممارسة ضغوط على النواب الجمهوريين الطامحين لاستعادة أغلبيتهم في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل بعد أن خسروها في الانتخابات الأخيرة، وقد تجلت هذه المساعي على الأخص في محاولات الرئيس السابق دونالد ترامب لمساندتهم بقوة في فعاليات على غرار ما حدث أمام حشد من أنصاره في ولاية أوهايو مؤخرا من هجوم ضد بايدن والديمقراطيين وتأكيد فوزه الرئاسي وتزوير نتائج الانتخابات الأخيرة.

ويحرص الديمقراطيون في المقابل على إضعاف شوكة خصومهم باستخدام كافة الأسلحة المتاحة لاسيما مع نجاح خطة البنية التحتية التي وصفها بايدن في تغريدة له بأنها أضخم استثمار فيدرالي في هذا المجال في التاريخ الأمريكي.

ويتساءل البعض عما إذا كانت تلك الزيارات تأتي متزامنة مع استعداد بايدن ومستشاريه السياسيين لإمكانية إعادة انتخابه للمنصب الرئاسي الرفيع في عام 2024.

ولعل زيارات بايدن الرسمية لهذه المعاقل الانتخابية الحاسمة جاءت للترويج لجهوده نحو تعافي بلاده من جائحة كورونا، ولخطة المساعدات الضخمة التي وقعها في مستهل فترة حكمه حتى يتمكن المواطنون الأمريكيون من تحمل الأضرار الاقتصادية التي تسبب فيها الوباء، إلى جانب خطة تعزيز الوظائف ومواجهة التغير المناخي وتبني الطاقة النظيفة.

ولم ينس المراقبون رسالة بايدن خلال حملته الانتخابية التي فاز بعدها بالرئاسة في 2020، من أن بمقدوره العمل على توحيد البلاد، وأنه على يقين من تحقيق نتائج إيجابية في هذا الهدف، ويرى بايدن أن من بين تلك النتائج توحيد أعضاء الكونجرس بحزبيه الديمقراطي والجمهوري على خطة البنية التحتية وخدماتها التي ستصب في صالح المواطنين.

وصاحبت بايدن إعلانات نظمتها اللجنة الوطنية الديمقراطية التي تروج لجهود إدارة الرئيس في مواجهة أزمة كورونا، وتضمنت عبارات منها أن أمريكا تعود من جديد بعد نحو عام ونصف من الجائحة، وأنها تقود العالم نحو الخروج من هذا الوباء، وهي إعلانات تكلفت الملايين من الدولارات.

ومع الحملة الانتخابية للبيت الأبيض لعام 2020 والتي بدأت عام 2019، كانت هناك تكهنات قوية بشأن مدى ترشح بايدن، 78 عاما، لفترة رئاسية ثانية، وقد حقق بايدن النائب السابق لأوباما، فوزا تاريخيا في شهر نوفمبر الماضي حين أصبح الأطول عمرا كرئيس يتولى السلطة في البيت الأبيض.

وخلال أول مؤتمر صحفي رسمي له في فترة رئاسته، وكانت ما تزال بعد قصيرة، سئل بايدن في مارس الماضي عما إذا كان يخطط للترشح مجددا للرئاسة في انتخابات 2024 فكانت الإجابة " نعم أعتزم الترشح لإعادة انتخابي، وهذا هو ما أتوقعه".

ولو حدث ذلك، وبدأ بايدن حملته من أجل تجديد انتخابه في عام 2024 ثم تمكن من تحقيق الفوز فيها، فقد يبدأ فترته الرئاسية الثانية بعمر 82 عاما ثم قد ينهيها وعمره 86، وهو أمر غير مسبوق ولا مألوف في السياسات الأمريكية.