رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«طلب من تحية كاريوكا ارتداء الحجاب».. خلافات حسين صدقى مع الكبار

تحية كاريوكا
تحية كاريوكا

طلب الفنان حسين صدقي من الفنانات في الوسط الفني ارتداء الحجاب، إلا أن الفنانة تحية كاريوكا لم تجعل الأمر يمر مرور الكرام، وردت عليه.

الفنانة الراحلة تحية كاريوكا، كتبت مقالًا ترد فيه على الفنان حسين صدقي، قالت فيه إنه كان بصفته فنانًا ملتزمًا متدينًا كان يسمح بالرقص في أفلامه، وقالت إن حسين صدقي يعلم قول رسول الله: "خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء".

واختتمت مقالها قائلة: "أريد أن أسأل الزميل العزيز في تيار اندفاعه وتعصبه كيف إذن يسمح بالرقص في أفلامه بل كيف جعلني أنا الراقصة تحية كاريوكا كبطلة لفيلمه الأخير القاتل".

يذكر أن حسين صدقي، ولد 9 يوليو عام 1917 بحي الحلمية الجديدة في القاهرة لأسرة متدينة، توفي والده وكان لم يتجاوز الخامسة، حيث قامت والدته من أصول تركية بتنشئته ملتزما ومتدينا فكانت حريصة على أن يذهب ابنها للمساجد والمواظبة على الصلاة، وحضور حلقات الذكر والاستماع إلى قصص الأنبياء ما أنتج عنه شخصا ملتزمًا وخلوقا رحمه الله.

كان صدقي يرى أن هناك علاقة قوية بين السينما والدين، لأن السينما كما يقول من دون الدين لا تؤتي ثمارها المطلوبة في خدمة الشعب، لذلك جمعته صداقة قوية بعدد كبير من مشايخ الأزهر، ولكن الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر وقتئذ كان أقربهم له وكان يستشيره في كل أمور حياته.

حسين صدقي وفريد شوقي 

اشتعلت الحرب بين الفنان حسين صدقي وفريد شوقي، واعتمد الأول على علاقته بالمشير عبدالحكيم عامر، و"شوقي" كان لديه رصيده بعد فيلمه "بورسعيد" الذي جسد فيه قصة الكفاح المسلح لهذه المدينة، بناء على طلب الرئيس جمال عبد الناصر.

وسبق أن طلب الرئيس أنور السادات مقابلة الفنان فريد شوقى وقت أن كان رئيسًا للمؤتمر الإسلامي، وفي أثناء المقابلة، أخبر "السادات" وحش الشاشة، بأن الرئيس جمال عبد الناصر يريد منه أن ينتج فيلمًا عن بورسعيد شريطة أن يبدأ في إنتاجه قبل خروج الإنجليز منها، فرد وحش الشاشة، بأن الفيلم يحتاج إلى ميزانية كبيرة، فقدم له "السادات" شيكًا بمبلغ خمسة عشر ألف جنيه كدفعة أولى، وتم الفيلم.

وكانت قصة خالد بن الوليد سببًا لهذه الحرب بين "صدقي" و"شوقى"، فكل منهما يريد تقديم فيلم عن هذا القائد الذي يرون أنه حقق الانتصارات والفتوحات للدولة الإسلامية في عهد أبوبكر الصديق، إيمانًا منهم بأن رجال ثورة يوليو يحبون الرموز، كل منهم يريد أن يتشبه بقائد مسلم منتصر، حسبما جاء في تقرير عن هذه المعركة بين الفنانين في جريدة "الأحرار"1994.

وكلف الفنان فريد شوقي نجيب محفوظ، وسيد بدير، وبيرم التونسي، بأن يكتبوا فيلمًا عن خالد بن الوليد، على أن يخرجه أحمد بدرخان ونيازي مصطفى معًا، لكن الفنان حسين صدقى الذي كان يتصدر النجومية في مصر وقتها، كان يستعد لإنتاج فيلم عن خالد بن الوليد.

وتحمس "السادت" لفيلم خالد بن الوليد، لكنه وقف في وجه فريد شوقي وطلب منه أن يعمل على فيلم آخر بدلًا منه، بالإضافة إلى أن علاقة حسين صدقى بالمشير عبدالحكيم عامر مهدت له الطريق، حتى أن الرقابة أوقفت تصنيف الفيلم لفريد شوقي.

كان رد الفنان فريد شوقي على "السادات": "لكن أنا صرفت على الفيلم ودفعت الأجور"، فرد "السادات":"معلش اللي هيعمل الفيلم ده حسين صدقي"، ووعده "السادات" بأن يقنع حسين صدقى بإنتاج الفيلم فقط، على أن يجسد هو بطولته، لكن "صدقى" رفض الاقتراح.