«يد تعيد الحياه».. بحيرة مريوط بالإسكندرية «من الإهمال إلى الإنتاج»

يدًا تمتد إلى التطوير والحفاظ على الثروات الطبيعية التي طالها الإهمال على مدار سنوات عديدة، تعيد الحياة إلى إحدى البحيرات الكبرى التي كانت تحتضر من شدة المعاناة، لتلقي اهتمامًا كبيرًا ونقلة نوعية تعيدها إلى رونقها كأحد أهم مصادر الثروة السمكية بمصر، بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي لتكن ضمن المشروعات التنموية التي شهدتها محافظة الإسكندرية مؤخرًا خلال 7سنوات الرخاء.

مشروع تطوير بحيرة مريوط غرب الإسكندرية هو أحد المشروعات التنموية، الذي يستهدف تطهير المجري المائي للبحيرة، وزيادة حجم الثروة السمكية بها، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي ضمن استراتيجية الدولة في تنمية البحيرات الشمالية، وتعد خطة تطوير وتنمية البحيرة مريوط، هي المرة الأولى التي تشهد فيها بحيرة مريوط أعمال تطوير لتعميق ورفع منسوب المياه بالبحيرة منذ عدة سنوات.
 

•بحيرة مريوط

هي أحد البحيرات الشمالية وتقع جنوب الإسكندرية، وكانت البحيرة قديما تتصل بنهر النيل جنوبًا وبالبحر المتوسط شمالًا وكانت تمتد على طول 200 كم متر مربع بداية القرن العشرين، ثم تقلص حجم البحيرة إلى 50 كم متر بسبب كثرة التعديات، حيث وصلت التعديات على البحيرة إلى ٨٥٠ حالة تعدٍّ من إنشاء مبانٍ وعشش، وتم التنسيق بين وزارة الداخلية ومحافظة الإسكندرية وقيادة المنطقة الشمالية لإزالة تلك التعديات خلال مشروع التطوير.

•مشروع التطوير

يتضمن المشروع عدة محاور فى مقدمتها تعميق البحيرة باستخدام معدات كراكات وحفارات حديثة لأول مرة، ما يؤدي إلى تعميق البحيرة ورفع منسوب المياه بها من ٣٠ سنتينمتر إلى نحو ٣ أمتار، وبالتالي الحفاظ على رفع منسوب المياه طوال أيام السنة وكذلك الحفاظ على المياه القادمة من مصرف القلعة داخل البحيرة، بالإضافة إلى أعمال إزالة الرواسب القاعية والتطهير.

كما ستؤدي أعمال التنمية وتعميق البحيرة إلى اختفاء ظاهرة جفاف الأطراف التي ظهرت منذ عام ٢٠١٥ بسبب تجنب حادثة الغرق بمياه الأمطار، وكذلك حماية البحيرة من التعدي على تلك الأطراف الجافة والاستيلاء عليها، حيث سيؤدي رفع منسوب المياه إلى عودة تلك الأطراف الجافة إلى عمق البحيرة.
•تطهير بحيرة مريوط

اعتمدت وزارة  التخطيط والتنمية الاقتصادية مبلغ 78.7 مليون جنيه لمشروع تطهير بحيرة مريوط بمحافظة الإسكندرية ضمن خطة العام المالي الحالي 2020/2021.

وأوضحت هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، أن تكلفة مشروع تطهير بحيرة مريوط بلغت حوالي 236.250 مليون جنيه مقسمة على ثلاث دفعات حيث تمت الموافقة علي الدفعتين الأولي والثانية خلال العام 2020.

•مشروع متكامل

أكدت «السعيد» أن مشروع تطهير بحيرة مريوط غرب الإسكندرية هو أحد المشروعات التنموية المتكاملة التى شهدتها المحافظة، حيث استهدف المشروع تنمية منطقة غرب الإسكندرية بالكامل وليس فقط تطهير المجرى المائى للبحيرة وزيادة حجم الثروة السمكية بها.

وأوضحت أن المشروع يأتي تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، حيث أكد على ضرورة عودة تلك البحيرات لسابق عهده ضمن استراتيجية الدولة فى تنمية البحيرات الشمالية والتى تشهد فيها بحيرة مريوط أعمال تطويرية لتعميق ورفع منســــوب المياه بالبحيرة منذ عدة سنوات، متابعه أن حجم المياه في البحيرة وصل إلى 5 ملايين متر مكعب بعد المشروع، وتم تنفيذ عمليات الصرف الصحي بالبحيرة، وكذلك وقف التعديات عليها.

•إعادة الحياه للبحيرة

مشروع  تطوير بحيرة مريوط وتطهيرها، جاء بمثابة إعادة الحياة الثروة السمكية وحركة الصيد إليها مرة اخري، حيث لم تتوقف عملت الكراكات ومعدات إزالة الهيش والبوص لإعادة حركة الصيد مرة أخرى التي توقفت سنوات بسبب إعاقة البوص لقوارب الصيد.

وأكد اشرف رزيق، نقيب الصيادين بالإسكندرية، أن بحيرة مريوط كانت تعاني من مشكلات عديدة من التلوث والتعديات على البحيرة، وعدم توفير الحماية الكافية للقطاع، بجانب عدم توافر تأمين صحي للصيادين، لافتًا أن كل هذه المشاكل تتغير في عهد الرئيس السيسي من خلال المبادرة.

وتابع أن الإسكندرية كانت أول محافظة تصدر اسماك لجميع محافظات مصر، ولكن تراجع ذلك مع تدمير البحيرة، حيث أصبح قطاع الصيد في البحيرات كان يعاني معاناة شديدة من التلوث، مشيرًا إلى أن بعد إصدار تعليمات الرئيس السيسي بإعادة تأهيل بحيرة مريوط من جديد وإعادة تنميتها فأصبحت البحيرة بعد أن كانت تنتج 10 كيلو اسماك على مستوي البحيرة على مستوى 17ألف فدان، تخطى إنتاجها بعد التطوير لـ4 طن أسماك.

•مبادرة بر أمان

ومع انطلاق المبادرة الرئاسية بر أمان لرعاية صغار الصيادين، سلمت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي واللواء محمد الشريف محافظ الاسكندرية أدوات الصيد والشباك لـ 1100 صياد ببحيرة مريوط من المستفيدين من المرحلة الأولى للمبادرة الرئاسية "بر أمان" بالتعاون مع صندوق "تحيا مصر" والهيئة العامة للثروة السمكية والجمعيات التعاونية لصائدي الأسماك.
وأعربت «القباج» عن سعادتها بتوزيع مساعدات لـ1100 من صغار الصيادين العاملين ببحيرة مريوط التي تم اختيارها لتكون المحطة الثانية للمرحلة الاولي من المبادرة الرئاسية "بر أمان" التي انطلقت من بحيرة الريان بالفيوم.

وأضافت أن المساعدات تشمل بدل الحماية والشباك لحماية صغار الصيادين من مخاطر المهنة وخاصة تأثيرات العمل في المياه الباردة في موسم الشتاء والتعرض للبرد القارص مما يتسبب في مشكلات صحية لهم علي مر السنوات.

ومن جانبه، وجه المحافظ الشكر إلى السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية علي إطلاقه هذه المبادرة الرائعة لصالح الكادحين من الصيادين، مشيراً إلى أن تلك المبادرة جاءت في ظل العديد من المبادرات الرئاسية التي تم إطلاقها لتوفير "حياة كريمة" ورعاية أهالينا البسطاء والتي تعكس مدي اهتمام القيادة السياسية بدعم الفئات الأولى بالرعاية على مستوى الجمهورية.

وأشار المحافظ إلى ما تم من أعمال تطوير ورفع كفاءة بحيرة مريوط وإعادتها كسابق عهدها، وذلك بالتنسيق والتعاون مع جميع الجهات المعنية، تنفيذا لتوجيهات السيد الرئيس برفع كفاءة وتطوير بحيرات مصر، مؤكدًا على أن المحافظة على استعداد  لتلبية احتياجات ومطالب الصيادين ببحيرة مريوط، وتقديم الدعم الكامل لتحقيق الاستفادة الكاملة من المبادرة الرئاسية.