رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد «مؤتمر باريس» ونسف «الديون».. السودان إلى أين؟

أرشيفية
أرشيفية

يبدو أن السودان خرج منتصرا من مؤتمر باريس الذي عقد في العاصمة الفرنسية على مدار الأيام الماضية، حيث تم إسقاط العديد من الديون التي أثقلت كاهل السودان، وكانت مصر من أبرز الدول التي أكدت مشاركتها في المبادرة الدولية لتسوية ميديونية السودان.

ويرصد الدستور في التقرير التالي قصة إعفاء السودان من ديونه والدور المصري والدولي للوصول إلى مستقبل باهر للسودان:

مصر 

أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي من العاصمة الفرنسية باريس، خلال مشاركته في مؤتمر باريس لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، أنه التزامًا من جانب مصر ببذل كل الجهود لمساندة الخطوات التي اتخذتها الحكومة السودانية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والتخلص من ديونه المتراكمة وتخفيف أعبائه التمويلية، فإن بلاده ستشارك في المبادرة الدولية لتسوية مديونية السودان من خلال استخدام حصة مصر لدى صندوق النقد الدولي لمواجهة الديون المشكوك بتحصيلها.

وأشاد السيسي في هذا الإطار بالخطوات الشجاعة التي يقوم بها السودان في اتجاه الإصلاح الهيكلي للاقتصاد، بما يعكس إرادة سياسية حقيقية لإنجاح المرحلة الانتقالية، ومؤكدًا استعداد مصر لنقل التجربة المصرية في الإصلاح الاقتصادي وتدريب الكوادر السودانية.

المجتمع الدولي

وقال رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، إنه سيتم إعفاء السودان من 80% من ديونه الخارجية للدول الأعضاء في نادي باريس وخارجه، بما يعادل 45 إلى 46 مليار دولار من جملة دين البلاد الذي يبلغ 60 مليار دولار.

وأشار رئيس وزراء السودان إلى أن المملكة العربية السعودية تعهدت بقيادة عمل مع السودان خارج نادي باريس لإعفاء ديونها على الخرطوم، وتوقع حمدوك: أن تتخلص بلاده بحلول يونيو المقبل من 45 مليار دولار من ديونها البالغة نحو 60 مليار دولار.

إلغاء ديون السودان

وأعلنت فرنسا إلغاء كافة ديونها على السودان والمقدرة بنحو 5 مليارات دولار، وهي من أكبر الديون على السودان بنادي باريس، كما قدمت قرضا تجسيريا بقيمة 1.5 مليار دولار لتسديد متأخرات السودان لصندوق النقد الدولي.

وأعلنت النرويج أيضا عن إلغاء ديونها على السودان البالغة 4.5 مليار دولار دعما لجهود السودان الرامية لإصلاح أوضاعه الاقتصادية بعد العزلة التي عاشها على مدى 30 عاما.

وخصص البنك الدولي 2 مليار دولار للسودان للاستثمار في برامج الصحة والطاقة خلال الاشهر العشرة المقبلة.

وقدم بنك الاستيراد والتمويل الأفريقي 700 مليون دولار لتمويل مشاريع الطاقة والاتصالات في السودان.

وأبدت كل من الولايات المتحدة  والسويد وإيطاليا ودول اخرى استعدادها لإعفاء ديون وتقديم منح لتغطية النواقص في متأخرات الديون والمقدرة بنحو 13 مليار دولار بما فيها الفوائد والغرامات الجزائية.

 

السودان يستعد لتنمية اقتصادية  

ويستعد السودان لمستقبل يتضمن تنمية اقتصادية كبرى حيث أكد وكيل وزارة الزراعة والغابات السوداني الدكتور عبدالرحمن هتر أن مؤتمر باريس للمانحين كان تظاهرة عالمية للوقوف مع السودان لتحقيق رؤية السودان الجديدة في القطاع الزراعي حيث كان فرصة لعرض بعض المشاريع الزراعية التي تعكس إمكانية السودان وموارده الطبيعية التي يمكن أن تكون أرضية صلبة لعلاقات استثمارية مبنية على عدالة استخدام الموارد لتعود بالنفع للمواطن السوداني ولتحقيق علاقات تشاركية.

وقال هتر إن مؤتمر باريس يعتبر بادرة خير لتوجه العالم للاستثمار في القطاع الزراعي وكذلك لتقديم المنح التي يمكن أن تحقق رؤية القطاع الزراعي نحو قطاع زراعي يساهم بفاعلية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، مشيرًا إلى أن القطاع الزراعي يعول عليه في اقتصاد البلاد.

وكشف أن القطاع الزراعي شارك في مؤتمر باريس بستة مشاريع منها إعادة تأهيل مشروع الجزيرة ومشروع الصمغ العربي ومشروع الهواء والذي يغطي منطقة البطانة الكبرى وهي من المناطق التي تحتاج إلى خدمات ومشروع الهشابة للإنتاج الحيواني والزراعي والذي يهدف إلى الصناعات التحويلية والغذائية بالإضافة إلى مشروع جبل مرة والذي يمتد في مساحة 8 آلاف ويوجه إلى إنتاج الصادر إلى جانب مشاريع الشراكات بين القطاع الخاص السوداني والقطاع الخاص العالمي تم عرضها في لقاء المستثمرين بنظرائهم العالميين، بالإضافة لمشاريع زراعية تحقق فائدة كبيرة، مؤكدًا على أن الفائدة التي سوف يجنيها السودان من مؤتمر باريس هي عودة السودان للمجتمع الدولي. 

ومن جهته، قال وزير الزراعة والموارد الطبيعية، الطاهر إسماعيل حربي، إنه عقد اجتماعًا ناجحًا مع الهيئة الفرنسية ضم وزراء القطاع الاقتصادي المشاركين في مؤتمر باريس لدعم التحول الديمقراطي في السودان.

وأوضح لوكالة السودان للأنباء (سونا) أنه تم الاتفاق على التعاون فى أنشطة معينة تتعلق  بالصمغ العربي والفول السوداني والتبريد والاختبارات ونقل التقانات، بالإضافة الى مشروعات أخرى تم الاتفاق على تحديثها وتبادل المعلومات حولها بواسطة سفارة دولتى السودان وفرنسا.

وقال حربي “لمسنا منهم حماساً شديداً للتعامل مع السودان فى مجالات كثيرة مثل الزراعة وما يتعلق بها من بنيات تحتية  كالنقل والاتصالات”.

وأوضح وزير الزراعة والموارد الطبيعية أن زيارة الهيئة بشعبها المختلفة إلى السودان ستُحدد في الأيام المقبلة عقب عودتهم للبلاد، لافتًا إلى أن الصمغ العربي من المشاريع الرئيسية التي تم التفاكر حولها، إلى جانب السمسم والقطن والفول السوداني، مؤكدًا على إتجاه السودان في المرحلة المقبلة إلى التصنيع الزراعي والحيواني وعدم تصدير الخام.

كما أشار حربي إلى اهتمام هيئة التنمية الفرنسية بالإنتاج الحيواني من أجل الصادر.