رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«هو بعد العيد يتفت الكحك؟» ما وراء المثل الشعبي

الحارة المصرية
الحارة المصرية

«هو بعد العيد يتفت الكحك؟» هو أحد الأمثال الشعبية المعروفة والشائعة في الشارع المصري، وهو أحد مفردات الحارة المصرية. 

كما أنه أحد الأمثال التي ورد فيها اسم العيد، غير أن المثل لا علاقة له بالعيد، إذ إنَّ الهدف منه هو التعبير عن انتهاء الأمر إلى غير رجعة، على سبيل المثال حدث خلاف بين زوج وزوجته فذهب إلى بيت أهلها كي يعيدها إلى بيته فتقول له حماته بغضب «لا يا حبيبي لحد هنا وخلصنا، هو بعد العيد يتفت الكحك؟».

ويأتي هذا المثل بصيغة استنكارية من المتحدث إلى المتحدث إليه ليبين له أنه أخطأ ويجب عليه أن يتحمّل خطأه بخسارة الشخص الذي لم يرع مودته.

يأتي هذا المثل الشعبي أحياناً في الحارة المصرية بمعنى «فات الأوان»، على سبيل المثال شاب ارتبط بفتاة لكنه لم يتقدم لخطبتها على اعتبار أنها ملكه ولن يتقدم شخص آخر لخطبتها، فيفاجأ بأن أهلها وافقوا على العريس الذي تقدم لخطبتها، فاغتاظ وثار وتوجه إلى بيت العروس ليفسخ خطبتها من غريمه، لكن العروس تصدمه حين تقول له:  «أنا استنيتك كتير وانت ماخدتش خطوة، هو بعد العيد يتفت الكحك»، فمن المعروف أن الكعك يتم عمله قبل العيد وليس بعده ومعنى المثل «لقد فات الأوان».

ويقال هذا المثل أيضاً حين انقضاء الحاجة إلى شخص لم يقدم المطلوب منه وقت الشدة، ولما انقضت الشدة بحلها أو بتعقيدها، جاء هذا الشخص ليقدم مساعدته فيقول له صاحب الحاجة «إنت جاي دلوقتى ليه، صحيح على رأي المثل بعد العيد ما يتفت كحك». ومعناه لسنا في حاجة إليك الآن، وهي عبارة من مفردات العشم في الحارة المصرية. 

ومن المعروف أن المصريين يهتمون بعمل كعك العيد أكثر من غيرهم فتجد نسوة الحارة المصرية في الأيام القليلة التي تسبق العيد يحملون الصواني على رؤوسهن ويتوجهن إلى أفران الخبز لتسوية الكعك، كما أن أهل الحارة المصرية يسمون عيد رمضان  بالعيد الصغير أو عيد الكحك.