رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مداحات النبى..  «الدستور» تحاور المنشدات الدينيات: «صوت المرأة ذِكر»

مداحات النبى
مداحات النبى

بفضائل رسول الله والمديح فى صفاته ينشدن، مؤمنات تمام الإيمان بأن الموهبة هى السلاح الأهم فى هذا المجال، وكلما قال لهن البعض: «صوت المرأة عورة»، قلن: بل ذِكر وإنشاد.

هن المنشدات الدينيات اللاتى خضن مجالًا طالما احتكره الرجال، وواجهن فى سبيل ذلك العديد من الصعوبات، على رأسها الرفض المجتمعى، لكن بموهبتهن الكبيرة وأصواتهن الفريدة وأدائهن الرائع أثبتن للجميع أنهن واقع وحقيقة.

«الدستور» تحاور فى السطور التالية عددًا من المنشدات الدينيات، للتعرف على تجربتهن مع هذا الفن، والصعاب التى واجهنها، وأهم أعمالهن السابقة والمقبلة، وغيرها الكثير من التفاصيل.

 

 

هبة مجدى: أقرأ «المعوذتين» وأعطى كل فتاة فى فرقتى «تمرة» قبل أى حفلة

 

قالت هبة مجدى إنها اكتشفت منذ الصغر تميزها بصوت جميل، وأيقنت أنها يجب ألا تهدر هذه الموهبة، فقررت السير فى طريق تنميتها، متحدية نظرات المجتمع بأن «الإنشاد للرجال فقط».

وأضافت «هبة» أنها تحب الاستماع إلى نصرالدين طوبار، وسيد النقشبندى، ومن الجيل الجديد تحب صوت على الهلباوى، مشيدة بدعم أسرتها لها فى مشوارها.

■ ماذا عن نشأتك وكيف أثرت على تكوينك؟

- أنا من مواليد القاهرة، أدرس فى الفرقة الرابعة كلية التجارة، جامعة عين شمس، وأعشق الغناء منذ الصِغر، وورثت عن والدى حب الابتهالات الدينية، فهو من عشاق الشيخ نصرالدين طوبار، وكنت بمجرد سماعه أسرح معه، وعلى الرغم من صغر سنى وقلة درايتى، فإن والدى كان يشجعنى على سماعه بشكل مستمر، واكتشفت موهبتى الغنائية فى الصف السادس الابتدائى.

■ كيف بدأت رحلتك لعالم الإنشاد الدينى؟

- بدأت هذه الرحلة من خلال مشاركتى فى الإذاعة المدرسية، وأذكر أنه كانت هناك مسابقة، وفى نهايتها غنيت ونال صوتى إعجاب الجميع، وفى المرحلة الثانوية تعرفت بالصدفة على «نعمة» صاحبة مدرسة الحور، أول مدرسة للمنشدات الفتيات، لتبدأ مسيرتى بعد ذلك فى عالم الإنشاد، وأحييت العديد من الحفلات فى ساقية الصاوى ودار الأوبرا المصرية، ونجحت فى جذب الجمهور إلى إنشادى الذى أقتدى فيه بابتهالات كبار الشيوخ، وعلى رأسهم الشيخ محمد رفعت.

■ ماذا عن دعم أسرتك لموهبتك؟

- أمى وأختى شجعتانى كثيرًا، وكانتا بمثابة أكبر داعم لى منذ بداية مشوارى حتى الآن، تحضران معى الحفلات، وتحفزانى على الاشتراك فى المسابقات، وأحمد الله على كل النعم التى أنعم بها علىّ، فقد ذلل الصعوبات التى مررت بها منذ البداية بسبب عدم قدرتى على التوفيق بين العمل والإنشاد والدراسة، إلا أنه ظهرت علامة من الله ألهمتنى وأرشدتنى إلى الطريق والتصرف، وعندى يقين كبير فى ربنا، وساعدنى كثيرًا فى إيجاد قبول بينى وبين الناس، بمجرد سماع صوتى.

■ كيف تغلبتِ على فكرة أن «الإنشاد» مهنة الرجال فقط؟

- واجهنا هجومًا كبيرًا بالفعل فى البداية، لكن تمكنت الفتيات من إثبات أنفسهن بالموهبة القوية، خاصة أن الإنشاد «غناء حلال»، وأثبتنا أن الفتيات يمكنهن فعل كل شىء والنجاح فيه بمهارة.

■ أى من المنشدين قريب لك؟ 

- نصرالدين طوبار، والنقشبندى، ومن الجيل الجديد أحب الاستماع إلى على الهلباوى.

■ وأى المدارس تنتمين إليها؟

- أحب الطريقة القديمة جدًا، وأغنى أغانى تراثية لعدد من الدول على رأسها تونس والمغرب والجزائر، فالشكل الإيقاعى لديها محبب لى كثيرًا.

■ ماذا عن طقوسك فى شهر رمضان المبارك؟

- أجمل أيام وشهر فى العام، أصل به الأرحام، وأصلى التراويح، والحفلات به «جميلة جدًا، وفيها لمة وبنفطر كلنا مع بعض».

■ هل تتذكرين أولى حفلاتك؟

- أحييت العديد من الليالى، كان أبرزها مولد سيدنا الحسين، وشهدت إقبالًا كبيرًا من المريدين عليها، وترحيبًا من بعض الشيوخ الذين أشادوا بدخول المرأة هذا المجال، وأول أجر تقاضيته كان ٢٠٠ جنيه.

■ مَن المطرب المفضل لديك؟

- أسمهان وأم كلثوم.

 

نعمة فتحى: الإنشاد «غناء حلال».. وعلامات الله ترشدنى للطريق الصحيح

كشفت نعمة فتحى، صاحبة أول فرقة نسائية للإنشاد الدينى، عن أبرز طقوسها قبل الحفلات، والتى تتمثل فى قراءة «المعوذتين»، ثم إعطاء كل عضو فى فرقتها «تمرة»، رافضة الكشف عن عدد الحفلات التى قدمتها فى مشوارها حتى لا تقل بركتها، وفق تعبيرها.

وقالت «نعمة»، فى حوار مع «الدستور»، إن زوجها وأسرتها كانوا أكبر داعم لها لتحقيق النجاح فى عالم الإنشاد الدينى، فى الوقت الذى تخلى فيه كثيرون عنها ولم يقدموا لها الدعم اللازم، ومن بينهم منشدون عارضوا فكرة تأسسيها «فرقة نسائية للإنشاد»، باعتبار أن «صوت المرأة عورة».

■ بداية.. كيف كانت بداياتك فى عالم الإنشاد الدينى؟

- نشأت وسط بيئة تشتهر بالمنشدين فى مولدى «السيدة زينب» و«السيدة نفيسة»، وأحببت الاستماع إلى الشيخين ياسين التهامى ومحمد الكحلاوى، وتلقيت دعمًا كبيرًا لموهبتى من قِبَل والدتى التى كانت تصحبنى إلى «الموالد» حتى بلغت ١٧ عامًا.

بعد ذلك التحقت بـ«مدرسة الإنشاد الدينى» التى أنشأها الشيخ محمود ياسين التهامى فى قصر الأمير طاز، تحت رعاية صندوق التنمية الثقافية، وفيها تتلمذت على أيدى كبار المشايخ فى مصر، وصولًا إلى إنشائى أول فرقة إنشاد دينى للسيدات فى مصر.

■ هل واجهتِ أى صعوبات فى مشوارك؟

- بالطبع، فلم أجد دعمًا من أى جهة، خاصة صندوق التنمية الثقافية، وجميع أعمالى كانت إنتاجًا ومجهودًا شخصيًا منى، والدعم الوحيد الذى تلقيته كان من الدكتور إنتصار عبدالفتاح، مؤسس مهرجان «سماع» الدولى للإنشاد والموسيقى الروحية، كما أن والدتى ساعدتنى كثيرًا ماديًا ومعنويًا، ووالدى قدّم لى عددًا من النصائح التى ساعدتنى على الاستمرار، وكذلك زوجى دعمنى وقدّم لى يد العون والمساعدة.

■ وماذا عن دراستك طوال هذه الفترة؟

- درست إدارة ونظم المعلومات فى البداية، ثم انقطعت عن الدراسة لمدة ٦ سنوات بسبب زواجى، وحاليًا أدرس فى كلية الزراعة، كما أننى أخطط لاستكمال دراستى فى معهد الموسيقى العربية، حتى أدرس المقامات الموسيقية، وهو أمر فى غاية الأهمية كى أجمع بين الخبرة والموهبة والدراسة.

■ كيف استقبل المنشدون فكرة إنشاء «أول فرقة نسائية للإنشاد» فى مصر؟

- تنوعت آراؤهم، فمنهم من عارض الفكرة من الأساس على اعتبار أن صوت المرأة عورة، ومنهم من شجعنى على هذه الخطوة وطالب بخلق خط موازٍ لشكل الإنشاد الدينى المتعارف عليه.

وأريد الإشارة إلى أن الفرقة الأولى التى كونتها من المنشدات خذلتنى، وتركتنى عضواتها جميعًا قبل حفل بشكل مفاجئ، ووقتها بكيت كثيرًا، لكننى شعرت بأن الله معى، وبالفعل تجاوزت المحنة وحققت النجاح رغم رهان البعض على فشلى.. باختصار «ربنا نصرنى».

■ لكل منشد مدرسة.. إلى أى المدارس تنتمين؟

- كل منشد ومنشدة لها مدرسة خاصة بها، إلا أننى أحب الكثير من المدارس، وآخذ من كل مدرسة ما يناسبنى وأترك ما لا يناسبنى.

■ أى المنشدين الأقرب لقلبك؟

- أحب كثيرًا الابتهالات الخاصة بالشيخ نصرالدين طوبار، وكذلك الشيخان محمد عمران وطه الفشنى، وأعشق «الميكس» ما بين الغربى والشرقى، ومن المنشدين الشباب فى جيلى أحب سامى يوسف كثيرًا.

■ هل هناك طقوس معينة لكِ قبل الصعود إلى المسرح؟

- أقرأ القرآن الكريم، خاصة «المعوذتين»، وأعطى كل فتاة معى فى الفرقة «تمرة».

■ كم يبلغ عدد الحفلات التى شاركت فى إحيائها؟

- لا أحب ذكر عدد الحفلات «حتى لا تقل بركتها».

■ ماذا عن أول مقابل مادى حصلت عليه من الإنشاد الدينى؟

- ألف جنيه، وفى أحيان كثيرة أخسر أموالًا فى هذه الحفلات، وهدفى الأكبر هو الشهرة والانتشار.

■ هل هناك قصيدة معينة تحبين إنشادها؟ وأى لقب تودين إطلاقه عليكِ؟

- قصيدة «يا مواكب النور»، وكذلك قصيدة «غزالة بترعى وسط الجبال»، وأحب كثيرًا لقب «مداحة النبى». 

■ ما الذى تعملين عليه حاليًا؟ وهل أنت راضية عما حققته؟

- أعمل حاليًا على إنتاج أغانٍ خاصة بى، عن طريق الشاعرة سلمى راشد، ونجهز معًا لتقديم أغنية خاصة تحمل اسم «الحور»، وسنطرحها قريبًا، رفقة المايسترو الموهوب أحمد جلال.. أما بالنسبة لتقييم تجربتى، فأنا راضية عن الانتشار الذى تحقق، خاصة أنه جاء رغم تخلى البعض عنّى، كما بينت سابقًا.

■ هل لديك أغانٍ مفضلة؟ وكيف ترين ما يسمى «أغانى المهرجانات»؟

- أحب الأغانى القديمة بصفة عامة، ولا أرفض أغانى «المهرجانات»، بل أتمنى غناء بعض منها، خاصة أن فيها كلمات جيدة بالنسبة لى، مثل مهرجان «أندال».

وأرفض الهجوم المستمر على مطربى «المهرجانات»، لأنهم فنانون لهم طابع خاص بهم، و«شقيوا» منذ الصغر للوصول إلى ما هم عليه الآن، وما وصلوا إليه مكافأة من الخالق على جهودهم، والشهرة والأموال والسيارات التى حصلوا عليها «تعب وشقى ومرمطة سنين».

■ وماذا عن استعداداتك لشهر رمضان؟

- رمضان هو شهر الخير والبركات والود والحب، وأحرص فيه على زيارة الأقارب والصلة مع الأرحام والأصدقاء والأحباب، وأصلى الفجر ثم أبدأ يومى بـ«البروفات» استعدادًا للحفلات والأمسيات.

■ ما أكثر سورة فى القرآن تتأثرين بها؟

- سورة «الرحمن»، فهى الأقرب إلى قلبى.

■ أخيرًا.. ماذا عن أمنياتك المستقبلية؟

- أتمنى الإنشاد أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو من يحكم علينا، إذا ما كنا نستمر كسيدات منشدات أم لا، وأحلم بدعم المنشدات وتوفير مكان مناسب لهن لإظهار موهبتهن الكبيرة.

 

 

آية مصطفى: قاومت تقاليد الصعيد بدعم أسرتى

 

ذكرت آية مصطفى أنها أحبت الإنشاد منذ الصغر ووجدت تشجيعًا كبيرًا من والدتها وأبيها فى مرحلة لاحقة، مشيرة إلى أنها من مواليد محافظة بنى سويف، حيث توجد تحفظات كبيرة على السماح للفتيات بالغناء أو الإنشاد فى مناسبات عامة.

■ كيف كانت بدايتك فى الإنشاد؟

- أنا من مواليد محافظة بنى سويف، أدرس بكلية الآداب قسم لغات وترجمة، عمرى ٢٢ عامًا، أحببت الإنشاد منذ الصغر، لذا قررت خوض التجربة، والتحقت بفريق «الحور» وهى التجربة الأولى الاحترافية لى فى الإنشاد الدينى.

■ هل وجدت دعمًا من أسرتك فى هذا الطريق؟

- والدتى فخورة بى جدًا، وتشجعنى حتى أصل لمستوى أفضل، أما أبى فقد وجدت فى البداية صعوبة فى إقناعه باحتراف الإنشاد الدينى، خاصة بسبب وجودى فى الصعيد، والتحفظات الكبيرة على السماح للفتيات بالغناء أو الإنشاد فى مناسبات عامة، وفقًا للتقاليد هناك، لكنه ساندنى لاقتناعه بموهبتى.

■ ما أبرز الورش والتدريبات التى حضرتها لتطوير أدائك؟

- أتلقى تدريبات من المايسترو أحمد مصطفى، بعد اكتشاف شقيقتى موهبتى، ومن هنا أحببت الإنشاد الدينى، وشاركت فى العديد من المسابقات، من بينها مسابقة لقصور الثقافة، ونجحت فى الفوز بمراكز متقدمة فى كثير من مسابقات الإنشاد.

■ من هو منشدك المفضل؟

- أحب كثيرًا كلًا من مصطفى عاطف، ومحمود هلال، بجانب كِبار المبتهلين طه الفشنى، ومحمد عمران، ونصرالدين طوبار، والفيومى.

■ هل لديك طقوس معينة قبل صعود المسرح؟

- أحب قراءة أجزاء من القرآن الكريم، وذكر عدد من الأدعية، وفى بعض الأحيان الحديث إلى والدتى فى الهاتف وهى تدعو لى بالتوفيق.

■ وما هى قصائدك؟

- أحب تأدية بعض القصائد، مثل أنشودة طاهر القلب، وإنى ذاكر لله.

■ هل أصبحت المرأة قادرة على منافسة الرجال فى الإنشاد الدينى؟

- بالفعل، الإنشاد الدينى فى مصر لم يعد حكرًا على الرجال فقط، والذوق المصرى أصبحت لديه الرغبة فى سماع تلك الابتهالات بالصوت النسائى.

■ وكيف تقضين شهر رمضان المبارك؟

- شهر رمضان هو شهرى المبارك، شهر المغفرة والرحمات، وأعمل على ختم القرآن الكريم أكثر من مرة، بجانب الزيارات العائلية، وصلة الرحم، وأغلب الأوقات يكون هناك الكثير من الحفلات والأمسيات.