رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موكب المومياوات.. أول مرشد سياحي مكفوف بالمتحف المصري: الحفل أسطوري (صور)

أول مرشد سياحي مكفوف
أول مرشد سياحي مكفوف بالمتحف المصري

كل الجمال لا يرى بالعين، هناك بعض التفاصيل الدقيقة التي يرسمها الخيال فتصير أجمل مما تراه العيون، وأكثر إبهارًا، فالعرض الأسطوري لنقل المومياوات الملكية إلى متحف الحضارة لم تنقله عدسات القنوات التلفزيونية فقط، وإنما تناقلته الكلمات الساحرة إلى عقل المرشد السياحي أحمد نجيب.
حضر أول مرشد سياحي للمكفوفين العرض دون أن يراه بعينيه، وإنما استعان بصديقه المقرب ليصف له ما يحدث، فنسج عقله عرضًا آخر غير الذي رآه الجميع، وربمًا كان على نفس الدرجة من المهابة والإبداع.
يقول نجيب: "حضرت الحفل برفقة أحد أصدقائي ليصف لي كل ما يحدث خطوة بخطوة، وساعدتني الموسيقى الفرعونية العبقرية التي عزفها الأوركسترا على تخيل العرض كاملًا، وأجزم بأنه كان أسطوريًا يليق بمكانه الملوك والملكات، وبمكانة مصر كأول دولة في التاريخ".
جانب آخر من الحفل كان غير مرئ أو ملموس وهو قاعة المومياوات التي خلت من بعض التوابيت الملكية، التي كانت تمثل عنصر جذب للمصريين والسائحين من زائري المتحف، ولكن نجيب لم يراها أبدًا فارغة أو انتقصت من قيمتها شيئًا.
يؤكد المرشد السياحي: "سيظل المتحف المصري له قيمة كبيرة ومقصدا الله مهما لازم تكون لمصريين والأجانب، فهو لم يكن مقرًا للمومياوات وإنما يحتوي على التماثيل العملاقة، والكثير من الأدوات التي استخدمها المصري القديم خلال رحلته الكبرى لبناء الحضارة التي نفتخر بها اليوم.
نجيب هو أول مرشد سياحي مكفوف يعمل بالمتحف المصري، ويعتمد على دراسته وشغفه بالتاريخ منذ صغره ليشرح للمكفوفين وذوي الهمم كل كبيرة وصغيرة في أروقة المتحف، فيعرف كل مكان ويقرأ كل لوحة مكتوبة بطريقة برايل إلى جانب القطع التاريخية، وينقلها لمرافقيه من المكفوفين الراغبين في رؤية تاريخ بلادهم بقلوبهم قبل عيونهم.
ثمانية عشر عامًا قضاها نجيب بين جنبات المتحف المصري وهو المرشد المفضل لدى المبصرين والمكفوفين على حد سواء، فالطريقة التي يبرز بها تفاصيل كل قطعة تاريخية ملهمة، وتؤكد أنها رآها قبل ذلك رؤي العين وعاش مع الفراعنة حياة أخرى قبل أن يعمل في المكان الذي حلم بالتواجد فيه منذ صغره.