رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رانية خلاف: الكتابة الإيروتيكية غالبا ما تواجه بالرفض (صور)

جريدة الدستور

رانية خلاف كاتبة صحفية وروائية وشاعرة وفنانة وناقدة ومترجمة، اشتغلت في الصحافة كمحررة ومن ثم ناقدة بالفنون لمدة 17 عامًا إلى جانب الصحافة عملت بالترجمة، فترجمت 11 كتابًا منها الحفر للويس أشار، "مذكرات جارة وحيدة" لدرويس ليسنج، و"راحلة من إفريقيا" لكارين بلكسن" وغيرها في النقد الأدبي.

كتبت القصة عبر مجموعتها "جسد آخر وحيد "، والرواية "حكاية الحمار المخطط" والشعر "المرأة ذات الوزن المرح"، وإلى جانبهم كان الفن دوما حاضرا عن مشوارها في الفن والحياة كان جري هذا اللقاء لـ"الدستور".. إلى نص الحوار:



ماذا عن البدايات مع الصحافة والكتابة الإبداعية ؟

بدايتي مع القراءة جاء في وقت مبكر جدا من حياتي، وهذا يرجع لطبيعة بيتنا، فوالدى مهتم بالفنون ويرسم كهاو، كنت أرى لوحاته تشغل حيطان البيت.

إلى جانب أن والدي كان أول من أسس معهد الكهرباء بمدينة بنغازي في ليبيا، فاضطررنا إلى الإقامة ببنغازي حتى وصلت لمرحلة الثانوية العامة، كل هذا السنوات من بنغازي للقاهرة جعلت ذاكرتي تمتلأ بوجوه كثيرة، وصارت عالقة في ذهني طول الوقت.

تعود "خلاف" مرة أخرى لفترة الطفولة وتستعيد مدينة بنغازي في ذلك الوقت قائلة: "كانت تبدو لى شبه صامتة، كانت رحلاتنا مقتصرة على الجبل الأخضر، والذهاب للبحر، ولكن كان يكر هذا الصمت والهدوء حالة الاحتشاد والمهرجانات بإعلان مرور "القذافي"، تنزل الناس للشوارع في افتعال لحالة بهجة وفرح لا تمثلها تلك الوجوه، ذلك قد يكون أول من سرب لي الأحساس بسؤال الهوية والانتماء، هؤلاء الذين احتشدو الطرقات لايمثلوني، رغم الطيبة التي تسكنهم، هذا ما جعل من السؤال يكبر معي، ويصنع حالة الارتباك والقلق وجعل السؤال عالقا معي.

كانت عودتنا للقاهرة تشير لتحديد عالم جديد أخوضه، التحقت بكلية هندسة بسبب تحقيقي لدرجات عالية في الثانوية العامة، لم يستقربي الأمر طويلا بهندسة القاهرة، والتحقت من بكلية إعلام جامعة القاهرة ورغم رغبتي في دراسة الفنون الجميلة إلا أن الدرجات العالية كنت دافع لدخول الإعلام ودراسة الصحافة، ودراسة الفن جاءت عبر الورش الفنية التى تقيمها كلية الفنون الجميلة عبر أقسامها المختلفة.

وعبر تخرجي من الجامعة التحقت بالعمل بمجلة صباح الخير، وكان يرأس تحريرها في ذلك الوقت الكاتب مفيد فوزي، وأعطاني مساحة لرسم بعض اللوحات، تعرفت وقتها على عميد الكاريكاتير في مصر "رخا" وذلك قبل رحيله بعام واحد، والفنان "حسن حاكم"، كان للفنان رخا وحسن حاكم ومحمد عفت تأثيرهم الكبير على، إلا ان مشوارى في رسم الكاريكاتير ظل حبيس البدايات، وذلك لأنه كان علي أن أثبت نفسي كصحفية تكتب بالإنجليزية، والذي جعلني انشغل بالعديد من الكورسات المتعلقة باللغة الإنجليزية عن الفن.

تبدو الكتابة الإبداعية بدءا من الرواية والقصة وصولا إلى الشعر للمتابع لسيرتك أنها مشاريع لم تكتمل بعد.. ما تعليقك على ذلك؟

بدأت مشواري الإبداعي كقاصة، فكتبت القصة القصيرة "جسد آخر وحيد"، وما كتب عنها نقديا يشير إلى تدفق اللغة الشاعرية، ومن بعد كتبت رواية "حكايات الحمار المخطط"، وهى رواية أقرب إلى السيرة الذاتية أتحدث فيها عن حياتي حتى عمر ال40 وما كتب عنها يشير إلى ان اللغة الشاعرية. تاخذ مساحات كبيرة فيها.

وتتابع "خلاف": "من بعد وجدت أنني أكتب الشعر، أنجزت العديد من القصائد ليكون الديوان الأول لي تحت عنوان "خرائط اللذة"، والصادرعن دارآفاق للنشروالتوزيع، في هذا التوقيت 2014 لم أعرف معنى إيروتيك، الصدفة وحدها من جعلتنى أعرف المصطلح عبر الناشرة سوسن بشير والتي قرأت قصائدي، وقالت لي إننا أمام قصائد إيروتيكة. هنا أدركت أن لي خصوصية في طريقة كتابتي، لتصبح الكتابة الإيروتيكية مساروتيمة في كل أعمالي. ومن بعد جاء ديواني الثاني "المرأة ذات الوزن المرح" في نفس السياق.


هل تجاوزت فكرة الصدام مع القارئ خاصة وأنت تكتبين في مناطق تبدو للآخر ملغومة؟
بجرد الإشارة بأنني أكتب إيروتيك يواجه ذلك بحالة من الاستغراب، وهذا ما يجعلني دائما أحاول أن أوضح معنى الإيروتيك أكثر، والمساحات الواسعة للكتابة فيه وعنه، ففى ديوان "خرائط اللذة "، وديوان "المرأة ذات الوزن المرح " ستجد الإيروتيك ولكن ليس في معناه الفج في التعبير عن العلاقة والممارسة، يمكن أن تشهد إيروتيك عبر نبض الحياة نفسها وهو غير منغلق على العلاقة الجنسية.


وماذا عن نظرة العديد من المتابعين لك للكتابة الإيروتيكية باستغراب؟
قد تكون تلك النظرة جاءت نتيجة لأننا نعيش داخل مجتمعات مكبوتة، ومنغلقة وحتى منطق الاستمتاع بمعنى الجنس مرفوض، إلى جوار ذلك الخوف وصولا إلى السلطة الأبوية التي تمنع فكرة البوح وتدخل ذلك في ميراث العيب، مع ثقافتنا المرتبطة بفكرة التحريم والحجب.


ماذا عن الإيروتيك في لوحاتك الفنية؟
ما أقدمه من فن منشغل بالإيروتيك نتيجة إنشغالي بجسد المرأة، وعبر الفن بطرح العديد من التساؤلات والتي قد تبدو خاصة، فالتعبيرعنه في الرسم يبدو أسهل وأقرب، أما في الشعر والرواية فهو نتاج تجارب ذاتيه وشخصية، وكتب تحت إلحاح التجربة.

وهل يمكن أن توضحي لنا أسباب إنشغال أعمالك بفكرة التجاور بين الكائنات والجمادات؟
أن ثمة أفكار وقضايا كثيرة يتم طرحها عبر اللوحات وناتجة من تأثري الشخصي بها منها علاقتي بالقطط، والتي هى معادل عندي للأنثى، ولديهم تلك المشاعر التى نتشارك فيها منها المرح والخفة إلى جوار الخشونة في وقتها.
إلى جانب ذلك العديد من اللوحات التي تشير إلى فكرة الاتزان ومنها 3 لوحات تحت عنوان "عجلتي الزرقاء".