رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هجمات الأسيد (2): «قبل آخر صورة».. حكايات نار الوجع (فيديو)

هجمات الأسيد
هجمات الأسيد

عندما نلتقط صورة للذكرى، نختار الأفضل للاحتفاظ بها من بين العديد من الصور الأخرى، ولكن هناك أشخاص يتمنون الرجوع لقبل آخر صورة كانوا عليها، ولكن لا يستطيعون، ولا يتبق سوى صورة الألم في الأذهان، سمر وسناء حكاية لحالتين جمعهما الوجع، ولكن استطاعا أن يجدا نقطة أمل ولو صغيرة في هذا الوجع الكبير قبل التعرض للتشويه بمادة كيميائية أدت لحدوث دمور في وجههم.


"قبل آخر صورة" هو اسم لفيلم تسجيلي اختارته المخرجة آية الله يوسف، لرصد حكايتي سمر وسناء في رحلة علاج ناتجة عن التشوية بمادة كيميائية حارقة، سمر كان الجاني طليقها السابق أما سناء السبب في هذا الوجع كان بسبب ابن خالها ورغبته في تشويهها بسبب رفضها له.

و"الدستور" تواصل مع مخرجة الفيلم التسجيلي الذي لا يزال في مرحلة ما بعد الإنتاج، حيث تم البدء فيه منذ عام 2016 وتأمل آية خروجه للنور في نهاية العام الحالي، خاصة بعد حصوله على جائزة خلال فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما بتوزيع جوائز النسخة السابعة من ملتقى القاهرة السينمائي 2020.


قالت آية الله يوسف: عن طريق صديقة ليً تعرفت على الحالات "سمر وسناء" من محافظتي المنوفية وكفر الشيخ على الترتيب، أردتُ تدوين معاناتهما وأقوم بعرضها؛ رغبة في إنهاء هذا الأمر، ومحاولة لإنهاء استخدام "مياه النار" في تشوية الشخص وتدمير مستقبله.

وعن الفيلم أوضحت: أردتُ من خلال عرض قصتي سمر وسناء التأكيد على فكرة الأمل وأن الحياة مستمرة، ومن أهداف الفيلم تشريع قوانين لتغليظ العقوبة في حالة استخدام شخص الأسيد "حمض الكبريتيك" وبالمعنى الشعبي مياه النار، في تشوية شخص آخر وتدمير مستقبله، فسمر حتى الآن قامت بإجراء 27 عملية أما سناء أصابها الدهشة من عدم معرفتهما عدَ ما تعرضت له من عمليات.


تابعت: على الرغم من تعرض سمر وسناء لدمور كامل في الوجه إلا أنهما لا تزالان لديهما رغبة في العمل وكسب الرزق بل الزواج أيضا، فالفيلم تم تصويره ما بين محافظات القاهرة، كفر الشيخ، المنوفية وكذلك دبي حيث مكان العلاج ومدة الفيلم 80 دقيقة ولكن قابلة للتعديل في مرحلة المونتاج.


• فوتوسيشن.. إنذار ضد التنمر
استطاعت خبيرة التجميل حنان إبراهيم أن تلفت الأنظار لضحايا هجمات الأسيد من الأطفال من خلال تصوير فوتوسيشن شارك فيه أطفال أصحاء وقامت برسم خطوط من الألم على وجوههم وكأنهم تعرضوا لحرق نتيجة مادة كيميائية، وبالفعل كانت الصور قادرة على توصيل الفكرة، والمطالبة بعدم التنمر على هؤلاء الأشخاص، فليس هم من اختاروا هذا المصير.

وقالت خبيرة التجميل حنان إبراهيم لـ"الدستور": استعنت بخمسة أولاد أعمارهم ما بين (5- 15) عامًا، والمصور محمد عاطف، وقمتُ بإجراء ميك أب يُسمى بـ "الفانتازيا" وكنتُ مركزة على توصيل الفكرة ولكن دون مناظر مؤذية، وتأثر الأطفال بهذا الأمر بالتأكيد وتم إيصال الفكرة لهم بأن الطفل المُصاب بالحروق ليس مؤذي بل عليك مساعدته، وعدم التنمر عليه.

• حملة بدون ملامح: اوقفوا هجمات الأسيد
"اوقفوا هجمات الأسيد" شعار اتخذته حملة بدون ملامح التي تبنتها مستشفى أهل مصر للحروق، وصفحة سيدات مصر عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ضد الاعتداءات الجسدية التي تلصق آثارها الوحشية بالمرأة لتخلف تشوهات جسدية، واضطرابات نفسية، وأضرار اجتماعية، ومادية قد تدوم للأبد.

ونشرت الصفحة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "لا تقتصر هذه الجريمة على بقعة جغرافية معينة دون غيرها؛ بل تنتشر كظاهرة عنف ضد المرأة في كثير من دول العالم، وتختلف عقوبتها من دولة إلى أخرى، غير أنها لا تعَّرف في مصر على أساس كونها جريمة مستقلة بل تندرج تحت جرائم الضرب، والجرح، ولأن هجمات الأسيد هي واحدة من أكثر جرائم العنف ضد المرأة بشاعةً، وأكثر الجرائم المسكوت عنها حتى يومنا هذا، كان لابد بدورنا أن نسلط الضوء عليها".

ومن جانبها قالت رضوى حسني، منسقة الحملة، إن الهدف من حملة "بدون ملامح" هو لفت انتباه المسؤولين لضرورة تشريع القوانين لتغليظ العقوبات لمعاقبة مرتكبي هذه الجريمة عقوبات رادعة لحماية النساء من تلك الهجمات؛ وإطلاق مبادرات وإنشاء مؤسسات متخصصة لتقديم الدعم المادي والمعنوي والطبي للناجيات؛ ليسهل عليهن إعادة دمجهن من جديد دون خوف مسبق من عدم القبول، أو خوف ناتج عن فقدان الثقة بأنفسهن.

وكانت "الدستور" قد نشرت تحقيقا حول حالات هجمات الأسيد.