رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حاملة الشر».. أطباء يمنعون السيجارة الإلكترونية لمحاربة تفشي كورونا

السيجارة الإلكترونية
السيجارة الإلكترونية

مضى عام، والعالم يحاول الصمود أمام فيروس كورونا المستجد "كوفيد- 19 "،والذي غزا كل دول العالم تقريبًا عدا، والتي تحاول كل يوم تقليل أسباب الإصابة والعدوى، ليس فقط عن طريق التباعد الاجتماعي أو حظر التجوال لكن حتى على الأفعال الفردية التي قد تؤدي لإضعاف المناعة أو تضرر الجهاز التنفسي.

ويأتي على رأس هذه الفعال الفردية التدخين، وكان الظن في البداية أن التقليل من الشيشة ومنعها من المقاهي كافيًا، وذلك باعتبارها وسيلة تنتقل من شخص لأخر، لكن الأبحاث مؤخرًا طالت الشيشة الإلكترونية"vape " باعتبارها وسيلة تزيد من فرص الإصابة بفيروس كورونا وتضع مستخدمها في دائرة المخاطر حال انتقال العدوى إليه.

ويفسر الدكتور خالد زمزم، أستاذ الأمراض الصدرية بالأكاديمية العسكرية، ذلك بأنها تسبب تلفا سريعا للرئة لاسيما أنها أنها تحوي كميات هائلة من النيكوتين والتي تؤدي إلى تداعيات سلبية، خصوصًا على مستوى الجهاز المناعي والقلب والأوعية الدموية، موضحًا أن أثرها ليس فرديا كما يعتقد البعض فنفث البخار من السيجارة الإلكترونية "الفايب" يمكن أن يدفع آلاف الفيروسات نحو الناس في المنطقة المحيطة بمدخن هذا النوع من السجائر الإلكترونية، ومن هنا قد تطول العدوى المئات.

و حسب الإحصاءات المنشورة يمكن للقطرات المحملة بفيروس كورونا أن تنتقل أكثر من مترين في الجو، وهو الحد الأبعد لقواعد التباعد الاجتماعي.

- أطباء القلب: السيجارة الالكترونية تضاعف العدوى 5 مرات

وفي سياق متصل، أكد الدكتور جرجس نعيم، استشاري جراحة القلب، من خلال معالجته لعدد كبير من الحالات في مستشفى العجمي للعزل أن أكثر المصابين بفيروس كورونا المستجد كان الشباب المدخن للسجائر الإلكترونية، بمعدل خمس مرات أكثر من غيرهم، ولا يعني ذلك بالضرورة أن خطر العدوى أعلى لدى من يدخنون السجائر الإلكترونية، لكنه يبين أن من أصيب بفيروس كورونا وكان أيضًا مدخنًا للسجائر الإلكترونية تزيد احتمالية إصابته بأعراض المرض، مثل السعال، والحمى، والإرهاق، وصعوبة التنفس، بمعدل 5 مرات أعلى من غير المدخنين.

وكذلك هم مصدر كبير لعدوى مخالطيهم، لذا دعا "نعيم " لعدم استخدام أجهزتهم أثناء التواجد في طوابير الانتظار، أو في محطات الحافلات أو غيرها من الأماكن التي يتعرض فيها الأشخاص لخطر مواجهة "سحابة دخان الفايب" والتي قد تكون حاملة للفيروس".

وأكدت منظمة الصحة العالمية على ما سبق، فحسب تقارير نشرتها كشفت أن مدخني السجائر الإلكترونية، المصابين بفيروس كورونا يزيدون من احتمال انتشار مرض "كوفيد-19" بنسبة تصل إلى 17%، لأنهم ينفثون الفيروسات عند نفث الدخان.

من جهته عقب الدكتور أمجد الحداد، استشاري المناعة والحساسية، قائلًا أن الاعتقاد السائد بين المراهقين والشباب بأنهم اقل عرضة للإصابة، لضعف أعداد المصابين منهم خلال الموجتين الاولى والثانية، مما طمأنهم وجعلهم يتمادوا في العادات الخاطئة على عكس الكبار مثل التدخين للسجائر الإلكترونية ما وضعهم في خانة المرضى الأخطر.

- مصطفى: تسببت في إصابة 4 من زملائي بكورونا

كان من بين من وقع في هذا الفخ، مصطفى فرج، صاحب الثلاثة والعشرين عام، وال1ي قال إنه أصيب مؤخرًا بفيروس كورونا عند تواجده في تجمع على أحد المقاهي، وبعد يومين شعر بأعراض شائعة عن الفيروس من سعال وضيق تنفس، وبعد تدهور حالته وقيامه بعمل مسحة تبين انه أصيب به، لكنه أخبر من خالطهم وبعد مضي عدة أيام اتضح إصابة زملائه بالفيروس أيضًا نتيجة انتقاله لهم من دخال "الفايب".

وأشار إلى أنه لم يكن يعلم مسبقًا، أن خطر الدخان يصل لهذا الحد، فقد شرع في استخدام السيجارة الإلكترونية منذ نحو عام ظنًا انها أقل خطورة من التدخين العادي لكن مع الوقت أدمنها، ولم يوقفها كإجراء احترازي من الوباء، لكنه سيستغل فترة التعافي من كورونا، كوسيلة تخليص جسمه من سموم النيكوتين والإقلاع عن كل أنواع التدخين.