رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» داخل أول مخبز للأطفال مرضى التمثيل الغذائي بالمستشفى الجامعي بالشرقية (فيديو)

 مخبز للأطفال مرضى
مخبز للأطفال مرضى التمثيل

شهدت محافظة الشرقية، افتتاح أول مخبز يوفر مخبوزات وأطعمة مخصصة للأطفال مرضى خلل التمثيل الغذائي، أو المصابين بأمراض أخرى وحساسية وتحتاج نوعيات خالية من الجلوتين، لتقديم التغذية العلاجية للأطفال المرضى.

ومن داخل المخبز، التقت "الدستور" بالدكتورة وسام عبد المنعم مختار، مدير مستشفى الأطفال الجامعي، والمشرف العام على المخبز، للتعرف على الخدمات المقدمة للمرضى، ونوع الرضى ممن تشملهم الخدمة.

استهلت الدكتورة وسام حديثها، أن تخصصها في أمراض التمثيل الغذائي للأطفال، ورؤيتها قطاع كبير من الأطفال المهمشين والمحرومين كان دافعا لها لإنشاء أول وحدة للتمثيل الغذائي، وقد نجحت في إنشائها عام 2016، كأول وحدة تخدم هذا النوع من الأطفال، الذى يشقى كثيرا في الحصول على الخدمات، لاسيما الطعام، حيث يعتمد علاج هذا النوع من الأطفال بدرجة كبيرة على التغذية المناسبة، وخلال تقديم الوحدة لخدماتها تبين أن الأطفال وذويهم يتكبدون معاناة كبيرة جدا، للحصول على توفير الغذاء المناسب لهم، لاسيما أن الأطفال من مرضى التمثيل الغذائي محرومون تماما من تناول الخبز والمخبوزات، إلى جانب أنواع محرومون من تناول اللحوم والدجاج ومشتقاتهم طوال الحياة، فأقدمت مدير مستشفى الأطفال على اقتراح توفير مكان لتقديم التغذية المناسبة للأطفال المرضى، وهو ما عاونها عليه الدكتور عثمان شعلان، رئيس جامعة الزقازيق، والدكتور وليد ندا، مدير مستشفى الزقازيق الجامعي.

وأضافت، أنه قد تم توفير مكان وتجهيزه في خلال أشهر، وتم توفير الأفران، والتعاقد مع شركات لتوفير المنتجات اللازمة لتقديم هذا الغذاء للأطفال، ليتم افتتاح أكبر مخبز للأطفال من مرضى التمثيل الغذائي ومرضى السكر ومرضى الحساسية المتعددة.

وأكدت الدكتورة وسام عبد المنعم، أن هذا المخبز يعد الأكبر في مصر، بعد مكان آخر جامعي بمحافظة القاهرة، ولكن ليس بهذا الحجم وليس بهذه الجودة، لافتة إلى أن المخبز يقدم كافة أشكال المخبوزات التي يشتهيها الأطفال ويحلمون بها، مع مراعاة كل طفل مريض واحتياجاته التي تختلف عن غيره.

ويقدم المخبز الخبز بأنواعه والكيك والباتيه والكرواسون والبيتزا والحلوى الشرقية والجاتوه والبسكويت والسابليه والكوكيز، مع مراعاة الحساسية ضد الألبان والدقيق ومادة الجلوتين، ويخدم محافظة الشرقية ومحافظات عديدة، ويتم أخذ رأى الأطفال واستطلاع وجهات نظرهم في الأطعمة المقدمة، والأخذ باقتراحاتهم وما يشتهون.

وعن الأطفال الذين تشملهم خدمات المخبز، قالت الدكتورة وسام عبد المنعم، إن المخبز يقدم الأطعمة لأطفال مرضى التمثيل الغذائي، وهو مرض وراثي يجعل الطفل مصاب بخلل في الاستفادة من الأطعمة، حتى أن الطعام قد يتحول لمواد ضارة، قد تؤدى لإصابة الطفل بتشنجات وأعراض وخيمة، كما يخدم مرضى حساسية الجيلوتين، والذى يعانى أطفال المصابين به من آلام شديدة وقلة نمو وفقدان في الوزن، قد تؤدى للوفاة.

كما يخدم المرضى المصابين بالحساسية المتعددة، وهو أسوأ الأنواع، حيث يعانى الطفل من الحساسية لأكثر من مكون غذائي، ويخدم أيضا المخبز الأطفال من مرضى السكر، والأطفال أصحاب الحميات الكيتونية، ممن يصابون بالتشنجات والآلام حين تناول الطعام.

وتابعت، أنه إلى جانب تقديم هذه الخدمات الغذائية للأطفال، يتم متابعة حالة كل طفل بتفاصيلها، وتخصيص ملف وكارت متابعة لكل طفل، حتى يتسنى تقديم الخدمات بشكل يفيد الطفل، ولا يتسبب له في ضرر.

وعن أسعار هذه المخبوزات، قالت مدير مستشفى الأطفال أن السعر مدعم ومخفض تماما، إلى جانب حصص شهرية مجانية للأطفال، لافتة إلى أن في بعض الأماكن الخاصة وغير المتوافرة بالشرقية يصل سعر الرغيف الواحد لـ5 جنيهات ويزيد.

وجبرا لخواطر الأطفال المحرومون من تناول اللحوم والطيور طول الحياة، قالت الدكتورة وسام عبد المنعم، إنه قد تم ابتكار طرق لتقديم حيل في الطعام، تجعل الطفل يتوهم أنه يتناول اللحوم، مشيرة إلى أنه يتم تقديم سندوتشات مشروم بطرق معينة توحى للطفل بأنه يتناول شاورما، إلى جانب تقديم بعض المواد ومكسبات الطعام واللون، تجعله يظن أنه يتناول دبابيس الدجاج أو الكفتة، كما يتم الاستعانة ببدائل الألبان والجبن في تقديم أنواع البيتزا، حتى لا يشعر الطفل أنه محروم أو منبوذ عن باقي الأطفال في تناول الأطعمة التي يحبها.

ومن المقرر أن يتم خلال الأيام المقبلة وضع شريحة أسعار ولائحة للتعامل في المخبز، تمهيدا لفتح منافذ البيه بشكل يومي ومستمر يخدم جميع المرضى.