رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاتحاد العربي لحقوق الإنسان يرفض استنتاجات جريمة قتل «خاشقجي»

المستشار عيسى العربي
المستشار عيسى العربي

أعرب الاتحاد العربي لحقوق الإنسان، عن رفضه التام لتقرير "الاستنتاجات الافتراضية" المتعلقة بجريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، مؤكدًا أن هذه التقارير الافتراضية التي تبنى لغايات الاستهداف والابتزاز السياسي مرفوضة في ظل تطور الفكر السياسي العربي، والارتقاء به نحو إدارة عربية شاملة تحقق تطلعات الدول والشعوب العربية، والتي تمثل المملكة العربية السعودية أحد أهم الفاعلين فيها.

وأوضح أن هذه التقارير تنجزها أجهزة المخابرات الدولية على النحو الذي يسهم في تحقيق غاياتها ومقاصدها السياسية، والاعتماد عليها كآليات مسيئة لممارسة الضغوط على الدول، أو الإساءة إليها ولدورها الكبير في تعزيز جهود الأمة العربية وتحقيق تطلعات شعوبها في الارتقاء بدولها للعالمية، والإسهام في رسم السياسات الدولية في عالم تسوده العدالة المطلقة، بعيدًا عن هيمنة الدول الكبرى وسياساتها الاستبدادية.

وفي هذا الشأن عبر المستشار عيسى العربي رئيس الاتحاد العربي لحقوق الإنسان، عن تأييد الاتحاد العربي لحقوق الإنسان ممثلًا "لأكبر تحالف حقوقي عربي" وبجميع اعضاءه لبيان وزارة الخارجية السعودية، مؤكدًا احترامه وتقديره للآليات الوطنية المعنية بتحقيق العدالة بالسعودية، وما ولما بذلته الاجهزة العدلية والقضائية السعودية من إجراءات لتحقيق العدالة والمساءلة المتعلقة بجريمة القتل التي تعرض لها المواطن السعودي جمال خاشقجي، والتي انتهت الى صدور الأحكام القضائية الباتة والنهائية، وما انتهت إليه القضية من من إجراءات التقاضي التي حظيت بموافقة أسرة القتيل ومحاميهم، وأكدت الأحكام الصادرة بحق جميع المدانين تحقيق العدالة المرضية لهم، والرادعة عن ارتكاب مثل تلك الجرائم مستقبلا في ضوء ما اتخذته السعودية من إجراءات ضابطة لعمل مختلف الاجهزة الحكومية، حيال تلك الجريمة النكراء التي مثلت انتهاكًا صارخًا لقوانين وتشريعات المملكة، ولقيمها ومبادئها الإسلامية والعربية السامية.

وأشار رئيس الاتحاد العربي لحقوق الإنسان في هذا الصدد، إلى رفض الاتحاد العربي لحقوق الإنسان التام "لتقرير الاستنتاجات الافتراضية" التي أعدته أجهزة المخابرات الأمريكية وقامت بنشره والافصاح عنه لغايات خبيثة تستهدف امن وسلامة وسيادة المملكة العربية السعودية، وهو التقرير الذي أعد في أعقاب ارتكاب جريمة القتل، وصنفته الإدارة الامريكية السابقة على أنه منخفض المصداقية ولا يعتمد على أدلة تعززت مصداقيته، وهو الانقلاب الذي يفقد هذا التقرير وغيره من التقارير الاستنتاجية الافتراضية التي عانت الامة العربية بسببها الكثير من الويلات والآلام والمآسي، مذكرا في هذا المجال بالتقارير التي تم نشرها بشأن برنامج الأسلحة النووية العراقية، وما قامت به الإدارة الديمقراطية السابقة من تحريض للشعوب وإشاعة للفوضى والتخريب والتدمير بمسميات وبواعث "الربيع العربي"، والتي انتهت بالكثير من الدول العربية إلى حروب وصراعات مسلحة، وتدمير لمقدرات وموارد وتنمية الدول والشعوب العربية، والتي تحققت طوال قرون من العمل العربي المؤسسي المشترك لتعزيز نهضة وحضارة الأمة العربية.

كما صرح المستشار العربي بأنه على الإدارة الأمريكية أن تدرك حجم ومستوى التطور بالفكر السياسي العربي المعاصر، والوعي الذي صاحب تطور البناء المعرفي لدى الشعوب العربية، في ظل معاناتهم الطويلة من سياسات الدول الكبرى وأجنداتها، حيث يأتي نشر هذا التقرير "فاقد القيمة والمصداقية" في هذا الوقت، بهدف مدارة الفشل الذي واجهته الإدارة الأمريكية الجديدة في التعاطي مع ايران، وتعرضها للانتقادات الداخلية والدولية بسبب عجزها عن مواجهة الغطرسة الايرانية بالمنطقة، وفشل سياساتها في احتواء ممارسات إيران وأذرعها الارهابية في كلا من لبنان والعراق وسوريا واليمن، وفشل سياساتها في تحقيق الأمن والسلام بأفغانستان في ظل فشل المصالحة التي قادتها مع جماعة طالبان الارهابية بعيدًا عن السلطة الشرعية، إضافة الى فشل سياساتها الداخلية في إدانة الرئيس الامريكي السابق، وبالطبع عجزها عن معالجة التحديات الصحية والاقتصادية التي تواجهها العديد من الولايات الامريكية، في ظل عجزها عن التغلب على تبعات وآثار تفشي جائحة كوفيد 19 والتي ألقت بآثارها الكارثية على القطاعات الصحية والاقتصادية والتنمية، وتسبب في الكثير من المشكلات المتعلقة بالبطالة والفقر والسكن والإفلاس، والتي سوف تتعاظم في ظل تفشي السلالات الجديدة والمتحورة من فيروس كورونا بالعديد من الولايات الامريكية، وهو ما يبرر نشر هذا التقرير في هذا الوقت تحديدًا.

واختتم الاتحاد العربي لحقوق الإنسان بيانه بالتأكيد على أهمية العمل المشترك بين مختلف دول العالم بما يحقق الأمن والسلام والتنمية بالعالم، بعيدًا عن استراتيجيات الهيمنة والاستهداف التي تمارسها الدول الكبرى، والتي عمقت من معاناة الشعوب واشاعة الحروب والصراعات والفوضى بالكثير من دول العالم، داعيًا الإدارة الامريكية الى تركيز جهودها على العمل الإيجابي الدولي الذي يسهم في تعزيز الجهود الدولية المعنية بتخفيف المعاناة الإنسانية التي تواجهها الكثير من شعوب العالم في مواجهة جائحة كوفيد 19، لاسيما المواطنين الأمريكيين الذي يعانون من ابشع صور التمييز العنصري، في ظل استمرارية الممارسات المؤسساتية المنهجية التي تكرست بالعديد من أجهزة السلطة ويدفع الكثير من المواطنين والمقيمين ثمنها الباهظ من أرواحهم ومعاناتهم، مؤكدًا أن "حياة السود مهمة" ايضًا للكثير من دول وشعوب العالم.