رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دور الأسرة.. كيف تكون الداعم الأساسي في التعافي من الإدمان؟

الإدمان
الإدمان

أعدت الدولة خطتها المحكمة للقضاء على الإدمان ودعم المتعافين خلال رحلة تعافيهم من خلال صندوق مكافحة الإدمان والتعاطي، ووضع قواعد أساسية للأسرة حتى لا تكون هي البداية أو الشعلة التي توجه أفرادها إلى الإدمان.

وكان آخر مجهودات وزارة التضامن الاجتماعي إطلاق البرنامج التدريبي السادس للتوعية الأسرية للمتعافين من تعاطي المخدرات والمقبلين على الزواج ضمن مشروع "مودة" الذى تنفذه الوزارة للحفاظ على كيان الأسرة المصرية.

وفي تصريح لعمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، قال إن التعافي من الإدمان يبدأ بتدعيم الاستقرار الأسري للمتعافي وتهيئة بيئة أسرية داعمة لرحلة الدمج المجتمعي برحلة الدعم النفسي والتأهيلي له ولذويه، ويستمر بالتمكين الاقتصادي المتمثل في التدريب المهني وتدعيم المشروعات الصغيرة للمتعافين.

أحمد وكريم يتعافان من الإدمان لتعويض أسرتهما
منذ 5 سنوات تقريبًا عرف الإدمان طريق أحمد وأخيه كريم، الولدين الوحيدين لذويهما إلى جانب أختهم الصغيرة، "رجالة أبويا وسنده في الدنيا غايبين عن الدنيا وهو كان بيعافر لوحده عشان يربينا واحنا خذلناه" كانت هذه كلمات أحمد شريف، الشاب العشريني، الذي استحوذ الإدمان عليه إلى أن قرر وضع حد نهائي له.

وقال أحمد: "كنت بشرب جميع أنواع المخدرات، مفيش حاجة بنجح فيها لا شغل ولا خطوبة، كنت أفشل في أي حاجة ومعنديش ثقة بنفسي، ولكن جاءت رؤيتي لأسرتي وحزنهم وبكاءهم المستمر وخوفهم عليّ أنا وأخي ومحاولاتهم العديدة لعلاجنا".

وأضاف أحمد أنه رغم ظروف أسرته المتوسطة عندما قررت أن أتعالج مع أخي أكد لي والدي أنه سيبدأ كل ما بوسعه لتحقيق رغبتنا التي لطالما سعى لها، ويوفر لنا كل ما نحتاجه لدخول مراكز التأهيل لتلقي العلاج المناسب، وبالفعل تمكنا من تحقيق نتائج جيدة واستجبنا للعلاج، وكل ما أرغب فيه هو تعويض أسرتي عن كل ما عانوه بسببي".

التزام الأسرة بالبرنامج العلاجي للمتعافين
قالت الدكتورة بسمة سليم، استشاري علم النفس، إن الأسرة هي البداية والأساس في كل شيء سواء كانت السبب في إدمان فرد منها أو تلقيه للعلاج ودعمه خلال رحلة العلاج، فبداية التأهيل النفسي يجب أن تبدأ بالأسرة لضمان استمرار العلاج للمتعافين وعدم انتكاسهم مرة أخرى.

وأوضحت «سليم» دور الأسرة في الدعم خلال رحلة التعافي حتى يتم معالجتهم من الاضطرابات الشخصية الناتجة عن الإدمان، فمن الممكن أن يكون هناك عدوانية تجاه المجتمع أو الأسرة تسبب له انتكاسة، أو نجد متعافى لديه شخصية وسواسية تجاه أي شخص، أو آخر لديه شخصية انطوائية وتوقف عن التعامل مع الناس والمجتمع.

وأكدت أنه ينبغى على الأسرة أن تلتزم بالبرنامج العلاجي الذي يضعه المعالج؛ لضمان التعافي بالشكل الأمثل ليس من الإدمان فقط وإنما من الاضطرابات النفسية الشخصية، فهذا البرنامج العلاجي يضمن عملية الدمج مرة أخرى للمتعافي في المجتمع والأسرة، وتأهيل الأسرة للتعامل مع كل هذه الاضطرابات الشخصية الناجمة عن الإدمان.

وتابعت: المرحلة الثانية من التأهيل للمتعافين من الإدمان بتوفير الوظيفة المناسبة لهم، وتنظيم الوقت فيما بين العمل وممارسة الرياضة التي تكون ضمن البرنامج التأهيلي، بحيث يكون وقته مشغولًا بكل الأنشطة التي لا تتيح له أي فرصة أو ثغرة للعودة إلى الإدمان مرة أخرى.

كل مؤسسات الدولة يقع عليها الدور في تأهيل المتعافين
وقالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، إن عملية دمج المتعافين تأتي من المجتمع أولًا بتأهيله للاستقبال والتعامل مع المتعافى دون نبذ أو نظرات توحي بأنه منبوذ أو به علة ما، فهذه بداية وأساس التعافي، ولا يتوقف الأمر فقط على العلاج الفردي بل تشترك الدولة والمؤسسات التوعوية في ذلك، وكذلك الإعلام له دور في هذه التوعية.

وأوضحت أن توجيه المتعافين للعمل في الوظائف المختلفة من العوامل المهمة التي تعينهم في رحلة تعافيهم ودمجهم في المجتمع، وخاصة توجيههم في ممارسة الحرف اليدوية والتي ستساعدهم لكسب لقمة عيشهم، وشغل أوقاتهم بما لا يسمح بوقت الفراغ يجعلهم يعودون إلى طريق الإدمان من جديد، وستجعل منه مبتكرًا وتحفزه على الفن اليدوي الذي يحتاج إلى مهارة يدوية وعقلية.

وأكدت أن القضاء على أي ظاهرة نفسية مجتمعية تتم من خلال عمل ملف شامل توعوي يبدأ من المدارس بالتوعية بخطر الإدمان، وأيضًا الجامعات، وأهم دور يقع على الإعلام الذي يدخل كل بيت؛ للتوعية بخطر الإدمان على الأسرة والمجتمع.