رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نور: لم أخش تأثيرات الجن والشعوذة فى «جمال الحريم» (حوار)

نور
نور



بريق خاص تحظى به الفنانة اللبنانية نور.. فمن يراها على الشاشة لا يشعر بأنه يشاهد «مشخصاتية»، إنما إنسانة حقيقية تؤدى بروحها ووجدانها، فيتفاعل مع كلامها وحركاتها ونظراتها، لذلك يمكن أن نعتبر «نور» طاقة فنية نادرة، ما يجعل ظهورها فى الأعمال الدرامية حدثًا يستحق الوقوف أمامه، خاصة مع تألقها الأخير فى مسلسل «جمال الحريم» الذى يُعرض حاليًا.
وتحدثت «نور»، فى حوار مختلف مع «الدستور»، عن أسرار الدور الجديد عليها والمثير للجدل، الذى تجسده فى «جمال الحريم»، الذى يتمحور حول أعمال الدجل والشعوذة، كما تطرقت إلى الرسائل الخفية التى يطرحها العمل للمجتمع.
وكشفت الفنانة عن الأسباب الحقيقية لابتعادها عن السينما خلال الفترة الأخيرة، وكذلك الدراما اللبنانية، ورؤيتها للمنافسة فى السوق الدرامية خلال الفترة الحالية، وتصورها عن فكرة الأعمال الرمضانية وغيرها التى تُعرض فى المواسم الأخرى، وغيرها من التفاصيل.
■ بداية.. ما الذى دفعك للمشاركة فى مسلسل «جمال الحريم»؟
- رشحتنى شركة «سينرجى» والمخرجة منال الصيفى، والعمل ككل متميز، والشخصية التى أقدمها تعتبر إضافة لرصيدى الفنى، خاصة أن الدور جديد ولم يسبق لى تقديم هذا النمط من قبل، وتعاونى مع مخرجة بحجم منال الصيفى شجعنى على قبول العمل، لأنها تملك أسلوبًا إخراجيًا مميزًا وتستطيع تحفيز الممثل ليقدم أفضل ما لديه ويظهر بشكل مختلف أمام الجمهور، فهى بارعة فى توجيه الممثلين، وأتمنى أن يجمعنا عمل جديد.
■ كيف استعددت لتجسيد الشخصية؟
- الشخصية التى أقدمها فى المسلسل مأخوذة عن قصص حقيقية من حكايات الدجل والشعوذة، وتطلبت منى الخضوع لجلسات تحضير طويلة وصعبة ومعايشة للشخصية حتى أتمكن من إتقانها، خاصة أن الدور يعتمد بشكل كبير على التمثيل والانفعالات، وهو ما أرهقنى نفسيًا وبدنيًا وذهنيًا، خاصة أنه كان يحتاج لتركيز عالٍ ليكون كل مشهد حقيقيًا ويصدقه الجمهور، لأن الدور يندرج تحت الأدوار المركبة والصعبة وفيه تناقضات كبيرة، وهو ما استفز قدراتى التمثيلية.
■ ألم تخافى من الأفكار المتعلقة بالجن والعفاريت؟
- أعتقد أن هذه الأمور تؤرق أى إنسان، لأنها من الأمور الغيبية التى نحاول تجاهلها حتى لا تؤرق حياتنا، وهى عالم مزعج، وأعتبره عالمًا غير موجود، وأنا لم أكن أهتم بهذه الأمور ولا أعتقد فيها لإيمانى الشديد بالله، «واللى معاه ربنا هيحتاج إيه تانى!»، ولم يكن لدى أى فضول لمعرفة هذا العالم أو القراءة عنه قبل ارتباطى بالمسلسل، ولكن بعد قبولى الدور الذى وجدته مختلفًا، تعمقت بشكل كبير فى التفاصيل الخاصة بعالم الجن، لأن الدور كان بالنسبة لى تحديًا، لأن العمل مأخوذ من قصص حقيقية، فكان لا بد أن أحاكى هذا العالم لإتقان الدور، فأنا ممثلة أحب تقديم الأدوار المختلفة التى لا تشبهنى أو تشبه شخصيات قدمتها من قبل.
■ هل «جمال الحريم» عمل نسائى؟
- أعتقد أن مصطلح التجربة النسائية أطلقه البعض، لأن العمل يضم أكثر من بطلة، وأعتقد أن ذلك جاء بمحض الصدفة، ولم يكن مقصودًا، وعندما عرض علىّ العمل لم أنظر له كتجربة نسائية، فهو بطولة جماعية تضم الرجال والنساء، هو عمل اجتماعى شعبى مأخوذ عن موروثات شعبية.
■ ما العلاقة بين اسم العمل ومضمونه؟
- اخترنا اسم المسلسل وفقًا لطقس خاص بالجن والشعوذة يعرف باسم «جمال الحريم»، ووجدنا أنه الأنسب لعنوان العمل، لأنه سيترتب عليه العديد من الأحداث فى الحلقات التالية.
■ هل أثرت عليك المشاهد المرعبة التى جسدتها خلال الأحداث؟
- كثيرًا جدًا، والتعايش مع الشخصية وإتقان المشاهد خاصة التى يظهر فيها الجن أرهقنى بشكل كبير للغاية، وحاولت مرارًا وتكرارًا أن أفصل من أجواء تقمص الشخصية، ولكن مشاهد الصراخ والخوف أثرت علىّ بشكل مباشر، فأصبحت عصبية جدًا ولأتفه الأسباب، كما أصابنى أحد المشاهد داخل المسلسل بالتهاب فى الأحبال الصوتية واضطررت للحصول على إجازة.
■ ماذا عن كواليس التصوير فى ظل أزمة «كورونا»؟
- الكواليس كانت تتسم بالحب والتعاون والتفاهم بين صنّاع العمل ككل من أبطال ومخرجة ومؤلفة حتى العمال خلف الكواليس كانوا متعايشين مع العمل، فالمسلسل بُذل فيه مجهود ضخم إنتاجيًا وفنيًا ويمثل خطوة مهمة لكل من شارك فيه وصنعنا ذكريات لا تُنسى.
وفيما يتعلق بـ«كورونا» التزم الجميع بالإجراءات الوقائية اللازمة لمنع انتقال العدوى، وحرصت الشركة المنتجة على تعقيم وتطهير «اللوكيشن» أولًا بأول، حرصًا على صحة فريق العمل، والحمد لله مرت هذه الأيام الصعبة دون أى مشكلات.
■ ما الرسالة التى يريد العمل أن تصل للجمهور؟
- ببساطة شديدة، هى أن هناك علمًا وطبًا نفسيًا لا بد أن نلجأ إليهما بدلًا من اللجوء للدجل والشعوذة.
■ ماذا عن ردود أفعال الجمهور على العمل؟
- رغم تخوفى فى البداية من العمل، فقد وجدت أن جميع ردود الأفعال إيجابية، وظهر ذلك جليًا فى حجم التفاعل الذى حققته الحلقات الأولى على «السوشيال ميديا»، وإشادة الجمهور بالمسلسل وأحداثه وأداء الممثلين، وظهر ذلك خلال التعليقات على مختلف الصفحات الإلكترونية، وأرى أن «التيمة» الرئيسية والمختلفة للمسلسل أسهمت فى ذلك، والحمد لله الجمهور متفاعل بشكل كبير مع العمل ويتابع الأحداث ولديه فضول لمعرفة مصير الشخصيات وتطورها، خاصة «صفية» و«نور» وهو ما أعتبره نجاحًا منفصلًا لى شخصيًا، وأعد الجمهور بمفاجآت وأحداث مثيرة فى الحلقات التالية.
■ بم تصفين تجربة العمل مع خالد سليم للمرة الثانية؟
- خالد سليم فنان موهوب ومتمكن من أدواته ومتميز فى أدائه التمثيلى، وكنت سعيدة بترشيحه ومشاركته فى المسلسل، لأنى أعرف أسلوبه التمثيلى وبيننا كيمياء مشتركة، فهذا أول عمل يجمعنا على مستوى الدراما.
■ كيف تقيمين تجربة الرعب على الرغم من تقديمها فى أكثر من عمل؟
- تقديم تجارب الرعب فى الفترة الماضية شىء يحسب لشركات الإنتاج، ولا بد من المغامرة، وتقديم أكثر من عمل، حتى نصل لعمل متقن، لأن أى تجربة تُقدم تفيد التجربة التى تليها لتقديم الأفضل وتلافى الانتقادات وأوجه القصور فى أى تجربة، وطالما هناك حماس من جميع الصنّاع، لماذا لا نقدم العديد من التجارب؟ وهذا ينطبق على الأكشن الذى تطور كثيرًا فى مصر والمنطقة العربية.
■ هل تقديم أعمال مطولة على الشاشة أصبح مرهقًا لصنّاع الدراما؟ وكيف ترين ظاهرة مسلسلات المنصات؟
- نمط أعمال ٤٥ حلقة والـ٦٠ حلقة أصبح مرهقًا، لأنه يستغرق وقتًا طويلًا فى التصوير والتنقل بين أكثر من لوكيشن، لكن نجاح هذه الأعمال الدرامية فى الفترة الأخيرة وتعلق الجمهور بها كانا دافعًا للمنتجين لاستمرارها.
ولكن على العكس ظهرت موضة أخرى لمسلسلات الـ١٠ حلقات والـ٨ حلقات، التى تقدم عبر المنصات الإلكترونية.
وهى تجارب جيدة أيضًا تفيد الصناعة بشكل كبير، ولكنها لن تكون بديلًا للسينما أو التليفزيون، فكل منهما له بريقه، والمنصات تجعلك تشاهد أى عمل تحبه فى أى وقت.
■ تخوضين تجربة المنصات من خلال مسلسل «عمر الناجى».. حدثينا عن هذه التجربة؟
- بالفعل تعاقدت مع شركة «سينرجى» ومنصة «Watch it» لتقديم مسلسل «عمر الناجى» الذى يؤدى بطولته أمير كرارة ويخرجه بيتر ميمى، وصورت عددًا من مشاهده، ولكنه توقف وتم تأجيله إلى ما بعد رمضان لانشغال أبطاله بأعمالهم الرمضانية المختلفة، وشخصيتى فيه مختلفة تمامًا، ولكن لن أستطيع البوح بأى تفاصيل عنها لأنها ستكون مفاجأة للجمهور.
■ ماذا عن تعاونك للمرة الثانية مع ياسر جلال فى «ضل راجل» الذى سيُقدم رمضان المقبل؟
- سعيدة بهذا التعاون المثمر، خاصة أن ياسر جلال من الشخصيات «الجدعة» والوقوف أمامه إضافة لأى ممثل، فهو موهوب جدًا ويختار الموضوعات الجيدة وعندما عُرضت علىّ المشاركة فى المسلسل لم أتردد لحظة واحدة فى قبول الدور، واسم «ياسر» يدفع للمشاركة فى أى عمل يقدمه، وأحب أن أكرر تعاونى معه مرات ومرات، وأجسد خلال المسلسل، للمرة الأولى، دور طبيبة تتعرض للكثير من المواقف الصعبة.
■ كيف ترين المنافسة بين النجوم فى السباق الرمضانى؟
- منافسة شريفة طبعًا، وكل فنان يتمنى أن يقدم أفضل ما لديه للجمهور العاشق للدراما وموضوعاتها، وكلما كان العمل قريبًا من الجمهور ويقدم أحداثًا واقعية زاد تعلق الناس به، ورغم تكدس الأعمال الرمضانية، فقد يفرض العمل الجيد نفسه دائمًا.
■ هل تحرصين على الوجود فى الموسم الرمضانى؟
- لم يعد الأمر يحسب بهذه الطريقة، طبعًا الموسم الرمضانى له نكهته الخاصة ونسبة المشاهدة فيه تكون مرتفعة جدًا، ولكن هذا ليس شرطًا للنجاح، فأحيانًا يحقق العمل نجاحًا يفوق ما كان سيحققه فى رمضان، خاصة مع خلق مواسم جديدة للدراما فى الفترة الأخيرة بعيدة عن الشهر الكريم، وجودة العمل هى الأساس، وبالنسبة لى لا أهتم بتوقيت عرض المسلسل، ولكن أهتم بجودة السيناريو والشخصية التى أقدمها وقدرته على جذب الجمهور.
■ هل أخذتك الدراما من السينما؟
- إطلاقًا.. لكن لم أجد العمل القوى الذى يعيدنى إلى شاشة السينما، ولست فى عجلة للعودة للسينما، فأنا أنتظر العمل الجيد الذى يليق بى والجمهور، والسينما هى حبى الأول وكانت بداياتى من خلالها، وأنا أفتقدها بصورة كبيرة.
■ لماذا لا نراكِ فى أعمال فنية لبنانية؟
- أتمنى بالتأكيد العودة لتقديم عمل فى لبنان الذى اشتقت له كثيرًا، واشتقت لأن أمثل باللهجة اللبنانية، ومنذ فترة لم أقدم عملًا بلهجة بلدى، وأصبحت أتقن اللهجة المصرية، وأتشوق لعمل لبنانى، حتى أرى كيف سأعود إلى لهجة بلدى، كما أن مواعيد تصوير الأعمال اللبنانية التى تعرض علىّ تتعارض مع الأعمال التى أقدمها فى مصر، وأحيانًا أوافق على المشاركة فى عمل لبنانى وأبدأ تصويره لكن تحدث مشكلات إنتاجية أو ظروف سياسية تعوق استكماله، وأنا فى الفترة الأخيرة تلقيت أكثر من عرض، وكان هناك عمل شرعنا فى تصويره، لكن توقف لظروف إنتاجية كما أن ظروف لبنان حاليًا لا تسمح.
■ ما الشخصية التى تحلمين بتجسيدها؟
- لا أحلم بتجسيد شخصية معينة، لكننى أبحث دائمًا عن كل جديد وكل شخصية لم أقدمها من قبل أحلم بتقديمها.