رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مع الاحتفالات.. «الدستور» في «دير الأنبا سمعان» بأسوان (فيديو)

دير الأنبا سمعان
دير الأنبا سمعان

مع احتفالات الأخوة الأقباط بالعيد السنوى بميلاد «الانبا هدرا السائح» أو المعروف بـ«دير الانبا سمعان» بالكنيسة الأثرية التي شيدها منذ مئات السنوات، وتقع بمنطقة غرب أسوان وسط النيل، واستغرقت مراسم الاحتفال 3 أيام، والتي شملت أداء عدة طقوس مميزة لهم في هذه الأيام.

ويتوجه الزائرين للدير من طريقين الأول البري، والثاني من خلال استقلال لانش في النيل، إلا أن عدد كبير منهم يفضل الطريق الأول نظرًا لمشقة الطريق بعد النزول من اللانش وصعود طريقًا طويلًا على الرمال حتى يتمكنوا من الوصول إلي دير الأنبا هدرا السايح، وسط أجواء مليئة بالهجة والاحتفالية.

وتوجهت «الدستور» لـ دير الأنبا هدرا السايح، المعروف باسم دير «الأنبا سمعان» للتعرف على تاريخ الدير والطقوس التي يتبعها الأخوة الأقباط خلال احتفالاتهم.

ويقول علاء سليمان دهب، مدير منطقة آثار أسوان الإسلامية والقبطية، يرجع تادريخ دير الأنبا هدرا إلى القرن الـ 5 الميلادى وكانت مراحل بدايته الأولى «القلاية» وهي عبارة عن تجويف في بطن الجبل كان يجلس فيه الراهب لكي يقرأ صلواته، ويعد هذا بداية الدير،.بعدها تم تأسيسيه على مراحل حتى وصل إلى مرحلة الازدهار خلال القرن الـ 8 مايقرب نحو 1200 عامًا.

وأضاف لـ «الدستور» أن العلماء حددوا أنها كانت تضم مايقرب من 300 كاهن، وكان للرهبان مجموعة من المباني الاقتصادية والتي من أبرزها الأفران معاصر الزيوت والنبيذ، مطعم، حيث أنهم استغلوا المعمار نظرًا لأنه على مستويين المستوى الأرضي يشمل الكنيسة وبعض الأفران عند الناحية الجنوبية، والدور الثاني المبنى الاقتصادي و«القلايات» مكان نوم والصلاة الخاصة بالرهبان.

واستكمل: تمت هجرة الرهبان من الدير خلال القرن الثالث عشر الميلادى، كما نجد أن الدير يضم مجموعة من الكتابات العربية لبعض الحجاج خاصة "المغاربة"، حيث أنه كان يقع في طريق الحج، وتعد من أشهر الكتابات الموجودة في دير الانبا سمعان.

وأوضح لـ«الدستور» أنه خلال أيام عيد «الأنبا هدرا السايح» زار دير الأنبا سمعان الأثري ما يقرب من 500 شخصً من الأقباط للاحتفال بميلاده، وذلك مع تطبيق الاجراءات الوقائية والاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد، والالتزام بارتداء الكمامات.

بينما قال أحد خدام الكنيسة، إن عيد «الانبا هدرا السايح» يتزامن كل عام مع 22 كيهك حيث أنه مرتبط بالشهور القبطية، والموافق 21 ديسمبر، استغرق الاحتفال بالعيد 3 أيام وتم عمل القداسات حيث يحضر الآباء والكهنة والانبا هدرا يترأس الصلاة داخل الكنيسة الأثرية، موضحًا أنه تم الحصول علي أذن من الآثار الإسلامية والقبطية للسمح بالصلاة لمدة 3 أيام، مشيدًا بتعاونهم معهم وتسهيل الإجراءات.

وأضاف لـ«الدستور» أنه يوجد مضيفة تابعة للدير تضم كنيسة تقام بها مراسم صلوات وتسبيح، حيث أن خلال هذا الشهر تقام التسبيح طوال الليل وتشمل الحان قبطية حتي ينتهي القداس في الصباح، أن الـ 3 أيام الخاصة بالعيد مرتبطة بسيرة القديس «الانبا هدرا السايح».

وأوضح أن الدير في الكتب السياحية «سان سيمون» ولكنه لقب بدير «الانبا هدرا» نظرًا لأن الأنبا كان ينزل ليملأ المياه داخل قدره من النيل وأطلقوا عليه «أبو قدره» ومع مرور السنوات تحول المسمي من «قدره لـ هدرا»، مشيرًا إلي أن الانبا هدرا أسس الدير علي الطريقة البخومية والتي تعني وجود مجموعة رهبان مع بعضهم يتشاركون في الطعام والشراب الأكتفاء الذاتي لحياتهم المعيشية.

واستكمل: عندما "تنيح" الانبا هدرا السائح وتعني في الشريعة المسيحية انتقل إلى حياة السماء رفض أن يعرف أحد المكان الذي دفن فيه، وكان تاركًا وصية لتلامذته بذلك حتي لا يكتسب ذنوب عند وفاته لو تم جعل مكان قبرخ مزارًا، لافتًا إلي أن «الانبا هدرا» كان من عائلة غنية، ولكنه ترك كل ذلك للعباده والتقرب إلي الله، «كان زى ما عاش حياة متوحد يكمل كده.

وتابع لـ«الدستور» أن شمل الاحتفال بعيد «الانبا هدرا السايح» الصلوات بالكنيسة الأثرية، وكتابة الامنيات مع اشعال الشموع، وأن هذه الطلبات نظرًا لسريتها يتم تجميعها وتسليمها للراهب المسئول عن الكنيسة لكي يتم حرقها في فرن القربان حتي لايراها أحد، حيث أنها يتم كتابتها لتمني أن يحقيق الله لهم هذه المطالب.

وخلال جولة «الدستور» داخل دير «الانبا سمعان» المعروف بدير «الانبا هدرا السايح»، رصدنا زيارة بعض السياح للدير وانبهارها بالدير الأثري، ويقول ريتشارد، إنه أمريكي الجنسية، وتوافد إلي القاهرة منذ شهرين حيث أنه يعمل في أحد المدارس الدولية الموجودة بالقاهرة، ولأول مرة يزور أسوان وأنه سعيد جدًا بزيارته للمكان الأثرى، مشيرًا إلي أنه سيستكمل رحلته بأسوان بزيارة معبدي أبو سمبل، ثم سيتوجه إلي مدينة الأقصر.