رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كلمات كالنار.. كيف تتصدى الدولة للشائعات التي وصلت للآلاف سنويا؟

الدكتور مصطفى مدبولي
الدكتور مصطفى مدبولي

في أحدث إحصائيات أعلنتها الدكتورة مها سليمان، خبيرة علم الاجتماع السياسي والحاصلة على الدكتوراه في الشائعات، أوضحت أنه في عام 2018 كانت أرقام الشائعات 21 ألف شائعة تم رصدها خلال 90 يوما، أما في عام 2020 هناك 16 ألف شائعة في 30 يوما أي 533 شائعة بشكل يومي، رغم الجهود التي تبذلها الدولة لمكافحة هذه الشائعات.

وفي هذا الصدد يأتي دور المركز الإعلامي لمجلس الوزراء بشكل حاسم ومهم لهذا الكم من الشائعات الذي يكاد يكون يوميًا، كمحاولة معروفة المصدر لتشويه إنجازات الحكومة المصرية ومحاولة التأثير السلبي في المصريين.

المركز صدر قرار إنشائه من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في أغسطس 2018، ويقوم دوره على رصد جميع ما تتناوله وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وتوضيح حقيقة كل معلومة متداولة، من خلال تقارير يصدرونها بشكل دوري تحت اسم تقرير توضيح الحقائق، حيث يعد بمثابة حلقة الوصل بين وسائل الإعلام والحكومة، كما يعرض إنجازات وأنشطة مختلف الوزارات.

ففي هذا الصدد يعمل المركز الإعلامي لمجلس الوزراء على قدم وساق للتصدي لهذه الشائعات التي كان آخرها ما تم تداولها أن المنتجات الغذائية المنتشرة بالأسواق فاسدة، وتصدى المركز بحسم بهذه الشائعة التي تمس غذاء المصريين ومن ثم تمس صحتهم كذلك والتي تسعى بالفعل للحفاظ عليها من خلال عدة مبادرات صحية ومشروعات زراعية وحيوانية، يسعى البعض لتشويه هذه المشروعات العملاقة التي حققت طفرة في الاكتفاء الذاتي لمصر.

وأكد المركز في تقرير صادر له أن كافة المنتجات الغذائية المتداولة بالأسواق سليمة وآمنة ومُطابقة لكافة المعايير والمواصفات القياسية، وتخضع لعمليات فحص ورقابة دورية أثناء مراحل الإنتاج والتوزيع والعرض المختلفة، من خلال سحب عينات منها وفحصها؛ للتحقق من مدى سلامة المواد الخام المستخدمة سواء كانت المحلية أو المستوردة.

وفي نفس السياق تم شن عدة حملات تفتيشية ودورية للتأكد من صلاحية المنتجات الغذائية المتداولة بالأسواق ومدى مطابقتها للمعايير والاشتراطات الدولية.

وفي استمرار لسلسلة الشائعات التي تمس الغذاء وتثير الذعر بين المواطنين خاصة من الحاصلين على دعم التموين، كانت شائعة نقص كميات الأرز في المنافذ التموينية، هي النتيجة الأساسية لأصحاب الاجندات المعروفة، خاصة بعد إعلان وزارة التموين عن فتح باب تسجيل المواليد للأسر للحصول على الدعم التمويني خلال أيام.

وتصدى المركز الإعلامي لهذه الشائعة هي الأخرى والتأكيد على استمرار الانتظام في ضخ كميات وفيرة من كافة السلع التموينية بما فيها الأرز بجميع فروع المجمعات الاستهلاكية وبقالي التموين وفروع مشروع جمعيتي على مستوى المحافظات، وأن المخزون الاستراتيجي من الأرز آمن ويكفي حاجة المستهلكين لعدة أشهر مقبلة.

وفي بداية ديسمبر الجاري، صرح وائل عباس، مساعد وزير التموين للاستثمار واللوجستيات، أن الاحتياطي الاستراتيجي من السلع الرئيسية آمن بشكل كبير، حيث إن القمح يكفي حتى 5 أشهر، وزيوت الطعام 5 أشهر، والأرز 6 أشهر، والسكر يكفي حتى 7 أشهر.

وشائعة أخرى كانت من نصيب قناة السويس حيث تم تداول أخبار كاذبة عن تراجع أعداد السفن المارة بقناة السويس بنسبة 50% تزامنًا مع الموجة الثانية لفيروس كورونا المستجد، الأمر الذي تم نفيه من المركز الإعلامي للمجلس وهيئة قناة السويس.

وأكدت الهيئة أن السياسات التسويقية والتسعيرية المرنة التي انتهجتها خلال الآونة الأخيرة نجحت في تقليل التأثير السلبي لأزمة كورونا، وجذب خطوط ملاحية جديدة لم تكن تعبر القناة، حيث سجلت حركة التجارة العابرة بالقناة عبور نحو 1614 سفينة خلال نوفمبر 2020 بزيادة بلغت 1.2% مقارنة بـ 1594 سفينة خلال نوفمبر 2019،كما حققت إيرادات القناة نحو 488.1 مليون دولار خلال نوفمبر 2020، مقابل 476.7 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي بنسبة زيادة قدرها 2.4%.

وقال جورج صفوت، المتحدث الرسمي باسم هيئة قناة السويس، إن منظمة التجارة العالمية أصدرت في بداية العام الجاري تقريرًا، توقعت فيه هبوط حركة التجارة العالمية بنسبة ٣٤٪، بسبب أزمة كورونا، لذلك عملت الهيئة على وضع سياسات تسويقية وتسعيرية مرنة لمواجهة الأزمة.

وأوضح صفوت، في تصريح لـ"الدستور"، أن الهيئة طبقت هذه السياسات في أبريل الماضي، وتضمنت تقديم تخفيضات للسفن الآتية من شمال وغرب آسيا، وسفن الحاويات وفتح أسواق جديدة لم تك متاحة من قبل، مثل سوق الساحل الشرقي للولايات المتحدة، مضيفًا أنه مع هذه الخطط اقتحمنا أسواقًا جديدة، ونجحنا في جذب سفن البترول وسفن الغاز الطبيعي المسال، ومنها الخط الملاحي الكوري.