رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تقارب حذر».. مستقبل العلاقات الكردية الأمريكية

 جو بايدن
جو بايدن

مع تولي جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة، توقّع عدد من السياسيين اختلاف تعامل الإدارة الأمريكية الجديدة مع ملفات عديدة، كان من بين هذه ملف تعامل واشنطن مع الأكراد، حيث إن بايدن له تاريخ طويل من الدعم للأكراد، لكن السؤال الذي يردده الساسة الآن.. ما مستقبل العلاقات الأمريكية الكردية؟

في شأن ما يمكن أن يقدمه بايدن للأكراد خلال الأربع سنوات المقبلة فإنه يجب الإشارة بداية إلى "خطا أحمر" سيقف عنده الدعم الأمريكي للأكراد حتى في ظل إدارة بايدن، وهو المتعلق برفض فكرة إقامة دولة كردية فالأمر هنا لا يتعلق بالتفضيلات الشخصية وإنما المصالح السياسية هي التي تحكم؛ فالولايات المتحدة ليست على استعداد لفتح بؤرة جديدة للصراع في المنطقة تجلب عليها الويلات في وقت تسعى لتثبيت الأوضاع فيها وتقليل تواجدها بها، كذلك فهي لن تغامر بقرار سيكون أقل تداعياته توتير العلاقات مع دول هم تركيا وإيران والعراق وسوريا بما يمثلوه من أهمية بالغة لاستراتيجيتها في الشرق الأوسط هذا مع ضرورة الانتباه إلى أن أى التراجع محتمل في العلاقات بين واشنطن وأى من العواصم الأربعة سيترجم تلقائيا إلى المزيد من الارتماء في أحضان موسكو وبكين وتعزيز حضورهما في المنطقة الذى زاد بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة.

وترتيبا على ذلك لن تكون خطوة الدولة الكردية المستقلة مطروحة على أجندة بايدن هو أمر ستسطيع استجلائه بسهولة من مواقف سابقة له منها عدم انتقاد صمت إدارة ترامب تجاه الهجوم العسكرى الذى شنته حكومة بغداد على الإقليم ردا على قرار رئيسه السابق مسعود برزالي في 2017 بإجراء استفتاء للانفصال، فضلا عن تحذيره عام 2007 لقادة أكراد العراق من السعي وراء الاستقلال لما سيترتب عليه من احتمالية اندلاع حرب شاملة مع تركيا وإيران.

وبالتالي فإن الدعم المتوقع أن تقدمه إدارة بايدن الجديدة للأكراد سوف يتعلق في مجمله بتخفيف الضغط الواقع عليهم عبر إبقاء القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا كحماية من أى هجمات تركية مستقبلية على تلك المنطقة، واستمرار الدعم المقدم لقوات سوريا الديمقراطية "قسد".

وفي هذا الإطار، يرغب الأكراد في مضاعفة العدد الحالي من القوات الأمريكية والإبقاء عليها حتى يتم التوصل إلى حل سياسي للأزمة؛ لضمان القضاء على داعش تماما خاصة أن خطرهم ما زال قائما، فلديهم معسكرات في مناطق سيطرة الظلم ومخيمات عبر الحدود وفي صحراء العراق، وقادرون على تأمين التمويل اللازم وتجيد المقاتلين وتدرييهم ونشرهم.