رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تصفيات نهاية الموسم.. لماذا بناء إسرائيل وحدة استيطانية في "جفعات همتوس" خطيراً؟

مستوطنات بالضفة
مستوطنات بالضفة

طرحت سلطة التخطيط والأراضي الإسرائيلية، مؤخراً عطاءات لبناء 1257 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "جفعات همتوس" التي تعتبر منطقة حساسة جنوب القدس الشرقية، وذلك قبل مغادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه في يناير المقبل، في خطوة وصفتها صحيفة هآرتس في افتتاحيتها بتصفيات نهاية موسم ترامب.

وجهت سلطة التخطيط عبر موقعها الإلكتروني الدعوة لمقاولين للمشاركة في عطاء لبناء 1257 وحدة بموجب خطة أحياها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في فبراير الماضي بعدما تسببت معارضة دولية في تجميدها فعليا.

قالت السلطة إن العطاء سينتهي في 18 يناير أي قبل يومين من أداء الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن اليمين الدستورية خلفاً للرئيس دونالد ترامب الذي ساندت إدارته الاستيطان الإسرائيلي في أراض يطالب الفلسطينيون بها لتكون جزءا من دولة لهم.

بناء الوحدة الاستيطانية في "جفعات همتوس" يعتبر ضربة مدمرة لمفاوضات السلام، لأن هذه المنطقة تعزل القدس الشرقية عن بيت لحم (جنوب)، الأمر الذي يعرقل إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً.

إذا تم بناء تلك الوحدة، فستربط المستوطنات بين القدس وبيت لحم في الضفة الغربية، وهو ما يضر بشكل كبير بآفاق دولة فلسطينية متواصلة في المستقبل وتحقيق حل الدولتين المتفاوض عليه على أساس خطوط 1967، مع القدس عاصمة لكلتا الدولتين، لأنه سيجعل من الصعب تقسيم القدس مستقبلاً بين إسرائيل وبين الدولة الفلسطينية عندما تقوم.

بحسب التقارير فإن موظفون في بلدية القدس وفي سلطة أراضي إسرائيل طلب منهم الدفع قدما بمخططات بناء في أحياء المدينة الواقعة وراء الخط الأخضر- قبل أداء جو بايدن للقسم في يناير، الحديث عن مخططات للبناء في جبل أبو غنيم، جفعات همتوس وعطروت- في محاولة لتحديد من منها يمكنهم النجاح في الدفع به قدماً في فترة زمنية قصيرة جداً. في البلدية وفي سلطة الاراضي يستعدون لأسوأ الاحتمالات من ناحيتهم والتي فيه سيجمد البناء في هذه الأحياء تماماً بناءً على طلب الرئيس المنتخب.

يذكر أن الخطوات المتسارعة لبناء المستوطنات الجديدة الغرض منه فرض واقع جديد على الأرض قبل تولى الرئيس الأمريكي جو بادين الحكم، استناداً لماضيه، فقد كان لـ"بايدن" دورٌ مهم في تجميد البناء في القدس في الوقت الذي شغل فيه منصب نائب الرئيس باراك أوباما. في الوقت الذي زار فيه إسرائيل عام 2010، نشرت اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في القدس مخططاً لإنشاء 1800 وحدة سكنية جديدة في حي رامات شلومو الواقع خلف الخط الاخضر.

بايدن وكبار موظفي إدارة أوباما غضبوا من البيان ورأوا فيه محاولة لإهانة نائب الرئيس الذي حاول الدفع قدماً باستئناف المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين. في اعقاب ذلك انفجرت أزمة دبلوماسية شديدة مع الولايات المتحدة أدت إلى تجميد البناء خلف الخط الاخضر في القدس، من ذلك الوقت.

مع قدوم ترامب إلى البيت الأبيض، تم السماح بالبناء والمخطط في رامات شلومو والتي سميت حينئذٍ بـ "حي بايدن" استكمل، فضلاً عن مئات الوحدات السكنية الأخرى في جيلو، بسغات زيئيف وجبل أبو غنيم وأماكن أخرى.

"جفعات همتوس" كان أحد الأحياء التي شكلت بؤرة للمواجهة مع إدارة أوباما، حيث رأت الإدارة الأمريكية في حينه أن هذا الحي ذا حساسية خاصة لأنه سيحيط بالحي الفلسطيني بيت صفافا من كل جوانبه وحسب رأي المعلقين فإنه سيمنع أي لإمكانية لتقسيم مستقبلي للقدس.

من ناحية أخرى، فإن تلك الخطوة تعد خطيرة على إسرائيل أيضاً لأنها تمهد لخلاف جديد مع إدارة بايدن وتحيي ذكرى إهانة وخلاف قديم مع الديموقراطيين.