أحمد عثمان.. إحياء ذكرى صاحب فكرة نقل معبد أبو سمبل (فيديو)

"أبو سمبل انفصل عن الجبل - رمسيس فوق الجبل - رمسيس يبتسم من جديد".. هذه العناوين تصدرت الصحف المصرية، بعد انتهاء نقل معبدي أبو سمبل في سبتمبر 1968، ليكون بمثابة أكبر وأضخم بناء شهده البشرية ينتقل من مكانه بالكامل دون أي خسائر على يد فنان مصري تفوق في العديد من المشاريع الأجنبية التي قدمت لمنظمة "اليونسكو" الدولية، هو أحمد عثمان.

داخل متحف الفنون الجميلة بمحافظة الإسكندرية، تجمع الفن بالتاريخ في احتفالية مميزة لرد الجميل لصاحب الحدث التاريخي الضخم الفنان أحمد عثمان صاحب مشروع نقل معبدي أبو سمبل، وأول عميد لكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، نظم المتحف احتفالية أحمد عثمان بعنوان "عبقرية فنان وحكاية إنقاذ أثر" ضمن احتفال وزارة الثقافة وقطاع الفنون التشكيلية بمناسبة مرور 50 عاما على رحيل الفنان أحمد عثمان.

وقال الدكتور علي سعيد مدير متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية إن فكرة الاحتفالية بدأت من خلال منشور على موقع "فيسبوك" للدكتور حسام رشوان يذكر فيه بأنه يرجع الفضل للدكتور أحمد عثمان في مشروع نقل معبد أبو سمبل بأسوان، وهو ما لم يلقى عليه الضوء كما يجب، ومن هنا اقترح "سعيد" إقامة فعالية في متحف الفنون الجميلة في تاريخ وفاة الدكتور أحمد عثمان يوم 13 نوفمبر في الذكرى الخمسين لرحيله.

وأضاف سعيد خلال حديثه لـ"الدستور" أنه منذ شهر سبتمبر الماضي تجرى الاستعدادات للحدث من خلال فريق عمل المتحف، ومشاركة 15 متطوعا في العديد من الأعمال وورش الأطفال، بالإضافة إلى فريق من 6 باحثين شباب للعمل في مكتبة البلدية على البحث عن تاريخ أحمد عثمان، وتاريخ معبدي أبو سمبل.

وأوضح أن المعرض يضم مجموعة من أعمال "عثمان" وبعض الدوريات الهامة التي تحدثت عنه وتاريخ نقل المعبد وذلك من خلال البحث في مكتبة البلدية، بجانب معرض للنحاتين الرواد، فضلًا عن معرض "أبو سمبل في عيون الفنانين" لـ18 فنانا مصريا بـ38 لوحة الذين استوحت جميعها من معبد أبو سمبل والنوبة، بالإضافة إلى معرض للأعمال الفنية الناتجة عن ورش الأطفال التي تمت على هامش الاحتفالية.

وأشار إلى أن الاحتفالية تضم ندوات يشارك فيها عدد من تلامذة "عثمان" للحديث عنه فَنِّيًّا وَإِنْسَانِيًّا وحكايات عن صاحب الفكرة يحكيها من عاصروه مع تكريم اسمه، واسم ثروت عكاشة وزير الثقافة المعاصر لحدث نقل المعبدين، بالإضافة لندوة عن الفنان حسين بيكار وكيف صَوّر أبو سمبل في لوحاته، وندوة لعزيز الشوان الموسيقار الكبير ومعزوفة أبو سمبل الخالدة، وحكايات يرويها تلاميذهم ومن عاصروهم.

أكد مدير متحف الفنون الجميلة أن احتفالية أحمد عثمان سوف تضم مجموعة من الوجوه المصرية أقل ما توصف به أنها عبقرية، لمجموعة من النحاتين الرواد، أعمالهم جنبًا إلى جنب في حضرة أعمال أحمد عثمان، وهم: محمود مختار- محمود موسى- جمال السجيني- آدم حنين- أحمد عبد الوهاب- حمدي جبر- مصطفى نجيب - الغول علي أحمد.

وأردف الدكتور إسلام عاصم رئيس قسم الإرشاد السياحي بالمعهد العالي للسياحة وترميم الآثار بأبي قير، إن معبد أبو سمبل أحد أهم المواقع الأثرية في مصر، وأن قصة نقل المعبد عبارة عن معجزة من معجزات القرن العشرين، مشيرًا إلى أنه تناول في احتفالية أحمد عثمان الشق التاريخي بجانب الشق الفني الذي يتناوله المعرض.

وأكمل أن هناك الكثير لا يعرفون أن الفنان أحمد عثمان هو صاحب فكرة تقطيع المعبد ونقله، موضحا: "لذلك أردنا نوضح هذه المعلومة للمرشدين السياحيين فضلًا عن المصريين بصفة عامة، لأن المعروف أن صاحب الفكرة مصري ولكن يغفل الكثير عن صاحب الفكرة ولا يذكر اسمه فهي فرصة لإعطاء هذا الرجل حقه".

وأضاف "عاصم" خلال حديثه لـ الدستور أنه تم تكوين فريق عمل بحثي مكون من الباحث ميسرة خريج إرشاد سياحي، والمرشدة السياحية ياسمين، وعدد من طلبة الإرشاد السياحي بالمعهد العالي للسياحة وترميم الآثار بالإسكندرية، وقام الفريق بالبحث في مكتبة البلدية عن كل ما يتعلق بهذا الأمر سواء نقل المعبد، أو وفاة أحمد عثمان والتي كانت مميزة، حيث توفي في حادث قطار وكان هو الضحية الوحيدة، وكان لإثراء المعرض تَارِيخِيًّا بجانب الشق الفني، عامل هام وتم التأريخ لحياته ووفاته وأهم إنجازاته.

واختتم أن العمل البحثي بدأ منذ سبتمبر الماضي، وتم استخراج الدوريات التي تزيد علي 30 مجلدا وتم اختيار منها ما يصلح للعرض، وقام فريق العمل بمتحف الفنون الجميلة بعمل العرض المتحفي للمعرض، مشيرًا إلى أن المعرض خاص بشخصية مهمة يتمنى أن يكون له مردودا صحيحا لكي يتم التعرف على تاريخنا وتراثنا، لافتًا إلى أننا نحتاج لدورات عن هذا الحدث وكيف تم اختيار مشروع المصري أحمد عثمان وكيف تفوق على مشاريع أوروبية كثيرة.