رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سحر عبدالله الفائزة بجائزة «اتصالات»: رسم كتب الأطفال يعطيني متعة التجريب

سحر عبد الله
سحر عبد الله

توجت الرسامة المصرية سحر عبد الله بجائزة اتصالات للمرة الثانية عن فئة كتاب العام للطفل، عن كتاب "ليالي شهر زيزي.. حكاية داخل حكاية داخل حكاية" للمؤلفة هديل غنيم، والكتاب صادر عن دار نشر البلسم.

وتحصلت سحر عبد الله على العديد من الجوائز، منها. جائزة الدولة التشجيعية بمصر عام 2012، وترشحت أعمالها "وجدت بيتًا" و"توت البرغوت" لجائزة الشيخ زايد للكتاب الرسامة، وكذلك جائزة اتصالات عام 2017 عن فئة أفضل رسوم عن كتاب فكر بغيرك والصادر عن دار تنمية.

عقب تحصلها على جائزة اتصالات هذا العام، تتحدث سحر عبد الله لـ"الدستور"

- بداية حدثينا عن تلك المسافة بين القاهرة وكندا في مسيرتك الإبداعية، المسافة بين ما تم في القاهرة وانجز وبين ما تشتغلين عليه في كندا الان؟

وجودي في كندا جعلني أكثر اطلاعا على اساليب وأنماط مختلفة في الفن، وأكثر بحثا عن جذور لي في الموروث الفني المصري وبالأخص الفن الشعبي، فما تم إنجازه في مصر لا يختلف عما اشتغل عليه الآن هنا بل هو امتداد له واستكمال لمشوار طويل في محبة كتب الاطفال.

- سحر عبدالله رسامة لكتب الأطفال إلى أي مدى ترين في ذلك بهجة؟ وكيف ترين نظرة الآخر إلى ذلك المعنى وراء الرسم؟

لرسم كتب الأطفال متعة اللعب بالألوان والتجريب بجرأة طفل يكتشف الخامات على سطح الورق، إنه عالم يجمع بين الكلمات والرسم فتستطيع على الصفحات البيضاء أن تخلق نصا بصريا يكمل النص المكتوب فيحرض ذلك الطفل على التأمل والتفكير في المعنى.

- إذا نظرنا لكتب الأطفال كسلعة إلى أي مدى ترى سحر عبد الله ضمانة وجود مستهلك لسلعة معرفية معنية بالوعي "كتب الأطفال" ؟

حقيقة لا يشغلني هذا الموضوع كثيرا بالقدر الذي يشغل الناشر فعملي يتوقف عند الانتهاء من الرسم، لكن أعتقد أن لكتب الأطفال كسلعة حيز كبير في معارض الكتب في مختلف الدول العربية وهناك معارض خاصة لكتب الأطفال وهذا دليل ليس فقط على نجاح الكتب كسلعة وإنما ايضا على قدرة الكتاب في المساهمة بصناعة الرأي.

- نادرة دور النشر المهتمة بتقديم كتب للأطفال.. كيف يمكن أن يواجه الفنان تلك الندرة في ظل راهن الظروف الحياتية التي نعيشها ؟

لا أعتقد أن هناك ندرة في دور النشر المختصة في كتب الأطفال فهي تحتل مكانة كبيرة في معارض الكتب وخصص بعضها للأطفال كمعرض الشارقة القرائي والذي يهتم برسوم كتب الأطفال أيضا، امتدت دور النشر على مستوى الوطن العربي.

- قدمت في مسيرتك الإبداعية أفكار مختلفة منها كتاب محمود درويش "فكر بغيرك" يبدو أن العنوان يحمل تأويلات ودلالات موجهة لكل الشرائح العمرية ليس قاصرا على الأطفال هل هذا صحيح ؟

لا يجب على الشعر أن يكون حكرا على الكبار، لذا كانت تجربة مع دار تنمية لتقديم ثلاث قصائد لمحمود درويش للأطفال من خلال كتب مصورة تجمع بين الكلمة والرسم لخلق جيل متذوق للفنون ينمو على محبتها. وجعل الكبار يرون تلك القصائد التي حفظوها بطريقة جديدة وهذا ما يجعل الكتاب لا يصنف لفئة عمرية محددة.

- جاء معرضك الأول في كندا تحت عنوان قصائد بصرية ومن بعد جاء كتابك محمود درويش "فكر بغيرك " هل جاء كامتداد لفكرة قصائد بصرية، ولماذا محمود درويش تحديدا ؟

جاء معرض قصائد بصرية تحت تجربة رسوم قصائد محمود درويش التي بدأت كفكرة من دار تنمية، اخترنا درويش لأن من منا لم يحفظ ولو بعض من قصائده، وكان العمل على القصائد بحيث تتشكل فيها الكلمات لتصبح عناصر تبني بجوار بعضها البعض وتصاحبها خطوط عضوية على خلفيات رائقة لتحكي لنا كلمات القصيدة في أشكال بصرية، فيتحقق الشغف بين الكلمات والرسوم.

- حصلت على العديد من الجوائز.. ما معنى حصولك على الجائزة؟

إن حصولي على الجائزة أمر مشجع على الاستمرار في العمل لكنه ليس نقطة للنهاية أو الاسترخاء بل دعوة للبحث الدائم.. وعن كتب الأطفال تحديدا ليس هناك نوع أدبي أو فئة محددة نالت اهتماما أكثر من أخرى فتنوعت كتب الأطفال بين الكتب المصورة، كتب اليافعين، الشعر ومؤخرا الكتب الصامتة. وجاءت جائزة اتصالات لتحتفي بتلك الفئات جميعها أسوة بغيرها من الجوائز التي تهتم بالرواية والشعر وغيرها من الأجناس الأدبية.

- ماذا عن جديدك ؟

أنجزت كتاب الرحيل فكرتى ورسومي وهو كتاب صامت مجموعات لوحات تدور عن فتاة صغيرة تهاجر إلى بلاد جديدة فتجد نفسها تحيا وحيدة في مدينة باردة محاطة بمباني زجاجية شاهقة وسط وجوه عديدة ومختلفة الملامح. لكنها تحب الرسم فتجد الملاذ في موهبتها فترسم قطا ليصبح في مجموعة من اللوحات الصامتة صديقا بل ملجأ في مدينة جديدة ومتخيلة على الورق.. ثم فجأة تجد قطا ضائعا يشبه ذلك الذي رسمته فتتبناه.. وتتبنى معه حياة جديدة، وسيصدر الكتاب قريبا عن دار البرج في الإمارات.