رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البحوث الفلكية تستعد لاحتفالات تعامد أشعة الشمس على معبد أبوسمبل الكبير

تعامد أشعة الشمس
تعامد أشعة الشمس على معبد أبو سمبل

قال الدكتور جاد القاضي، مدير معهد الفلك، إن معبد أبوسمبل هو أكبر معبد منحوت في الصخر في العالم، ويعتبر آية في العمارة والهندسة القديمة، وقد تم نحته في قطعة صخرية على الضفة الغربية للنيل في موضع غاية في الجمال، والغرض من المعبد ومكانه هو عبادة الشمس.

وتحتفل مصر ومحافظة أسوان بظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثانى بمعبده الكبير بمدينة أبوسمبل، يوم 22 أكتوبر 2020، وهناك عدد من المعلومات عن تلك الظاهرة الفرعونية الفريدة التى جسدها القدماء المصريون منذ آلاف السنين، نسرد أهمها:

1- تتعامد أشعة الشمس على قدس الأقداس بمعابد أبوسمبل مرتين كل عام 22 فبراير و22 أكتوبر.

2- تخترق أشعة الشمس الممر الأمامى لمدخل معبد رمسيس الثانى بطول 200 متر حتى تصل إلى قدس الأقداس.

3- يتكون قدس الأقداس من منصة تضم تمثال الملك رمسيس الثانى جالسًا وبجواره تمثال الإله رع حور أخته والإله آمون وتمثال رابع للإله بتاح.

4- الطريف أن الشمس لا تتعامد على وجه تمثال "بتاح" الذى كان يعتبره القدماء إله الظلام.

5- تستغرق ظاهرة تعامد الشمس 20 دقيقة فقط فى ذلك اليوم.

6- هناك روايتان لسبب تعامد الشمس، الأولى: هى أن المصريين القدماء صمموا المعبد بناء على حركة الفلك لتحديد بدء الموسم الزراعى وتخصيبه، والرواية الثانية: هى أن هذين اليومين يتزامنان مع يوم مولد الملك رمسيس الثانى، ويوم جلوسه على العرش.

7- تعرض معبد أبوسمبل عقب بناء السد العالى للغرق نتيجة تراكم المياه خلف السد العالى، وتكون بحيرة ناصر، وبدأت الحملة الدولية لإنقاذ آثار أبوسمبل والنوبة ما بين أعوام 1964 و1968، عن طريق منظمة اليونسكو الدولية بالتعاون مع الحكومة المصرية، بتكلفة 40 مليون دولار.

8- نقل المعبد عن طريق تفكيك أجزاء وتماثيل المعبد مع إعادة تركيبها فى موقعها الجديد على ارتفاع 65 مترًا أعلى من مستوى النهر، ويعتبر واحدًا من أعظم الأعمال فى الهندسة الأثرية.

9 - معابد أبوسمبل تم اكتشافها فى الأول من أغسطس عام 1817، عندما نجح المستكشف الإيطالى جيوفانى بيلونزى، فى العثور عليها ما بين رمال الجنوب.

10- ظاهرة تعامد الشمس تم اكتشافها فى عام 1874، عندما رصدت المستكشفة "إميليا إدوارذ" والفريق المرافق لها، هذه الظاهرة وتسجيلها فى كتابها المنشور عام 1899 بعنوان "ألف ميل فوق النيل"

11- شيد الملك رمسيس الثانى معبده الكبير فى أبوسمبل، وشيد بجواره معبدًا لمحبوبته زوجته الملكة نفارتارى.

12- لكن تبقى المعجزة، إذا كان يوما تعامد الشمس مختارين ومحددين عمدًا قبل عملية النحت، لأن ذلك يستلزم معرفة تامة بأصول علم الفلك وحسابات كثيرة لتحديد زاوية الانحراف لمحور المعبد عن الشرق بجانب المعجزة في المعمار بأن يكون المحور مستقيمًا لمسافة أكثر من ستين مترًا، لا سيما أن المعبد منحوت في الصخر.

ومن منطلق الدور القومى للمعهد الذي يلعبه فى إثراء الثقافة العلمية لدى المجتمع وتشجيعًا للسياحة، فإنه يتم الإعداد لاحتفالية علمية لهذا الحدث بالتعاون مع الجهات المعنية في منطقة أسوان وأبوسمبل، ممثلة فى متحف النيل ومنطقة آثار أسوان وأبوسمبل، حيث ستقام محاضرات عامة لهذا الاحتفالية بهدف:

1- إثراء الحدث علميًا بإقامة فعاليات علمية احتفاءً بما قدمه الأجداد في مجال علم الفلك والهندسة والمعمار.

2- الاستفادة العلمية بتسجيل بعض الأرصاد الخاصة بالحدث والمتعلقة ببعض الظواهر الأخرى التي تقع ضمن المجالات البحثية للمعهد.

3- الإسهام في التوعية الفلكية للمواطنين المهتمين بعلوم الفلك والآثار والمعمار وكذلك عوام المواطنين.

وستتضمن الاحتفالية إلقاء عدد من المحاضرة العامة عن الظاهرة يلقيها عدد من الباحثين بالمعهد، وذلك بنقابة المهندسين بأسوان يوم 19 أكتوبر، ومتحف النيل يوم 20 أكتوبر، وقرية سيتى السياحية بأبوسمبل يوم 21 أكتوبر، ثم القيام ببعض القياسات العلمية الفلكية فى منطقة أبوسمبل استعدادا لرصد الظاهرة صباح يوم 22 أكتوبر، باستخدام أحدث الأجهزة المتخصصة التي يمتلكها المعهد فى ذلك المجال.

وسوف يقوم المعهد ببث تلك المحاضرات على موقعه الإلكتروني وصفحات التواصل الاجتماعى الخاصة بالمعهد لتعميم الفائدة.