رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نبوءة موته أصابته باكتئاب.. محطات من حياة أحمد شوقي في ذكرى ميلاده الـ150

أحمد شوقي
أحمد شوقي

تحل غدا الذكرى الـ150 لميلاد أمير الشعراء الشاعر "أحمد شوقي" الذي ملأ الدنيا بشعره وأشجى القلوب بكلماته، وهو الذي ولد في حي الحنفي بالقاهرة عام 1870م لأب شركسي وأم من أصول يونانية تركية، وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر الخديو إسماعيل، وعلى جانب من الغنى والثراء، فتكفلت بتربيته ونشأ معها في القصر، وعند بلوغه الرابعة من عمره التحق بكتاب الشيخ صالح، وحفظ قدرا كبيرا من القرآن وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية، وبسبب تفوقه تم إعفاؤه من مصروفات المدرسة.

بعد أن أنهى تعليمه بالمدرسة وهو في الـ 15 من عمره التحق بمدرسة الحقوق عام 1885م، وانتسب إلى قسم الترجمة الذي أنشئ بها حديثًا، وفي هذه الفترة بدأت موهبته الشعرية تلفت نظر أستاذه الشيخ "محمد البسيوني"، ورأى فيه مشروع شاعر كبير، فشجعه وكان الشيخ بسيوني يدرس البلاغة في مدرسة الحقوق وينظم الشعر في مدح الخديوي توفيق في المناسبات، وبلغ من إعجابه بموهبة تلميذه أنه كان يعرض عليه قصائده قبل أن ينشرها في جريدة الوقائع المصرية، وأنه أثنى عليه في حضرة الخديو وأفهمه أنه جدير بالرعاية، وهو ما جعل الخديو يدعوه لمقابلته.

ترك أمير الشعراء مجموعة من الصور الفوتوغرافية لأسرته ومازالت موجودة بمتحفه الذي أقيم ببيته ومن الغريب والمثير للفضول لماذا يظهر في الصور ثلاث بنات على الرغم من أن شوقي أنجب ولدين وبنتا وهم "علي وحسين وأمينة" ولكن كان الولدان في معظم الصور يظهرون بلبس وإكسسوار الإناث وشعرهم طويل جدا ويرجع سبب ذلك لأصول والدته التركية حيث كان الأتراك في ذلك الوقت من عادتهم إخفاء الأطفال الذكور خوفا من الحسد ويظنون أنهم بذلك لن يحسدوا.

كانت حياة شوقي مليئة بالغرائب إلا أن نهايتها كانت غريبة أيضًا فعند وفاة الشيخ محمد عبده عام 1905م وقف على قبره سبعة من الشعراء يلقون قصائدهم، وكان أولهم حفني ناصف وأوسطهم حافظ إبراهيم وآخرهم أحمد شوقي.

وتنبأ أحد الأدباء بأن هؤلاء الشعراء سيموتون بحسب ترتيبهم إلقاء القصائد على قبر"الشيخ محمد عبده"، فمات حفني ناصف وأعقبه حافظ إبراهيم، وأيقن أحمد شوقي أن أجله قد اقترب فحزن وسافر إلى الإسكندرية كأنما يهرب من مصيره المحتوم ثم عاد بعد فترة للقاهرة ومات فجر يوم 14 أكتوبر عام 1932م.