رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفاسد لا يُصلح فساداً!!


وبقدرة قادر تحول هذا الزى عند الحزب الفاسد والجماعات الإرهابية إلى زى الشرف والعزة!! إنه استخفاف بعقول البسطاء، لكن عدل الله قريب فهو لا يسكت على الظلم الذى عانى منه المصريون.

«فاقد الشىء لا يعطيه»، فالجاهل لا يُعطى علماً، والضعيف لا يكون قائداً، والكسول لا يُنتج، والمرتشى والمزور والسارق لا يُستأمن، والكذاب مكروه، والفاسد لا يمكنه أن يُصلح فساداً. لذلك مطلوب فى أمثال تلك الحالات: العِالم الحقيقى، والنشط، والأمين، والصادق، والنقى السيرة والأفعال والأعمال.

اعتاد الشعب المصرى الذكى أن يطلق على الرئيس جمال عبدالناصر، والرئيس أنور السادات لقب «الزعيم والقائد» تقديراً ووفاءً لريادتهما وقدوتهما فى قيادة الأمة والقيام بجليل الأعمال، لكن المعزول لم يستحق أى لقب سوى «المعزول». نقلت إلينا الصحف القومية والمستقلة والحزبية تصريحاته الطفولية وتهجمه على رجال الشرطة فى مكان اعتقاله، حيث كرر أكثر من مرة عبارة:«عند عودتى إلى الحكم سأطهر الداخلية من الفساد!!». الإنسان الذى يعيش فى الفساد كيف يمكنه أن يُصلح من حال الفاسدين؟ الإنسان الذى يسلك فى الظلام تتعثر خطواته لأن الظلمة أعمت عينيه فلم يعد قادراً على الرؤية وبالتالى لا يمكنه أن يقود شعباً.

حدث أن قام أهالى منطقة مساكن عُرابية بشارع النصر بالغردقة – كما ورد بجريدة «المصرى اليوم» بعددها الصادر صباح الأثنين 18 نوفمبر 2013 - بتحطيم وإزالة حجر أساس مدرسة الميناء الثانوية بنات والتى قام بوضع حجر أساسها فى أبريل 2013 وزير التربية والتعليم الإخوانى حيث يحمل حجر الأساس اسم المعزول، مؤكدين أنهم لا يرغبون مطالعة اسم المعزول فى «الرايحة والجاية». فلم يتبق من هذا النصب التذكارى سوى بقايا أحجار متناثرة من الطوب الوردى، وقطع خرسانية صغيرة. هذا هو رد فعل المصريين التلقائى نحو تصرفات المعزول الفاسدة طوال عام فى الحكم، هو وجماعته الشريرة.

طوال العام الماضى استشرى الفساد فى ربوع الوطن بعد أن تم الاستيلاء على مفاصل الحكم، لكن الله– تبارك اسمه فى كمال عدله– حفظ لنا الجيش نقياً من الفاسدين، بل وسخر من أبناء الجيش جندياً أميناً مخلصاً لتراب الوطن، فيعرف للكلام وقت وللسكوت وقت، يعرف كيف يأخذ القرار الصائب فى الوقت المناسب، كما حفظ لنا القضاء نقياً من الفاسدين فمنهم من وقف بالمرصاد فى وجه عمليات الفساد. فكان الثالث من يوليو 2013 هو موعد المصريين مع القدر فى التخلص من الفاسد الحقيقى وجماعته الفاسدة.

أيوجد بعد قضايا التخابر والتآمر خيانة أكثر من ذلك للوطن. لقد كان وراء اغتيال المقدم محمد مبروك ضابط الأمن الوطنى الذى كان له دور كبير فى إلقاء القبض على خلية مدينة نصر الإرهابية، ومحرر محضر أول قضية لتخابر المعزول وأعوانه مع حركة «حماس»، لقد أمكن لهذا المقدم الشهيد أن يسجل تلك المكالمات التى تكشف حجم الفساد الذى استشرى فى العام الماضى على حساب أمن الوطن واستقراره. وبعد ذلك تتحدث أيها المعزول والخائن عن تطهير الداخلية والقضاء من الفساد؟ لقد أحس الشعب الارتياح بعد أن تم عزل الفساد نفسه وراء القضبان الحديدية فى انتظار حكم الله العادل.

فى موقف درامى رفضت ارتداء سجن المحكوم عليهم فى قضايا عديدة تحت التحقيق، ثم أرغمت على ارتداء الزى الأبيض الذى قام بتصنيعه مسجونون آخرون.

■ الجامعة الأمريكية بالقاهرة