رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مؤشر «السياحة وكورونا»: مصر 100% فى مدى اهتمام السائح بزيارتها

السياحة المصرية
السياحة المصرية

قام الباحثون بجامعة Temple University بتطوير مؤشر يطلق عليه (مؤشر السياحة وكوفيد-19 COVID-19Tourism Index) من أجل قياس مستوى التعافي في كل دولة مقارنة بـ "المعدلات الطبيعية" فيما قبل كوفيد-19. ويتم حساب قيم المؤشر بشكل يومي، حيث تشير الدرجة (100) وهي أقصى درجة إلى التعافي التام أو المعدل الطبيعي للأداء السياحي.

وبحسب آخر تقييم ضمن مؤشر السياحة وكوفيد-19 والذي يهتم بقياس مستوى التعافي مقارنة بـ "المعدلات الطبيعية" للسياحة فيما قبل كوفيد-19، فقد حصلت مصر على تقييم (21) درجة في 25 يوليو 2020 مقارنة بـ (92) درجة فيما قبل كوفيد-19 (1 فبراير 2020). وعند مقارنة الوضع التنافسي لمصر ضمن هذا المؤشر يتضح أن مستويات تعافي السياحة في مصر أقل من الدول السياحية المنافسة في المنطقة.

ووصف الخبراء هذا التقييم بأنه يوضح الحقائق حيث أن مصر تتعافى بشكل كامل من فيروس كورونا نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة حسب تعليمات منظمة الصحة العالمية والتي تم تطبيقها فعليًا على الفنادق والمنتجعات السياحية وكذلك المطارات وآخرها قرار الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء حظر دخول جميع القادمين إلى مصر دون حصولهم على تحليل PCR للكشف عن فيروس كورونا المستجد بنتيجة سلبي قبل ٧٢ ساعة على الأكثر من الوصول إلى الأراضي المصرية.

وقال الدكتور سعيد البطوطي المستشار الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية: "المؤشر الذي قام الباحثون بجامعة Temple University بتطويره لغرض مساعدة قطاع السياحة على قياس مستوى التعافي مقارنة بفترة ما قبل كورونا والذي من خلاله يتم القياس من خلال خمسة مؤشرات فرعية لتوليد القيمة اليومية لكل دولة، يشير فيه المستوى 100 إلى الانتعاش إلى المستوى الطبيعي مقارنة بالمعدلات الطبيعية العام الماضي 2019
الخمسة مؤشرات الفرعية التي يتم عليها التقييم هي مؤشر حركة الطيران، ومؤشر مستوى أداء الفنادق، ومؤشر الوضع الوبائي بالدولة، ومؤشر مدى الاهتمام بزيارة الدولة من خلال حركة محركات البحث عبر الإنترنت، ومؤشر مستوى التنقل في الأماكن السياحية".

و‏‎وفقًا لآخر تقييم اليوم تم وضع مصر على تقييم (22.51) درجة مقارنة بـ (92) درجة فيما قبل كوفيد-19 (1 فبراير 2020). وعند مقارنة الوضع التنافسي لمصر ضمن هذا المؤشر يتضح أن مستويات تعافي السياحة في مصر أقل من الدول السياحية المنافسة في المنطقة.

فعلى سبيل المثل تقييم تركيا على المؤشر (46،82) درجة، وتونس (42،07) درجة، واليونان (48،78) درجة

في المؤشرات الفرعية حصلت مصر على: 16،11 درجة في مؤشر الطيران، و17،62 درجة في مؤشر الفنادق، و40،18 في مؤشر الوضع الوبائي، و100 درجة في مؤشر مدى الاهتمام بزيارة الدولة من خلال حركة محركات البحث عبر الإنترنت، و86.52 درجة في مؤشر الانتقال بالأماكن السياحية.

المؤشر يشير بوضوح أن الطلب على مصر موجود بقوة ولكنه في حالة "كبت" وهو ما نطلق عليه "الطلب المكبوت pent-up demand" والذي متوقع أن ينطلق بمجرد زوال السبب أي انحسار الوباء وتطعيم الناس من أجل إزالة الخوف من السفر الذي ينتابهم الآن خوفا من العدوى والمرض والسفر باطمئنان.


من جانبه أكد الخبير السياحي إلهامي الزيات أن هذا التقييم استند إلى (5) مؤشرات فرعية تشمل:

‏‎الأول مؤشر حركة الطيران: البيانات اليومية للرحلات الجوية المغادرة من قواعد بيانات منظمة الطيران المدني الدولي ICAO.

‏‎- ثانيًا مؤشر الأداء الفندقي: والذي يعتمد على بيانات التشغيل الفندقي اليومية من الشركات المتخصصة مثل STR.

- ثالثًا الوضع الوبائي: البيانات اليومية للإصابات بالفيروس من المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها ECDC.

- رابعًا الاهتمام بزيارة الوجهة: البيانات اليومية للبحث عن الوجهة من مؤشرات Google Trends.

- أخيرًا مؤشر التنقل للأماكن السياحية: بيانات التنقل اليومية من Google Mobility Tracker. لا يمكن أن تقاس البيانات وقت خروج العالم من الأزمة خاصة وأن السياحة القطاع الوحيد الذي يحتاج إلى عامل الوقت لإعادة الثقة فيه في حين أن العالم بأكمله كان يعمل للخروج من أزمة انتشار هذا الوباء اللعين.

في حين أكد محمد عثمان، رئيس لجنة التسويق السياحي بالأقصر، إن توصيات الدول لابد من الاعتماد عليها في مثل هذا التقييمات خاصة وأن هناك بعض الدول أعلنت عدم السفر إلا إلى مناطق ومراكز سياحية محددة، وكانت مصر من الدول التي أعلنت عنها إسبانيا مؤخرًا أنها آمنة من كورونا وحددت محافظات القاهرة، والإسكندرية، والأقصر، وأسوان، وساحل البحر الأحمر، وشرم الشيخ، كمناطق يمكن زيارتها وذلك يعتبر في صالح السياحة المصرية وتحديدًا السياحة الثقافية التي تعتبر المفضلة لدى الإسبان.

وأكد عثمان، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هذا كلام منطقي جدا. وذلك لحالة التهاون الشديدة التي تتعامل بها بعض قطاعات المجتمع مع الوباء. وكذلك تهرب كثير من طبقات المجتمع من عمل المسحة رغم التسهيلات الرهيبة التي قدمتها الدولة. وكذلك قلة الوعي الصحي لدى الناس وأهميته العلاج والحجر والذي دعا كثير من المصابين إلى عدم الإعلان عن إصاباتهم. ولا شك أن قطاع السياحة وهو من وجهه نظري الأكثر تضررا دفع فاتورة كل هذا وحده. ولولا دعم الدولة لهذا القطاع بسبل وأفكار جريئة لانهار بالكامل.

وأشار عثمان إلى أن بعض الدول أصبحت تعتمد على سياسات المصالح المشتركة، فمثلا جاء قرار ألمانيا الأسبوع الماضي برفع حظر سفر مواطنيها إلى تركيا مع استمرار الحظر على مصر.. يرى البعض أنه ليس له دخل بالسياسة. لأن علاقة القاهرة ببرلين في جيدة سياسيا وتجاريا وذلك منذ تولي الرئيس السيسي الرئاسة.

ولكن يرى البعض الآخر أن الأتراك قدموا ضمانات كافية للألمان تكفل حماية صحة مواطنيهم وعلاجهم إن استدعى الأمر وذلك لأن تركيا تحتاج للسائحين الألمان لدعم اقتصادها في الوقت الحالي.

وشدد على ضرورة السير على نفس خطة تسويق العام الماضي والاتفاقيات التي تم توقيعها في يناير ٢٠١٩ في معرض "الفيتور"، حتى نتمكن من استعادة السوق الأوروبي لمصر خاصة بعد أن تجاوزت مصر الآن أزمة فيروس كورونا واستعدت فنادقها والمطارات بكل الإجراءات الاحترازية لحماية سائحيها القادمين من الخارج.