رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بشير الديك: مسلسل أحمد زكى عن حياته الفنية لا الشخصية (حوار)

بشير الديك
بشير الديك

وعد الكاتب الكبير بشير الديك، الذى يعكف حاليًا على كتابة مسلسل درامى يتناول حياة النجم الراحل أحمد زكى، بتقديم عمل فنى ممتع للجمهور ويضيف لسيرة الفنان الكبير، بعيدًا عن «النميمة»، مشيرًا إلى أن العمل سيتناول الحياة الفنية لـ«زكى» وليست الشخصية.
ونفى «الديك» ما تردد عن رفضه بطولة الفنان محمد رمضان للمسلسل، واصفًا إياه بـ«الموهوب»، مبينًا أن انتقاده أحد الأعمال التى قدمها «رمضان» خلال بداية مشواره الفنى هو ما جعل البعض يعتقد رفضه بطولة الأخير للمسلسل.
وكشف مؤلف وكاتب سيناريو وحوار العديد من «علامات» السينما والتليفزيون فى تاريخ الفن المصرى، مثل «سواق الأتوبيس» و«ضربة معلم» و«ضد الحكومة» و«الحريف» و«النمر الأسود» و«الكبار» و«الناس فى كفر عسكر» و«أماكن فى القلب» و«درب الطيب»- عن سر ابتعاده عن السينما خلال السنوات الأخيرة، وتفاصيل فيلم الرسوم المتحركة عن الحضارة المصرية الذى ينوى تقديمه خلال الفترة الأخيرة.
■ بداية.. لماذا ترفض الحديث عن مشروعك الدرامى الذى يتناول حياة النجم الراحل أحمد زكى؟
- هو ليس رفضًا بالمعنى المعروف، وأنا لم أبخل بمعلومات أو تفاصيل عن أى عمل قدمته طوال مشوارى الفنى. ما حدث أننى تلقيت العديد من الاتصالات الهاتفية التى تسألنى عن «مسلسل أحمد زكى» بمجرد إعلان أننى سأكون مؤلفه، قبل حتى البدء فى كتابة أى كلمة به، علمًا بأننى احتجت أسبوعين أو أكثر للانتهاء من كتابة المعالجة الدرامية للعمل.
■ بعد مرور هذه الفترة التى تتطلبها المعالجة الدرامية.. إلى أين وصلت فى الكتابة حتى الآن؟
- انتهيت من صياغة المعالجة الدرامية للقصة منذ فترة قصيرة، واتفقنا على الشكل العام الذى سيدور حوله المسلسل، وسيكون عن الحياة الفنية للنجم الراحل أكثر من الشخصية، وكتبت الحلقة الأولى من العمل بالفعل، وأكتب فى الثانية حاليًا.
■ ما الذى تقصده بـ«التركيز على حياته الفنية أكثر من الشخصية»؟
- سأركز على تقديم المشوار الفنى لـ«زكى» ورحلة نجاحه المبهرة، وسأتناول شخصيته كممثل استثنائى عانى العديد من الصعوبات أكثر من كل أبناء جيله حتى وصل للقمة، وأصبح من أهم الفنانين فى مصر خلال تاريخها الطويل.
وأحمد زكى وهب حياته كلها للعمل فى التمثيل، وكان يطارد كل من حوله لتحقيق النجاح، سواء المخرج أو المؤلف أو المنتج، وطوال الوقت لا يفكر سوى فى التمثيل، حتى إنه فى آخر أيام حياته كان يقدم فيلم «حليم»، وشاهدناه يؤدى مشاهد وهو «معلق محاليل طبية».. «مات وهو بيمثل».
وسأبتعد عن حياته الشخصية، لأنها لا تعنينى فى شىء ولا تعنى الجمهور أيضًا، فالمشاهدون تهمهم الأعمال السينمائية والدرامية التى قدمها أحمد زكى، وعلاقته بمن حوله طوال مشواره الفنى، ولا يعنيهم كان «بيكره مين ولا مين بيكرهه» أكثر من «إزاى نجح ووصل لأسطورته الفنية»، وفى النهاية أنا أكتب عملًا فنيًا ممتعًا للمشاهد ويضيف لسيرة «زكى» وليس عمل «نميمة».
■ لكن هناك شخصيات فى حياته الشخصية أثرت فى مشواره الفنى مثل زوجته الفنانة هالة فؤاد وابنه «هيثم» والفنانة رغدة.. كيف ستتناول ذلك؟ وهل ستستعين بأصدقائه الأحياء فى العمل؟
- هذه الأسئلة سابقة لأوانها، ولا أستطيع تقديم إجابة واضحة عنها، فكل الأمور لم تُحسم بعد، وما زلت فى الحلقة الثانية فقط من العمل، ولم نختر الشخصيات التى ستظهر فيه حتى الآن، لكن كل ما أستطيع تأكيده أن المسلسل سيتناول كل تطورات الشخصية الفنية لأحمد زكى ومعاناته.
والجمهور يعلم جيدًا أن أحمد زكى كان يحب هالة فؤاد بجنون، ولم يعشق أحدًا مثلها، ويدرك تفاصيل علاقته بابنه «هيثم»، وعمله مع السندريلا سعاد حسنى، لذلك سأركز على دور الفنان الكبير الراحل صلاح جاهين فى حياة «زكى»، فهو كان أقرب الأصدقاء إليه وبمثابة والده، وأبحث حاليًا عن تقديم تلك العلاقة من خلال أغنيات ضمن السياق الدرامى، مع استخدام «جاهين» كشاعر فى أحداث المسلسل.
■ تعاونت مع أحمد زكى فى عدة أعمال سينمائية.. هل اكتفيت بالمخزون الشخصى وعلاقتك به عند كتابتك المسلسل أم استعنت بآخرين؟
- عاصرت أحمد زكى وكنا أصدقاء، وتعاونت معه فى العديد من الأعمال وأعلم عنه الكثير، لكن ذلك ليس كافيًا لكتابة عمل درامى عنه، الأمر الذى دفعنى للاستعانة بمراجع مرئية ومقروءة متعددة، وقبل كتابة الحلقة الأولى أخذت فترة كبيرة فى بحث وفحص كل الأعمال التى قدمها «زكى» ومشاهدتها من جديد بتمعن شديد، كما أننى جمعت كل اللقاءات التليفزيونية التى ظهر خلالها النجم الراحل، وكل ما كُتب عنه فى الجرائد والمجلات.
■ هل تتذكر أول مشهد جاء فى خيالك عند بدئك كتابة المسلسل؟
- مشاهد ومواقف أحمد زكى كثيرة وأتذكرها دائمًا، لكن معاناته مع الوحدة كانت شديدة جدًا، وعلى الرغم من امتلاكه ٤ شقق كبيرة، كان يعيش آخر سنوات حياته داخل فندق، وهو شخصية تستحق أن تُدرس فعلًا، لأنها ليست عادية وتعبر عن مرحلة زمنية مهمة جدًا فى تاريخ مصر، لذلك فضلت أن نتناول أعماله الفنية وكواليسها وحكاياتها من خلال المسلسل.
■ وماذا عن مرحلة الطفولة.. هل ستمر عليها خلال الأحداث؟
- لن نركز على هذه المرحلة سوى فى مشاهد الـ«فلاش باك»، فأنا أتذكر أن أحمد زكى شاهد والدته للمرة الأولى عندما كان عمره ٧ سنوات، وهو مشهد درامى بامتياز ينبغى التركيز عليه.
■ ما ردك على من يهاجمون أعمال السير الذاتية بصفة عامة؟
- لا أحب تسميتها «سيرة ذاتية»، وأعتبرها رحلة شخص من القاع إلى القمة، وأنا سأتناول فى العمل ما يفيد الدراما أكثر من «التوثيق»، وهناك أعمال سير ذاتية كثيرة نجحت.
■ فى بداية الإعلان عن المشروع قيل إنه من كتابة القدير وحيد حامد.. هل تحدثت معه؟
- الكاتب الكبير وحيد حامد من أصدقائى المقربين منذ سنوات طويلة، وكلانا بدأ مشواره الفنى فى التوقيت ذاته، وأنا مثل غيرى قرأت فى الصحف أن هناك مسلسلًا سيقدم قصة أحمد زكى بعنوان «الإمبراطور»، وأنه سيكون من تأليف وحيد حامد، وبعد فترة تحدثت الشركة المنتجة معى وطلبت منّى كتابة المسلسل، فتحدثت مع وحيد حامد لأخبره بالأمر، فقال لى إنه مشغول بكتابة الجزء الثالث من مسلسل «الجماعة»، وإنه لا توجد أى مشاكل منعته من كتابة مسلسل أحمد زكى.
■ عُدت للسينما من خلال فيلم الرسوم المتحركة «فارس والأميرة».. لماذا؟
- أخذنا سنوات طويلة من العمل على فيلم «الفارس والأميرة»، وكانت التقنيات وقتها فى غاية الصعوبة، لاعتمادنا فيه على الرسومات اليدوية للمبدع الراحل مصطفى حسين. وأرى أن هذا الفيلم نجح، لأنه خاطب الطفل الذى بداخلنا، وشارك فى مهرجانات عديدة. وللعلم كان لدىّ مشروع فيلم رسوم متحركة آخر عن الحضارة المصرية، وكانت هناك شركة إنتاج أجنبية ستتولى تنفيذه، لكن جائحة «كورونا» أجلته.
■ ولماذا ابتعدت عن السينما بصورة ملحوظة خلال السنوات الأخيرة قبل هذا الفيلم؟
- لم أكن أعرف العمل فى السينما غير مع عاطف الطيب ومحمد خان، وفى الدراما مع نادر جلال، وبعد وفاتهم شعرت بـ«اليُتم»، لأننا لم نكن نعمل وننجح سوى مع بعضنا بعضًا، وكنا «بنونس بعض»، وكل منا يكمل الآخر، لذا حتى هذا اليوم حزين جدًا على رحيلهم، ومشروع أحمد زكى الذى أعكف على كتابته يجعلنى أحن للماضى وأتذكر مشوارًا طويلًا معهم.
وأتذكر موقفًا بكى فيه عاطف الطيب بسببى فى فيلم «الهروب»، فعندما علمت أن هناك سيناريوهين للعمل، وأن «الطيب» لا يمانع فى وضع اسم مؤلفين فى «التتر»، أقسمت وصممت على عدم وضع اسمى، فحاول إقناعى لكنه فشل حتى بكى، فقلت له: «مفيش مشكلة.. وأعمال كتيرة فى انتظارنا.. لازم نتجاوز هذا العمل»، لكن مع الوقت وجدت أن أهم فيلم فى حياتى هو «الهروب».