رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شاطئ «النخيل» يبتلع 3 من أسرة واحدة.. وجثة «شادي» اختفت

شاطئ النخيل
شاطئ النخيل

لم تكن الفاجعة التي استيقظت عليها سكان الإسكندرية صباح يوم الجمعة، بالأمر الصعب على أهالي المحافظة الساحلية؛ بقدر ما كانت مأساة على أهالي ضحايا ابتلع البحر 11 شخصًا منهم، ليفيض ببعض الجثامين، ويأبى أن يخرج آخرين مع توسل ودعاء الأمهات والأهالي للعثور على جثامين أبنائهم وذويهم لدفنها.

"دعواتنا أننا نلاقي شادي علشان يندفن جنب أخوه"، هكذا رددت السيدة "منار" إحدى أقارب الضحية شادي عبد الله زغمار، من قرية النجيلة مركز كوم حمادة بمحافظة البحيرة، الذي غرق بشاطئ النخيل وفقدت العائلة 3 من شبابها غرقًا في شاطئ الموت، ومازال الثالث تحتضنه مياه البحر.

وأضافت السيدة خلال حديثها لـ"الدستور" إن "شادي" عمره 17 عامًا، و"عثمان" 19 عاما، وكانا مع ابن عمتهم عمرو المنسي، موضحة: "لا ندري ما السبب في نزولهم البحر في ذلك الوقت ولكن ذلك قدرهم، ونحن نرضى بقضاء الله".

وتابعت: "نصف البلدة تقف على شاطئ (النخيل) الآن تنتظر ظهور الجثمان في حين تم دفن (عثمان) و(عمرو) في جنازة مهيبة لم تقتصر على أهالي كوم حمادة فقط، بل جميع المراكز المجاورة، جميعنا نحترق عليهم، ولكن عدم ظهور جثمان (شادي) هو الأشد ألمًا الآن ونتضرع جميعًا إلى الله أن يُثلج صدورنا".

"كانت سيرته حلوة وكل الناس بتحبه، كان زينة شباب كوم حمادة"، هكذا تحدث محمد قنديل الوكيل، أحد أصدقاء عمرو المنسي من ضحايا الغرق بشاطئ "النخيل"، متابعًا: "مكنش عاوز يتجوز، كلمته من أسبوع قلت له أخطب عندك 26 سنة، قالي لسه شوية أنا مش عاوز دلوقتى، مكنتش اعرف إنه هيفارقنا بعد كام يوم".

وأضاف: "عمرو كان شاب مكافح بيشتغل في تجارة البلاستيك، وكل الناس بتحبه، ويوم الحادث توجه مع أولاد خاله شباب صغير أحدهما في الجامعة، والثاني حاصل على دبلوم إلى الإسكندرية، وما توصلنا إليه هو أنهم نزلوا المياه في الليل في عدم وجود إنقاذ أو مراقبة على الشاطئ ليلقوا مصرعهم غرقًا"، مشيرًا إلى أن العائلة فقدت 3 من شبابها، وأسرهم في حالة صعبة جدًا.

وأشار إلى أن الحزن يخيم محافظة البحيرة بأكملها لمصرع عدد كبير من الضحايا، وتم استلام جثامين "عمرو"، و"عثمان" وصلى الآلاف صلاة الجنازة عليهم في مشهد لم تشهده المحافظة من قبل دليلًا على حب الناس لهم وحزنهم الشديد عليهم، وانتفضت أهالي مركز كوم حمادة بالدعوات مطالبين الجميع بالدعاء للعثور على جثمان "شادي" الذي مازال عالقًا في مياه شاطئ الموت.

وواصلت قوات الإنقاذ النهري البحث عن انتشال باقي جثامين ضحايا شاطئ النخيل، حيث لقى 11 شخصًا مصرعهم غرقًا، فجر الجمعة، بشاطئ النخيل بحي العجمي، بعد تسللهم إلى الشاطئ بالمخالفة لقرارات مجلس الوزراء بمنع ارتياد الشواطئ في ظل جائحة كورونا.

وكلف اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية المسئولين بتكثيف الحراسات التأمينية، وزيادة عمال الإنقاذ، وتكليف مشرفين بالتواجد على الشاطئ المغلق من صلاة الفجر وحتى الغروب لمنع وتفريق أى تجمعات، بالإضافة إلى تواجد مسئولي الإدارة المركزية للسياحة والمصايف وقوات أمن الشرطة، لمنع أى تجمعات أو النزول إلى مياه البحر.