رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحويل كنيسة «آيا صوفيا» لمسجد يثير قلق العالم المسيحي

آيا صوفيا
آيا صوفيا

أثار قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتحويل كنيسة «آيا صوفيا» إلى مسجد غضبًا عالميًّا، لما لتلك الكنيسة من تاريخ قديم يرتبط بتاريخ القسطنطينية التي كانت تابعة لـ«اليونانية».

ما هي كنيسة آيا صوفيا؟
بُنيت الكنيسة على أنقاض العديد من الكنائس القديمة ومكان المقابر للبلدة الرومانية سيرديكا في القرن الثاني الميلادي، كان الموقع مسرحًا رومانيًّا، وعلى مر العصور التالية تم بناء العديد من الكنائس ليتم تدميرها من قِبل القوات الغازية مثل القوط والهون. وبُنيت الكنيسة في عهد الإمبراطور البيزنطي جستينيان الأول في مُنتصف القرن السادس الميلادي (527-565)، وبالتالي فزَمَن بِنائه معاصِر لكنيسة آيا صوفيا في القسطنطينية، كنيسة القديسة صوفيا هي الآن واحدة من أهم الآثار القيّمة في العِمارة المسيحية المُبكرة في جنوب شرق أوروبا.

بطريرك روسيا يعرب عن قلقة بشأن آيا صوفيا
وأعرب بطريرك كيريل، بطريرك موسكو وكل روسيا؛ عن قلقه بشأن الأوضاع حول وضع آيا صوفيا.

وقال البطريرك كيريل في بيانه: «يساورني قلق عميق بشأن دعوات بعض السياسيين الأتراك لمراجعة حالة متحف آيا صوفيا، أحد أعظم المعالم في الثقافة المسيحية».

وتابع: «بنيت هذه الكنيسة في القرن السادس تكريمًا للمسيح المخلص، وهذا يعني الكثير للأرثوذكسية بأكملها. وبالنسبة للكنيسة الروسية فهي عزيزة بشكل خاص؛ إن سفراء الدوق الأكبر فلاديمير، بعد أن تجاوزوا عتبة هذه الكتيسة، أسروا بجمالها السماوي، سماع قصتهم، عمد القديس فلاديمير وعمد روسيا، التي دخلت بعده إلى بعد روحاني وتاريخي جديد- في الحضارة المسيحية».

وواصل: «عبر أجيال عديدة، تم الإعجاب بنا لإنجازات هذه الحضارة، التي نحن الآن جزء منها؛ وأحد رموزها الموقرة كان ولا يزال آيا صوفيا، دخلت صورتها ثقافتنا وتاريخنا بقوة؛ أعطى القوة والإلهام لمهندسينا المعماريين في كييف ونوفغورود وبولوتسك- في جميع المراكز الرئيسية للتكوين الروحي لروسيا القديمة».

وتابع: «في تاريخ العلاقات بين روسيا والقسطنطينية كانت هناك فترات مختلفة، وأحيانًا صعبة للغاية؛ لكن أي محاولة لإذلال أو دحر التراث الروحي لكنيسة القسطنطينية، الذي يعود إلى ألف عام، تم إدراك الشعب الروسي- سواء قبل أو الآن- بمرارة وسخط».

وتابع: «تهديد آيا صوفيا هو تهديد للحضارة المسيحية كلها، وبالتالي لروحانيتنا وتاريخنا، حتى يومنا هذا، بالنسبة لكل شخص أرثوذكسي روسي، تعد آيا صوفيا مزارًا مسيحيًّا عظيمًا؛ من واجب كل دولة متحضرة الحفاظ على التوازن: التوفيق بين التناقضات في المجتمع، وعدم تفاقمها؛ تعزيز توحيد الناس، وليس الانفصال.. تتطور العلاقات بين تركيا وروسيا بشكل ديناميكي اليوم، يجب أن يوضع في الاعتبار أن روسيا هي دولة بها غالبية السكان أرثوذكس؛ وبالتالي، فإن ما يمكن أن يحدث لآيا صوفيا سيستجيب بألم عميق بين الشعب الروسي».

واختتم: «آمل أن تتوخى الحكومة التركية الحكمة؛ إن الحفاظ على الوضع الحالي المحايد لآيا صوفيا، إحدى أعظم روائع الثقافة المسيحية، الرمز الكنسي لملايين المسيحيين حول العالم، سيزيد من تطوير العلاقات بين شعبي روسيا وتركيا، ويعزز السلام والوئام بين الأديان».