رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد عارف يكتب: محمد رمضان لا تشرب من هذا الدواء فيه سم قاتل

أحمد عارف
أحمد عارف

خرج صباح اليوم الكاتب الكبير وحيد حامد، في تصريح اختص به جريدة الدستور ينفي خلاله عن تقديمه لمسلسل يحكي قصة حياة الراحل أحمد زكي ويجسدها الفنان الشاب محمد رمضان، بعد أن تداولت أخبار عن تقديم مسلسل تلفزيوني عن سيرة أحمد زكي بين الثلاثي وحيد حامد ومحمد سامي ومحمد رمضان، ووضح وحيد حامد هذه الأمور، قائلا إن ما حدث هو مكالمة هاتفية جمعته مع سامي يبلغه الأخير عن رغبته في تقديم مسلسل عن أحمد زكي ولم تتطور الفكرة سوى مكالمة هاتفية فقط؛ ويكشف أيضا وحيد حامد أن المسلسل إذا قدم سيكون مصنوعا من أجل محمد رمضان.

بعيدا عن رغبة رمضان لتجسيد شخصية أحمد زكي في عمل فني ونفي وحيد حامد عن تنفيذ هذا المشروع؛ فإذا افترضنا أن النجم الشاب رمضان سيقبل على تقديم هذا المشروع ونتخيل سويا أن وحيد حامد يعكف حاليا على كتابة العمل، فسنرى أن هناك أزمة حقيقية سيواجهها محمد رمضان عند عرض العمل، وهي لعنة أعمال السيرة الذاتية على أغلب من اقتربوا لتنفيذها؛ فمن الممكن أن نرى أن تجسيد أعمال السيرة الذاتية غالبا تكون سلاحا ذو حدين في وقت النجاح أو السقوط لم يجني بطلها مزيدا من ثمار النجاح بعد ذلك إلا قليلا وقليل جدا.

وهناك أعمال سير ذاتية جسدت لفنانين كبار بعضها نجح ولم يكتب لصناعها نفس النجاح بعد ذلك بعد أن وضعه الجمهور في خانة الفنان الأصلي مثل "أم كلثوم" التي جسدتها صابرين ولم تحقق نفس نجاح هذا المسلسل بعد ذلك، مثلها أيضا السورية سولاف فواخرجي عندما جسدت "أسمهان"؛ وإذا تذكرنا ماذا قدم الفنان حسن يوسف بعد مسلسل "إمام الدعاة" قصة الشيخ محمد متولي الشعراوي، فلم نتذكر ولم يعد بشيء رغم نجاحه الساحق في إمام الدعاة.

أيضا هناك من فشلوا في تجسيدها مثل منى زكي في "السندريلا" عن قصة حياة الراحلة سعاد حسني والبعض ذكر وقتها أن المسلسل أساء للطرفين سعاد ومنى زكي ولم تكن هذه الواقعة الوحيدة، فأصيب بهذه اللعنة شادي شامل الذي جسد عبد الحليم حافظ في مسلسل "العندليب" والسورية صفاء سلطان التي جسدت ليلى مراد في "قلبي دليلي" وكتبت تلك الأعمال شهادة اعتزالهم فنيا وقتها وبعد سنوات حتى الآن يحاولون الخروج من هذه اللعنة دون جدوى.

لكن ليست هذه النظرية نص قرآني فهناك نماذج نجحت ولكن أغلبها كان لأحمد زكي في تجسيده لشخصيات عدة أدبية وفنية وسياسية سواء طه حسين أو عبد الناصر والسادات وأخيرًا حليم، فتجسيد شخصيات أثرت في الجمهور لسنوات طويلة صوت وصورة صعب جدا ومجازفة من الفنان فممكن أن تنهي مسيرته الفنية في لحظات.

محمد رمضان إذا كان يفكر في تجسيد أحمد زكي عليه أن يفكر ويعيد النظر إلى المخاطر التي سيواجهها، فكيف تجسد أستاذ تجسيد السير الذاتية، نجاحك وقتها ممكن يعيدك خطوات للوراء أصعب من تحديات بداية مشوارك الفني، فإن كان ارتباط اسمك في البداية بأحمد زكي سهل لك المشوار ولفت حولك الأنظار حتى قدمت أوراق اعتمادك لشخصيتك المستقلة بعدة أعمال سينمائية ودرامية، فإن ارتباط اسمك مرة أخرى بأحمد زكي سـ"يعيدك" للوراء ومن الممكن للوراء أكثر وأكثر مجرد رأي "لا تشرب من هذا الدواء فيه سم قاتل".

من وجهة نظري رمضان لو جسد شخصية أحمد زكي هيخسر كتير لأن زكي أستاذ التشخيص اللي عمل ناصر والسادات وحليم ببراعة صعب حد يجسده.. هو كده حالة فريدة حاجة نادرة.. اللعب في تفاصيلها هيصيب الممثل بلعنة.. ارتباط اسم محمد رمضان بأحمد زكي خصوصا إنه عرف يقلده أكتر من مرة ساعد في انتشار وظهور اسم رمضان في بداية مشواره.. بعد كده رمضان ظهر بأعماله خاصة بيه وبين موهبته؛ ومخاطرة على مشواره الفني إنه يقرر يربط اسمه مرة أخرى بأحمد زكي.

رسالة لرمضان "لا تشرب ولا تفكر في هذا الدواء فيه سم قاتل"