رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد عبدالمنعم زهران: جائزة يوسف إدريس من أهم الجوائز التي حصلت عليها

محمد عبد المنعم زهران
محمد عبد المنعم زهران

حول فوزه عن مجموعته القصصية "سبع عربات مسافرة" بالمركز الثاني لجائزة يوسف إدريس للقصة القصيرة، والتي نظمها المجلس الأعلى للثقافة٬ قال الكاتب محمد عبدالمنعم زهران: "أعتقد أن جائزة يوسف إدريس من أهم الجوائز التي حصلت عليها، أولًا لأنها جاءت مقترنة باسم عمدة القصة القصيرة العربية الحديثة، إلى جانب أنني من المفتونين بنصوص يوسف إدريس.

تطمح نصوص مجموعة "سبع عربات مسافرة"، والصادرة عن دار النسيم للنشر٬ إلى الوصول بالقصة القصيرة العربية إلى مكانتها اللائقة، وذلك من خلال استيعاب المنجز القصصي العالمي، ومحاولة صنع امتداد خلاق له ينهض على الجدة والابتكار في تناول القضايا الإنسانية عبر تفاصيلها الصغيرة؛ وكذلك استخدام مجموعة من الأساليب والتقنيات السردية اللافتة، والتي تتوافق مع القصة المروية، لتتحول الحكاية العادية إلى حكاية غاية في الإدهاش سواء عبر البناء المغاير، أو التلاعب المحسوب بدقة في استخدام منظور الرؤية لدرجة وصف البعض لقصص هذه المجموعة رغم تنوع تقنياتها السردية بأنها تمثل "صعودًا مبهرًا لضمير أنت" في سماء السرد العربي.

وتلتقط المجموعة اللحظات الإنسانية الفارقة في عوالم شخصياتها المختلفة، بأمكنتها وبيئاتها بكل تفاصيلها الغارقة في عمق مجتمعنا المحلي والعربي. كل هذا عبر لغة بسيطة غير متكلفة لتؤمّن الانسياب والتواصل المشوّق والممتع في آن.

تابع "زهران"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور": "سبع عربات مسافرة" هي ممارسة شيقة للألعاب السردية، ممارسة ممتعة للكاتب والقارئ على حد سواء، هي كتابة مسافرة إلى أجواء غاية في الإدهاش.

حصلت قبل هذه الجائزة على جائزة الشارقة للإبداع عن مجموعة حيرة الكائن، وجائزة سعاد الصباح في المسرح، بالإضافة إلى جوائز أخبار الأدب والمسابقة المركزية بقصور الثقافة في القصة المفردة.

ومن قصة "سبع عربات مسافرة" نقرأ: تبادل ركاب العربة النظر في صمت، بعضهم تأثر وبدأ يبكي أيضًا. مضى الشاب ورفيقه حتى آخر العربة ثم هبطوا. ركاب العربات الأخرى تزاحموا على النوافذ لرؤية الشاب.
تحرك القطار الآن، فوقفت السيدة في النافذة، رفعت ذراعها ولوحت له، فرفع الشاب ذراعه ولوح أيضًا..
- إلى من تلوح؟
- لا أعلم.. أفعل فقط ما حدث فى الحلم تمامًا.. فبعد أن عثرت على الصورة، رأيتها تلوح لي وهي تبكي، فأخذت ألوح لها..
- ولماذا تبكي الآن؟!
- لأنني كنت أبكي أيضًا.
اختفى الشابان، وبدأ القطار يستعيد سرعته، نظرت إلى السيدة، لم تكن موجودة، كانت قد اختفت، واختفى الركاب والكمساري ومساعدي، ثم تلاشى القطار. انتبهت أخيرًا لأنني بدأت أفهم كل شيء. وفجأة شعرت بحماس غامض، وعدت أفكر بجدية في أنه ينبغي علي الاستعداد لنحو ثمانمائة واثنين وثلاثين حلمًا تتعلق بركاب يتطلعون في أمل.
.......
وأنتَ أنت
أنت الذي تكتب، أتتذكر؟
كنتَ آخر راكب يغادر القطار في المحطة السابقة لتحركه إلى الكارثة، نظرت إليّ وأنت تهبط وكنتَ حانقًا من الزحام، لهذا هبطت قبل محطتك بكثير، لتنجو فقط من الزحام، نظرت إلي بضيق، فاكتفيت أنا برفع حاجبي إذ لم يكن بيدي شيء، وأخيرًا ابتسمت لك وأنت تهبط، لأنني اعتقدت بأنك هكذا ستنجو من الزحام فقط ليس إلا.
لم أكن أعرف أبدًا أنك قد عاودت الركوب في العربة السابعة قبل أن يتحرك القطار، بعد أن ترددت قليلًا، وكنت تنوي كتابة قصة جميلة عن أحلام ركاب بسطاء، تغمرهم سكينة غامضة في سبع عربات مسافرة تتحرك في هدوء.