رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نائب ليبي: مَن يرفض خارطة الطريق مرتبط بأجندة خارجية.. ونحتاج لضغط دولى على حكومة الوفاق

 سعيد امغيب
سعيد امغيب


أشاد سعيد امغيب، النائب بالبرلمان الليبى، بالمبادرة المصرية لحل الأزمة الليبية، متوقعًا لها تحقيق نجاح قوى بعد حصولها على توافق من المجتمع الدولى، معتبرًا إياها أقرب للتطبيق من أى مبادرة سابقة. وقال «أمغيب» إن القاهرة تعرف جيدًا طبيعة الشعب الليبى وتركيبته، وتعى جيدًا ما يحدث فى ليبيا، لذلك جاءت المبادرة شاملة، ولا يمكن لأحد من أطراف النزاع فى ليبيا أن يرفضها إلا إذا كان يرتبط بأجندات خارجية.

■ كيف يمكن للمبادرة حل الأزمة الليبية؟
- نشكر مصر العروبة على هذه المبادرة، وعلى دورها الكبير والتاريخى، فهى الأخت الكبرى لليبيا، وأرى المبادرة بداية لترتيب البيت الداخلى الليبى، فقد جمعت بين المشير خليفة حفتر والمستشار عقيلة صالح.
نحن نرحب بالمبادرة وكنا نتمنى طرحها منذ سنوات، فتيار الإخوان رفض مجلس النواب وانقلب عليه عام ٢٠١٤ وشن حرب «فجر ليبيا» التى عاثت فى الأرض فسادًا، وفرضت وخلقت ودعمت الميليشيات، فالبرلمان لم يرفض من قبل أى مبادرة سياسية وكذلك الجيش.
الوقت الآن مناسب جدًا لتنفيذ المبادرة ونتمنى خطوات تنفيذية أكثر وبسرعة، فقد حظيت بدعم من المجتمع الدولى والدول العربية، لأنها مبادرة طيبة، وليبيا فى أمس الحاجة إليها لقطع الطريق على المخطط التوسعى لأردوغان بالتعاون مع حكومة السراج غير الدستورية التى وقعت اتفاقيات غير شرعية أدخلت المرتزقة وأهدرت سيادة ليبيا.
■ هل تعتقد أن «الوفاق» يمكن أن تستجيب لها؟
- الأمر يحتاج ضغطًا دوليًا على المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق، خاصة الولايات المتحدة التى إن كانت جادة فى تنفيذ المبادرة فستقبل بها الوفاق وتركيا وستلقى النجاح المطلوب وترى النور قريبًا، وأعتقد أن ذلك سيحدث، فقد قدّم الجيش حسن النوايا وانسحب إلى حدود ما قبل ٤ أبريل ٢٠١٩.
■ ما الرد فى حال عدم تجاوب «الوفاق» مع حل الأزمة القائمة؟
- الرد لن يكون من البرلمان أو الجيش فقط، فالجيش أعلن عن مضيه فى الدفاع عن البلاد ورد الاحتلال، لذا الرد سيكون دوليًا أيضًا، وتعريض حكومة الوفاق إلى أشياء كثيرة تصل لسحب الاعتراف بها، بجانب رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبى، فأردوغان يتذرع بدخوله فى ليبيا بحكومة الوفاق التى يعترف بها المجتمع الدولى، لكن فى حال إقرار المجتمع الدولى المبادرة ورفض الوفاق بها سيتم سحب الاعتراف بها من قِبل مجلس الأمن والأمم المتحدة.
■ المبادرة طرحت تشكيل مجلس رئاسى من الأقاليم الليبية الثلاثة.. كيف ترون الأمر؟
- هذا الأمر هو المتاح والأقرب للتطبيق، فليبيا كانت مكونة من ثلاثة أقاليم تاريخية برقة وفزان وطرابلس، والآن نستطيع الاتفاق على شخصية ممثلة عن كل إقليم، حيث سيتم تعيين رئيس للحكومة من إقليم ورئيس للمجلس الرئاسى من إقليم آخر، ورئيس البرلمان من الإقليم الثالث، فهناك عدالة فى التوزيع ومشاركة من الجميع فى الحكم.
والآن لا يمكن عقد انتخابات نزيهة وسريعة، لذا الحل الذى طرح فى المبادرة هو الأنسب والأقرب إلى العدل، لأنها ستشكل حكومة ومجلسًا رئاسيًا لفترة انتقالية يتولى إقرار دستور وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، وقد حددت مدة لهذه الحكومة من أجل المضى فى هذه الخطوات.
■ هل هناك تشابه بين إعلان القاهرة ومبادرة المستشار عقيلة صالح التى طرحها فى أبريل الماضى؟
- بالطبع هناك أوجه تشابه، وهذا أحد أسباب قوة المبادرة المصرية فهى نسخة معدلة من التى طرحها عقيلة صالح، وسبق أن حظيت بقبول وتوافق من قِبل المجتمع الدولى، والمبادرة المصرية أقرب للتطبيق، لأن القاهرة تعرف جيدًا تركيبة وطبيعة الشعب الليبى وتعى جيدًا ما يجرى فى ليبيا، لذا فهى مبادرة شاملة لا يمكن لأحد رفضها إلا من يرتبط بأجندات خارجية، مثل السراج الذى يأتمر بأمر أردوغان.
■ ما توقعاتك لمستقبل الأزمة الليبية؟
- مبادرة القاهرة سوف تلقى نجاحًا قويًا، لأنها تتطابق مع ما جاء فى مؤتمر برلين الذى رعته ألمانيا، فمعظم البنود تتوافق مع ما جاء فى مخرجات برلين، وأهمها تفكيك الميليشيات ووقف إطلاق النار، والآن الجيش انسحب من تخوم طرابلس، حتى لا يأخذ أحد ذلك ذريعة للهروب من تنفيذ المبادرة المصرية، لذا العوائق التى كانت تعوق تنفيذ المبادرات السابقة تمت إزالتها، ما يصب فى صالح تنفيذ المبادرة المصرية التى ستلقى نجاحًا كبيرًا وهو ما نأمله ونتمناه.