رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أستاذ اقتصاديات البترول يوضح أهم طرق زيادة إنتاج الزيت والغاز

 الدكتور سعيد كامل،
الدكتور سعيد كامل،

قال الدكتور سعيد كامل، أستاذ إنتاج واقتصاديات البترول والغاز بكلية هندسة البترول والتعدين جامعة السويس، إن الفجوة بين إنتاج البترول وحجم الاستهلاك تزداد بشكل مستمر على مدار السنوات السابقة، ولذلك كان لزاما على خبراء قطاع البترول في البحث عن طرق جديدة ومبتكرة لزيادة إنتاج الزيت والغاز الطبيعي من الآبار القديمة، والطبقات القديمة الحاملة للزيت والغاز باستخدام تقنيات تحفيز الإنتاج لتطوير هذه الحقول وتعظيم عمرها الإنتاجي.

وأضاف كامل فى تصريحات لـ"الدستور"، أنه من أهم طرق زيادة الإنتاج استخدام التحفيز الحمضي وتقنيات تحفيز الكسر الهيدروليكي، بالإضافة إلى استخدام تقنيات الرفع الاصطناعية مع أقصى معدل سحب للحصول على أقصى إنتاج من تلك الآبار واستخدام أحدث تقنيات الصناعة في معالجة تكون الترسبات الكيميائية في الآبار، والتي أدت في السابق إلى توقف إنتاج هذه الآبار كما فعلت شركة خليج السويس للبترول وقدمت نموذجا عمليا لإحياء الآبار القديمة وإعادة إنتاجها.

وأوضح أنه يجب أن يتم إعادة العمل على تقييم الطبقات في الآبار القديمة ومراجعة تسجيلات هذه الآبار وإعادة تقييمها بتروفيزيقيا باستخدام أحدث الأساليب والتقنيات، وباستخدام العقول الشابة الجديدة لاكتشاف طبقات جديدة ويمكن الاحتذاء بتجربة شركة خالدة للبترول في تنمية طبقة أبولونيا، حيث زادت إنتاجها اليومي بمقدار 1500 برميل في اليوم عن طريق إعادة تكملة الآبار إلى طبقات لم تكن في الحسبان في السابق، ويجب أن تعمم تلك التجربة على كل شركات قطاع البترول.

وأشار الدكتور سعيد كامل، إلى أنه يجب على قطاع البترول أن يتخذ قرار البدء في الإنتاج من الحقول غير التقليدية لإنتاج الزيت والغاز الصخري، حيث يتميز بالاستمرارية في إنتاج الآبار وقلة تكاليفها التشغيلية حيث تتميز طبقات الغاز الصخري بالامتداد الكبير على مساحات شاسعة ولكنها تحتاج تكاليف إنتاجية رأسمالية كبيرة لحفر المزيد والمزيد من الآبار بمعدلات متسارعة، والبدء في التكسير الهيدروليكي المتعدد بكميات كبيرة جدا مما يجعل تنمية حقول الغاز الصخري قرارا استراتيجيا، واتخذت بالفعل وزارة البترول خطوات جادة في هذا الاتجاه حيث بدأت في تجربة الغاز الصخري في بئر آمون 3 في شركة خالدة للبترول وأثبتت وجود طبقات الغاز الصخري، كما عدلت الهيئة المصرية العامة للبترول من صيغة اتفاقياتها مع الشركاء الأجانب لتناسب تنمية طبقات الغاز الصخري.

وقال إنه يمكن أن تستعيد شركات قطاع البترول بالخبراء المصريين المتخصصين في الزيت والغاز في جامعات السويس والقاهرة وكذلك علماء مصر بالخارج، حيث تمتلك مصر رصيدا هائلا من الخبرات العلمية من أكبر العلماء المتخصصين التكسير الهيدروليكي والتحفيز بالأحماض على مستوى العالم والذين استعانت بهم الدول البترولية الكبرى في تنمية حقولها، وكذلك تمتلك مصر من الخبرات العملية الكبرى من المصريين العاملين بالخليج العربي منذ أكثر من ثلاثين عاما التي يمكن استغلالها في تدريب ونقل الخبرات إلى الأجيال الجديدة في قطاع البترول المصري، لافتا إلى أن وزارة البترول اتخذت خطوات جادة في هذا الاتجاه، حيث بدأت في برنامج تحديث وتدريب قطاع البترول لتطوير منظومة قطاع البترول من الداخل وإعداد الكوادر العلمية والإدارية لتنمية قطاع البترول المصري.

وذكر "كامل"، إن مصر من أول دول العالم التى اكتشفت البترول والغاز الطبيعي وطرق التنقيب، حيث إن صناعة البترول والغاز فى مصر تعود إلى عام 1886، بداية من اكتشاف أول بئر بترول فى الصحراء الشرقية وبدء أول إنتاج من بئر جمسة فى عام 1910، كما أن صناعة الغاز الطبيعي المصرية يرجع تاريخها إلى أكثر من 50 عامًا مضت، حيث تم اكتشاف أول حقل غاز أبوماضى فى منطقة دلتا النيل فى عام 1967، وكان ذلك له أثر عظيم على خبرات وقدرات قطاع البترول المصري، مشيرًا إلى أن إحدى أكبر عيوب هذا القدم هو أن مخزون الزيت والغاز الطبيعي في مصر قد تعرض للتناقص مع الوقت وكمية الزيت والغاز المنتجة بالتزامن مع زيادة الطلب على الزيت والغاز الطبيعي، نظرًا لزيادة استهلاك الطاقة بسبب خطط التنمية الاقتصادية فى مصر.