فؤاد زويريق لـ ياسر جلال: حان الوقت لتبدأ مسيرة مغايرة

قال الناقد السينمائي المغربي فؤاد زويريق:" أحببت ياسر جلال كممثل مجتهد ومثابر وطموح، هو ممثل خلق لنفسه لغة خاصة يتواصل بها مع جمهوره، فنجحت ونجح معها وانتشر، أحببته قبل 2017 أي قبل مسلسل ظل الرئيس الذي به حقق هذا الانتشار الذي يشهده الآن، كانت أدواره فيما مضى محدودة زمنيا لكنها مختلفة ومتعددة الشخصيات رغم نمطيتها في الظاهر، من 2017 الى 2020 دخل ياسر في قالب درامي واحد فلم يخرج منه إلى حد الآن، قد تتغير القصة والأحداث لكن أجواء الصراعات والمؤامرات والأكشن والانتقام دائما حاضرة.

تابع " زويريق" في منشور له عبر حسابه الشخصي بالفيس بوك: "كرر نفسه في كل الأعمال تقريبا رغم نفيه ذلك، صحيح أن الصفة والوضع الاجتماعي للشخصيات التي تقمصها تتغير من عمل إلى آخر فمرة هو انسان عاد ومرة مهرب ومرة فتوة ومرة ظابط ورجل أعمال، لكن عمق الشخصية وارهاصاتها الداخلية بقيت كما هي لم تتغير، بل حتى تعابير الوجه والحركات لم يطرأ عليها أي تغيير، والأدهى من هذا أن الشكل أو المظهر الخارجي ''اللوك'' بقي على حاله في جميع الأعمال، وهذا لن يخدمه في المستقبل كممثل، فالنسخ المكررة من شخصيتك الأولى التي نجحت بها سيرفضها الجمهور فيما بعد، لأنها خالية من التجديد والتطوير والتحدي، وستبعث في نفسية المتلقي الملل من كثرة تكرارها، الجمهور يحب في نجمه المفضل التحدي، وتنوع الشخصيات في شكلها الداخلي والخارجي هو تحدّ يبرز مستوى وموهبة الممثل ومدى احترافيته وتمكنه من فن التشخيص.

أظن أنه قد حان الوقت لياسر جلال حتى يبدأ مسيرة أخرى مغايرة لرباعيته الأخيرة التي مهما قلنا فيها إلا أننا لا ننكر اننا استمتعنا بها، المبدع أحمد زكي استمد نجاحه الكبير وعظمته من تنوع الشخصيات التي أدها، ولكل شخصية من شخصياته طابع خاص بها سواء داخلي أو خارجي، بل حتى ايقاع صوته يتغيير بتغير الشخصيات، وهنا تكمن قوة الممثل المبدع، وياسر جلال مبدع قادر على الخروج من هذا الدور النمطي والدخول في تحدّ جديد يجدد به انتشاره.