رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ممرض يقدم فوانيس رمضان للأطفال المصابين بالكورونا فى أسوان (صور)

ممرض يقدم فوانيس
ممرض يقدم فوانيس رمضان للأطفال

من شدة تعلقه بطفلين خلال المساهمة فى رحلة علاجهما من فيروس «كورونا» المستجد.. أقدم أحد الممرضين بمستشفى عزل أسوان، على إهدائهما فوانيس رمضان للعب بها، لتساعدهما على نسيان عزلتهما عن أهلهما وتهوين فترة العلاج عليهما.

يقول إبراهيم عطيتو إبراهيم، أحد أفراد التمريض بمستشفى أسوان التخصصي «الحجر الصحى»، الذي يبلغ من العمر 25 عامًا، إنه عمل بالمستشفى للمساهمة في علاج المصابين بفيروس «كورنا» المستجد بناءً على رغبته الشخصية ولم تكن من مهام عمله الأساسية أبدًا، وأنه ضمن أفراد تمريض مستشفى أسوان الجامعي، وتقدم بطلب لرئيس جامعة أسوان للموافقة على عمله بالحجر الصحي، موضحًا أنه لم ينتابه أى مشاعر أو قلق من إصابته بالفيروس، ولكن كان كل ما يفكر به مساعدة هؤلاء المرضى.

وبخصوص ترتيبه مفاجأة للطفلين (محمد وفريحة) بالحجر الصحي وتقديمه الفوانيس لهما، أوضح لـ«الدستور»، أنه فور وصولهما علم من زملائه أن هناك طفلين توافدا إلى المستشفى وبالقسم المسئول عنه، وبعد ارتدائه لالوقايات اللازمة للدخول إلى الحجرة الموجودين بها، وكان قلقًا من أن ينتابهماالخوف من الملابس التى يرتديها، إلا أنه تفاجأ برد فعلهما اتجاهه، حيث أن الزي الوقائي الذى يرتديه، لفت نظرهما إليه ونال إعجابهما كثيرًا، وطلبا منه التقاط الصور التذكارية له برفقتهما، قائلا" هما أطفال حلوين وأنا اتعلقت بيهم كمان، هما اللى يشوفهم يحبهم لأنهم بيتكلموا وعندهم جراءه".

وتابع «إبراهيم»، أن مع حلول شهر رمضان المعظم، فكر فى طريقة لإسعاد الطفلين ولإضافة الشعور بالبهجة لهم حتى فى العزلة الموجودين بها، حيث أن مدة عمله معهم استغرقت 4 أيام لكنه تعلق بهما بشكل كبير، وجاءت له فكرة شراء فانوسين للطفلين لإسعادهم قائلًا: "دول أطفال وميعرفوش بردو طبيعة المرض ده"، لافتًا إلى أنه اتفق مع إحدى أصدقائه الموجودين خارج الحجر الصحي، لشراء الفوانيس للطفلين على نفقته الخاصة.

واستكمل حديثه لـ«الدستور»، أنه بعدها أصطحب الفوانيس لهم لإدخال البهجة إلى قلوبهم ورسم البسمة على وجوههم، قائلًا:"نظرة الفرحة اللي شوفتها في عيونهم وقتها بالدنيا وما فيها حتى الطفلة كانت وقفه على السرير لقتها حضنتي مخوفتش منها"، موضحًا أنه علمهم كيفية تشغيل الفوانيس، وعند رؤيته لمدى تقبلهم لكلامه وحبهم له، شرح لهم ارتداء المسكات وكيفية غسل أيديهم بالطرق الصحيحة، لحماية أنفسهم من الفيروس.

وأشار إبراهيم إلى أنه، أتم مدة الـ14 يومًا داخل الحجر الصحي، إلا أنه يعمل جاهدًا حتى لا يغادر الحجر، حيث أنه اعتاد على الأجواء داخله، وسعيد جدًا بمهمة عمله والمساهمة فى علاج المصابين بفيروس «كورونا» المستجد، قائلًا: "المستشفى متغيرة 180 درجة ممكن قبل الأزمة الشغل كان عادي، لكن حاليًا هناك جو من الألفة والتكاتف في العمل والكل قلبه على بعض".

واختتم حديثه لـ«الدستور»، أنه لم ير أسرته منذ حوالي 45 يومًا إلا أنه حريص على التواصل معهم عبر الهاتف المحمول، حيث إنه قبل تسلم عمله فى الحجر الصحي كان يمارس عمله الأساسي بالمستشفى الجامعي التي استغرقت 30 يومًا، ومستعد لاستكمال مهام عمله بالحجر لمدة غير محددة، قائلًا: "أنا محدش في البيت عندي يعرف غير أخويا الكبير ووالدتى ست كبيرة مقولتلهاش علشان متقلقش عليا".

وقدم نصيحة للأهالي بعدم التنمر على المصابين بفيروس كورونا، حيث إن أصابته لم تكن عيبًا، والتعامل معهم بشكل طبيعي مع الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية.