رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أول معمل وجانب نفسي.. طبيب يكشف كواليس الحياة بالحجر الصحي في أبوخليفة

الحجر الصحي في أبوخليفة
الحجر الصحي في أبوخليفة

أخبرتني جامعة عين شمس بذهابي للحجر الصحي بمستشفى أبوخليفة في محافظة الإسماعيلية، جهزت حقيبتي وأغراضي، وأخبرت زوجتي، واتصلت بوالدي، قله له أنا "رايح شغل أسبوعين في الإسماعيلية"، دون أن أخبره بذهابي للعمل بالحجر الصحي حتى لا يشعرون بالخوف"، لكنهم شكوا في الأمر وحذروني "أوعى تكون رايح مستشفى من مستشفيات العزل للمصابين بكورونا"، لكنني قلت لهم أني ذاهب لغيرها، ولم يعرفوا أنني هناك سوى بعد مرور 10 أيام، يقول الدكتور أحمد الحديني، مدرس مساعد الباثولوجيا الأكلينيكية بجامعة عين شمس، وأحد المسؤلين عن إجراء تحاليل فيروس كورونا المستجد.

أضاف الحديني لـ"الدستور"، أنه متزوج ولديه طفلة، لكنه لم يخش أو يتردد ولو للحظة في الذهاب للحجر ومواجهة هذا الوباء اللعين، قائلًا أن هذا واجب وطني لا يمكن التخاذل عنه، ووجوده في الصفوف الأمامية لمجابهة كورونا، وحماية الوطن من هذا الفيرس الذي غزا العالم.

وأوضح: "فور وصولي للمستشفى أبوخليفة، لم يكن هناك معمل وعملنا على الفور في على إنشائه، وفي أول أسبوع للحجر كنا نرسل العينات للنتائج المركزية، ولكننا عملنا على تشغيل المعمل وكانت كافة طلباتنا مجابة، لإنشاء أول معمل يحتوي على pcr لإجراء تحاليل كورونا خارج المعمل المركزي للوزارة، ونستقبل العينات من مستشفيات صدر، وحميات الإسماعيلية، وفايد المركزي، ودمياط، وبورسعيد، ورغم كثرة العينات والعمل في بعض الأحيان كنا نشعر أن الأمر طبيعي، وأن هذا واجب علينا أن نفعل ذلك".

تابع: "علمت الفنين بالمعمل كيفية إجراء المسحات التي اتخذت من البلعومين الأنفي والفمي، ولكننا كنا نشعر بالشفقة على النفس"، مشيرًا أن العزل يعد مشكلة للعديد من المصابين خاصة الاجتماعيين، وأيضًا الكبار سناَ الذين يشعرون بالخوف، وأنهم مصابين بفيروس خطير وكل ما يعلموه انه اجتاح العالم وتوفي بسببه الآلف، بالإضافة لتواجدهم بمفردهم، فهم يعيشون حياة وحيدة، مثل السجن، ويحتاجون لأشخاص يتحدثون معهم، فلذلك كان علينا مراعاة الجانب النفسي لهم والحديث معهم للتخفيف عليهم.